إعادة أطفال معنفين لوالدهم يثير جدلاً في السعودية

إعادة أطفال معنفين لوالدهم يثير جدلاً في السعودية

03 سبتمبر 2015
القوانين قاصرة عن حماية الأطفال المعنفين (فيسبوك)
+ الخط -
أثار قرار وزارة الشؤون الاجتماعية إعادة أطفال لوالدهم، الذي قام بتعذيبهم قبل يومين في الباحة (جنوب السعودية) موجة من الجدل في السعودية، بخاصة أن الصور التي ظهرت للأطفال الصغار الذين لا يتجاوز أكبرهم السادسة من عمرهم، كانت توضح قيام الأب وزوجته الثانية بضربهم بقسوة مفرطة، تسببت في إلحاق أذى كبير بهم.

وأكتفت وزارة الشؤون الاجتماعية بأخذ تعهد خطي من الأب وزوجته بعدم تكرار ذلك. وكانت الوزارة  أعلنت قبل يومين حجز الأب المتهم بضرب وتعذيب أطفاله لدى الجهات المختصة، ذاكرة "أن فريق الحماية الاجتماعية بالقرب من الموقع لمعالجة الأمر".

وكشف ناشطون حقوقيون أن الأطفال تعرضوا للضرب والتعنيف والتعذيب من قبل والدهم وزوجته الثانية، وأن والدتهم المطلقة تعيش في وضع نفسي سيئ بسبب ما حدث لأطفالها.

من جانبه، أكد مدير فرع الشؤون الاجتماعية في الباحة أحمد العاصمي أنه "تم تشكيل فريق عمل من الشؤون الاجتماعية وصحة الباحة للتحقيق في القضية، وتم أخذ التعهدات على الأب بالمحافظة على الأطفال بعد إعادتهم إليه"، مشدداً على أن فريقاً نسائياً سيزور الأطفال للاطمئنان عليهم.

هجوم كبير

وشن ناشطون حقوقيون حملة غاضبة ضد الوزارة، واتهموها بالتقصير. وأكدت المستشارة الأسرية الدكتورة سهى باعود لـ"للعربي الجديد" أن إعادة الأطفال لأبيهم بعد ما حدث كأنه سماح له بممارسة المزيد من العنف عليهم. وقالت: "لم ننس ما حدث للطفلة لمى الغامدي وكيف قُتلت على يد أبيها، وما حدث في الباحة لا يبعد كثيراً، فلا أحد يعرف ماذا سيفعل الأب لهم، وقد ينتقم منهم"، مضيفة "هناك قصور واضح في تطبيق النظام، كان يجب تحويل الأب للقضاء وسحب الولاية منه، ولكن ذلك لم يحدث، لهذا نجد تنامي حالات الاعتداء على الأطفال في السعودية وهو أمر مقلق، لخاصة أن هناك أضعاف الحالات المرصودة لم يتم الشكوى منها".

اقرأ أيضاً: براءة داعية سعودي قتل ابنته لتأديبها

وتشدد الدكتورة منى باعود على "أهمية وضع قوانين تمنع الإيذاء قبل أن يقع، فالنظام الحالي لا يحمي الأطفال كما يجب". وتضيف " الكثير من الأطفال لا يملكون القدرة على الشكوى، وهو أمر يسمح للأب المتوحش بممارسة كل أنواع التعنيف، وعندما يموت الطفل يحاسب ولي الأمر تحت بند (الإفراط في التأديب)، فلا بد من تعديل هذا الوضع".

"العربي الجديد" حاول الاتصال بوزارة الشؤون الاجتماعية، غير أن المتحدث فيها خالد الثبيتي لم يتجاوب مع الاتصالات.

المزيد من العنف

وكانت تقارير جمعية حقوق الإنسان السعودية سجلت ارتفاعاً في عدد قضايا العنف ضد الأطفال في العام الماضي بنسبة تتجاوز 10 في المائة، وتعرض نحو 173 طفلاً سعودياً للتعنيف والضرب في العام الماضي 2014، منهم 110 من الفتيات. وبلغ عدد حالات الاعتداء الإجمالية 617 حالة اعتداء، شكلت حالات الاعتداء على الأطفال 28 في المائة منها، وأتهم الآباء بغالبية هذه الجرائم (107 حالات)، وكانت بسبب سوء الحالة الاقتصادية أو الاجتماعية والنفسية وأيضاً تفكك بعض الأسر وطلاق الوالدين.

اقرأ أيضاً: الأهل أول المعنّفين للأطفال في السعوديّة

وبحسب جمعية حقوق الإنسان السعودية، فإن هذه الحالات هي فقط للأطفال الذين تقدم أقاربهم وذووهم بطلب للجمعية للتدخل، فيما تبلغ الحالات غير المعلنة أضعاف ذلك الرقم. وأرجع نائب رئيس الجمعية الدكتور خالد الفاخري  في حديثه لـ "العربي الجديد" ارتفاع عدد قضايا العنف ضد الأطفال إلى تطوير عمليات الرصد التي لم تعد تتوقف على البلاغات، وتأثير الإعلام، وبخاصة مواقع التواصل الاجتماعي التي تكشف قضايا الاعتداء، إضافة إلى إعادة تصنيف قضايا العنف ضد الأطفال كجريمة مستقلة دفع إلى ارتفاعها بهذا الشكل.

وبحسب قانون الحماية من الإيذاء الذي بدأ تطبيقه قبل عامين في السعودية، يعاقب كل من يقوم بإيذاء أحد من عائلته بالسجن لمدة عام كامل وغرامة تصل إلى 50 ألف ريال، وهي تطبق في أكثر الحالات عندما يعتدي الزوج على زوجته.

اقرأ أيضاً  تقرير: زيادة معدلات العنف ضد الأطفال في السعودية

المساهمون