أعياد غزّة حزينة

أعياد غزّة حزينة

26 ديسمبر 2014
"على أمل أن تحلّ السنة الجديدة سعيدة علينا"(محمد الحجار)
+ الخط -

هذا العام، يحلّ عيدا الميلاد ورأس السنة مختلفَين مقارنة بأعياد الأعوام السابقة في الأراضي الفلسطينيّة. فالعام 2014 وما شهده من مواجهات وقصف ودمار خلّفته الآلة العسكريّة الإسرائيليّة، أتى ثقيلاً على أهالي الضفّة الغربيّة وقطاع غزّة. لكنهم وعلى الرغم من آلامهم، أصرّوا على الاحتفال بالأعياد.

في غزة، زيّن الأهالي كنيسة القديس برفيريوس التي فتحت أبوابها أمام النازحين خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع، بطريقة أكثر تواضعاً من الأعوام السابقة.

جريس سابا، من هؤلاء الذي شاركوا في وضع تلك الزينة، على الرغم من خسارته لشقته التي دمّرت في برج الظافر الذي هدّته الطائرات الإسرائيلية بالكامل ذلك خلال العدوان. يقول إن "موسم الأعياد هذا العام ليس كالمواسم السابقة، لكننا تهيأنا له بكل الوسائل المتاحة، على أمل أن تحلّ السنة الجديدة سعيدة علينا وعلى أولادنا".

بيت لحم.. بعيدة
ويخبر سابا أنه كان يرغب بالتوجه إلى بيت لحم هذا العام للمشاركة في الأعياد مثلما فعل قبل خمسة أعوام، لكن الاحتلال يمنع من في مثل سنّه من اجتياز معبر بيت حانون لحجج أمنيّة. ويقول: "عدد كبير منا مُنع من ذلك إذ إن سياسة دولة الاحتلال تمييزيّة لا تحترم الحقوق الدينيّة للأفراد".

إلياس أبو جبرا أيضاً، حاول جاهداً الحصول على تصريح للتوجّه إلى بيت لحم عن طريق الشؤون الدينيّة في اتحاد الكنائس. لكن السياسة الإسرائيليّة كانت أقوى من محاولته، فهو بحسب التعليل دون الأربعين. وبالتالي لا يحق له ذلك.

وخلال العدوان الأخير، سقط ميكائيل شقيق إلياس شهيداً، كذلك دُمّر بيته بشكل جزئي. وقد عانى من جرّاء خسارة مصنعه.

قبل عيد الميلاد، سعى راعي طائفة اللاتين في القطاع الأب مانويل مسلم إلى العمل وآخرين للاحتفال كما السنوات السابقة، "على الرغم من أن ظروف هذا العام أشدّ قساوة تحت الحصار. فلا شوكولاتة ولا ملابس ولا أحذية ولا أغذية ولا هدايا، نتيجة منع دخول هذه اللوازم إلى القطاع والظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها العائلات المسيحيّة والمسلمة على حد سواء".

وعن منع إسرائيل مسيحيّي القطاع من الحصول على تصاريح للاحتفال بالعيد في بيت لحم، يقول الأب مسلم إن "900 مواطن مسيحي تقدّموا للحصول على مثل هذه التصاريح. لكن بعضاً منهم فقط حصل عليها". ويشير إلى أنها "أعطيت بشكل غير منطقي.. فقد حصل مثلاً رب عائلة كبير في السنّ على تصريح في حين حُرمت الزوجة من ذلك، فيما سُمح لوالدَين بذلك ولكن من دون أولادهما". إلى ذلك، يلفت إلى ساعات الانتظار الطويلة التي عانى منها من نجحوا في الحصول على تصاريح، عند معبر بيت حانون".

جرح كبير
من جهته، يقول مدير الشؤون الدينية في كنيسة القديس برفيريوس جبر الجلدة: "نحن نحتفل بالأعياد وجرحنا كبير ومعاناتنا لا توصف كما في كل عام، بالإضافة إلى تحديات كثيرة يواجهها مسيحيّو غزّة اليوم. فمنهم من فقدوا بيوتهم في العدوان الأخير ومنهم من تعرّضوا إلى إصابات".

من جهة أخرى، من يقصد كنيستَي القديس برفيريوس ودير اللاتين في أحياء غزّة القديمة في موسم الأعياد، لا بدّ من أن يصادف بعض الشيوخ من رابطة علماء فلسطين، يشاركون المسيحيّين احتفالاتهم ويقدّمون التهاني لهم.

ويقول الشيخ ناهض الفرا: "العلاقة ما بين المسلمين والمسيحيّين معروفة في داخل فلسطين. وفي غزّة، تتجاور المساجد والكنائس، كما هي الحال بالنسبة إلى كنيسة برفيريوس ومسجد كاتب ولاية اللذَين يلتصقان بواسط جدار.

3500 مسيحي غزاوي

في قطاع غزّة، يبلغ عدد الفلسطينيّين المسيحيّين ثلاثة آلاف و500 فلسطيني، بحسب ما يوضح راعي طائفة اللاتين في القطاع الأب مانويل مسلّم. سبعون في المائة من هؤلاء ينتمون إلى الطائفة الأرثوذكسيّة ويتبعون مرجعيّة القدس، أما البقيّة فكاثوليك يتبعون مرجعيّة روما. لكن هؤلاء لن يتمكنّوا في معظمهم، من إضاءة شجرة الميلاد في بيوتهم، بسبب انقطاع التيار الكهربائي شبه المستمرّ.