العصي الكهربائية لمواجهة الخطف والتحرش بالعراق

العصي الكهربائية لمواجهة الخطف والتحرش بالعراق

26 سبتمبر 2015
عشرات المليشيات المسلحة تنتشر بالعاصمة والمدن (GETTY)
+ الخط -



يبتكر العراقيون وسائل جديدة لم تكن معروفة في مجتمعهم، لتجنب المخاطر في الشارع كالخطف أو التحرش أو السرقة. فبدأ الكثيرون يلجؤون إلى وسائل دفاعية كانوا يشاهدونها فقط في الأفلام كالعصي الكهربائية، التي أصبحت تباع في الأسواق كإحدى وسائل الدفاع عن النفس.

محمد صادق (34 عاماً)، صاحب محل لتجهيزات الدفاع عن النفس، يقول: "أبيع في محلي العديد من أدوات الدفاع عن النفس، كالسكاكين والعصي الصغيرة والقبضات الحديدية وغيرها، لكن الإقبال متزايد على شراء العصي الكهربائية، كونها صغيرة الحجم وسهلة الاستعمال، ويمكن إخفاؤها بسهولة".

ويتابع "يفضل الشباب والفتيات حمل العصا الكهربائية لتجنب مخاطر الخطف والسرقة والتحرش، فهي تسبب صعقة كهربائية قوية جداً، تؤدي إلى الإغماء، ما يجعلها وسيلة دفاعية فعالة جداً في الشارع". ويشار إلى أن العصي الكهربائية كانت سبباً في إنقاذ الكثير من الفتيات من تلك المواقف الخطرة.

وتقول ياسمين حامد (21 عاماً) "كثرت حالات التحرش في الشوارع وحالات السرقة والخطف في ظل انعدام الأمن في البلاد، ولم يبقَ أمامنا سوى أن نحمي أنفسنا بأية وسيلة، فكلما خرجت إلى جامعتي أو مع شقيقاتي حملت معي عصا كهربائية صغيرة للدفاع عن نفسي". وتضيف "كثير من السارقين يستفردون بفتاة تمشي في الشارع لسرقة حقيبتها أو هاتفها أو خطفها، لكنهم يهربون إذا شعروا أنها تحمل عصا كهربائية، لأن صعقة واحدة كفيلة بإدخال المعتدي في غيبوبة لأكثر من ساعة".

اقرأ أيضاً: خدع وحيل عصابات السرقة في بغداد

والشبان هم كذلك معرضون لخطر الخطف أو السرقة أو السطو المسلح داخل المحلات التجارية. ويرى فاضل مضر (29 عاماً) أنَّ "أمامنا خياران، إما تعلم فنون القتال مثل الكونغ فو أو التايكواندو أو الكاراتيه، أو أن نحمل سكيناً أو عصا كهربائية لتجنب الخطف والسرقة في الشارع، والتي أصبحت تحدث وفي وضح النهار، وقرب نقاط التفتيش التابعة لأجهزة الشرطة ووسط العاصمة".

ويقول الباحث الاجتماعي ضياء صافي: "دخلت على المجتمع العراقي الكثير من السلوكيات لم تكن معروفة قبل 2003، لم يكن أحد يتجرأ على التحرش بفتاة لأنه سيلاقي مصيراً مخزياً أمام الناس، لكننا اليوم نرى العكس، ونجد أنَّ الشباب والفتيات راحوا يفكرون بطرق جديدة لحماية أنفسهم".

ويتابع "لا يقتصر الأمر على الشباب فحسب بل العائلة العراقية بشكل عام أصبحت تفكر كيف تحمي نفسها من عصابات ومليشيات السطو المسلح والسرقة والخطف، فمنهم من يشتري سلاحاً نارياً، ومنهم من يجهز منزله بأحدث الكاميرات وأجهزة الإنذار والاستشعار".

اقرأ أيضاً: الخطف المسلّح يتصاعد في بغداد دون رادع

ويقول نقيب الشرطة حامد الفتلاوي إنَّ "تجهيزات الدفاع عن النفس منتشرة في كل مكان، وتباع في المحلات والبسطات الصغيرة في الشوارع، وهي ليست ممنوعة قانوناً، طالما أنها توفر وسيلة للمواطن للدفاع عن نفسه".

وعن أسباب الإقبال على تلك المستلزمات يقول الفتلاوي لـ"العربي الجديد": "من يعرف أنَّ أكثر من 50 مليشيا مسلحة، جميع عناصرها من القتلة ومدمني المخدرات والمجرمين تنتشر في العاصمة وباقي المدن، سيعرف أنَّ الأمن مفقود في البلاد، ونحن كضباط شرطة لا نستطيع ملاحقة هؤلاء المجرمين لأننا سنقتل حتماً، فهم مسنودون من قبل الدولة والأحزاب الحاكمة".

ويتهم مراقبون إيران بالتسبب بضياع الأمن في البلاد عبر دعم المليشيات المسلحة وعصابات الخطف والسرقة في بغداد والمحافظات.

اقرا أيضاً: لهذه الأسباب يكتب العراقيّون وصاياهم

دلالات

المساهمون