مسيحيو غزة يستعدون لاحتفالات عيد الميلاد

مسيحيو غزة يستعدون لاحتفالات عيد الميلاد

غزة

الأناضول

avata
الأناضول
17 ديسمبر 2015
+ الخط -

بعد جولة سريعة، بين هدايا "أعياد الميلاد"، في أحد المحال التجارية وسط مدينة غزة، تختار "إلكساندرا سابا"، دمية كبيرة لـ"سانتا كلوز"، والمعروف باسم "بابا نويل".

وتأمل سابا (38 عاما) وهي واحدة من مئات المسيحيين في قطاع غزة المحاصر إسرائيليا منذ عام 2007، أن تقضي "عيدا هادئا"، برفقة زوجها وطفليها. وتقول: "رغم الظروف الصعبة، والحصار، وإغلاق المعابر، سنحتفل ونصلي للسلام، مسيحيون ومسلمون معا".

ويحتفل المسيحيون مساء 24 ديسمبر/كانون الأول الجاري، حسب التقويم الغربي بـ"عيد الميلاد"، فيما تحتفل الطوائف المسيحية في السابع من يناير/كانون الثاني المقبل، حسب التقويم الشرقي.

ويتبع نحو 70 في المائة من مسيحيي قطاع غزة لطائفة الروم الأرثوذكس، بينما يتبع البقية طائفة اللاتين الكاثوليك. وستكون ذروة أعياد الميلاد في فلسطين عند منتصف الليل، من مساء الخميس المقبل، في ساحة "كنيسة المهد" في مدينة بيت لحم، جنوبي الضفة الغربية.

أما "ريتا" (اكتفت بذكر اسمها الأول)، فتعرب عن أملها في السفر إلى بيت لحم للاحتفال بعيد الميلاد. وتقول: "قدمنا تصاريح عبر هيئة الارتباط الفلسطيني، ونأمل موافقة الجانب الإسرائيلي، العام الماضي للأسف، تم رفض تصريح زوجي، فاضطررت لعدم المغادرة".

وتكتسب بيت لحم أهمية دينية، كونها مهد السيد المسيح عيسى عليه السلام، حيث بني على المغارة التي وُلد فيها، وهي تعد أهم مركز ديني مسيحي في العالم.

واكتست العديد من المحال التجارية، في قطاع غزة، بدمى وقبعات "بابا نويل"، وملابسه ذات اللونيْن الأحمر والأبيض، وشجرة الميلاد وأجراسها المعلقة، وزينة الأعياد، وأرقام ملونة للعام الجديد.

ويقول كامل عيّاد، مدير "العلاقات العامة" في كنيسة "بيرفيريوس" للروم الأرثوذكس، وسط مدينة غزة، إن المسيحيين يحتفلون منذ عشر سنوات، وسط أجواء "خجولة"، بفعل الحصار الإسرائيلي والانقسام الداخلي.

ويضيف عياد: "الحروب الإسرائيلية المتعاقبة، وأجواء الانقسام والوضع الاقتصادي والإنساني، منعتنا من إضاءة شجرة كبيرة، كما كنا نفعل قبل 10 سنوات، هذا العام الاحتفالات فقط ستقتصر على الشعائر الدينية".

وأشار إلى أن نحو 700 مسيحي يستعدون للسفر عبر معبر بيت حانون "إيريز" إلى الضفة الغربية للاحتفال بعيد الميلاد.

وأضاف: "المعاناة التي تطاول المسلمين، يعاني منها المسيحيون، القيود ذاتها، فالسلطات الإسرائيلية تحدد سن التصاريح حيث يجب أن يكون الفرد أقل من 16 عاما، وأكبر من 35، وفي كثير من الأحيان، تمنح الزوج تصريحا فيما ترفضه لزوجته".

ويحتاج تنقل الفلسطينيين بين قطاع غزة والضفة الغربية، إلى موافقة مسبقة من السلطات الإسرائيلية، التي تمنح تصاريح لفئات محددة فقط كالمرضى والتجار والأجانب. ورغم الأوضاع الصعبة، إلا أن عيّاد يؤكد وجود إقبال من المسيحين على المحال التجارية، في قطاع غزة، لشراء مستلزمات أعياد الميلاد. "هذه المشاهد تبعث على الفرح، خاصة دمى بابا نويل وشجرة الميلاد، بلونها الأخضر الداكن".
و"بابا نويل" أو "سانتا كلوز" شخصية ترتبط بأعياد الميلاد عند المسيحيين، ومعروفة غالباً بأنها رجل عجوز سمين، يرتدي ملابس يطغى عليها اللون الأحمر وبأطراف بيضاء، وكما هو مشهور فإن بابا نويل يقدم الهدايا للأطفال في أعياد الميلاد.

غير أن تلك الشخصية ارتبطت وفق روايات عالمية للأطفال، بأنها رمز لإسعاد الفقراء، والمحرومين، خاصة من الأطفال حول العالم.

وبحسب عيّاد، فإن عدد المسيحيين في قطاع غزة لا يزيد حاليا على 1200 شخص، من أصل (نحو 1.9 مليون فلسطيني). ويقول: "هناك هجرة داخلية إلى الضفة، وأخرى إلى الخارج".

ويلفت إلى أن أعداد المسيحيين كانت قبل نحو 10 أعوام، تزيد على 3 آلاف، مضيفا: "الأوضاع الصعبة تدفع الجميع من مسلمين ومسيحيين إلى الهجرة".


اقرأ أيضا:الناصرة.. إضاءة شجرة الميلاد باحتفال ديني وشعبي

ذات صلة

الصورة
توماس غرينفيلد في مجلس الأمن، أكتوبر الماضي (بريان سميث/فرانس برس)

سياسة

منذ لحظة صدور قرار مجلس الأمن الذي يطالب بوقف النار في غزة سعت الإدارة الأميركية إلى إفراغه من صفته القانونية الملزمة، لكنها فتحت الباب للكثير من الجدل.
الصورة

سياسة

وثق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إفادات وصفها بالصادمة عن سلسلة جرائم مروعة وفظائع ارتكبها جيش الاحتلال خلال عمليته المستمرة في مستشفى الشفاء بمدينة غزة.
الصورة
إطلاق نار (إكس)

سياسة

شددت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الجمعة، إجراءاتها العسكرية في بلدات عدّة غربي رام الله، وسط الضفة الغربية، بعد عملية إطلاق نار قرب طريق استيطاني.
الصورة
دانييلا فايس

سياسة

تواصل عرّابة الاستيطان وأحد أشد قادته دانييلا فايس تصريحاتها الفاشية المعادية للفلسطينيين، منادية بترحيلهم من غزة وسائر فلسطين والعودة للاستيطان في غزة.