هذه هموم اللاجئين السوريّين العاطفيّة في ألمانيا

هذه هموم اللاجئين السوريّين العاطفيّة في ألمانيا

01 ديسمبر 2015
فرصة الانتساب إلى الجامعات الألمانية متاحة للاجئات السوريات (Getty)
+ الخط -
لا تنتهي هموم الشباب اللاجئين السوريّين في ألمانيا. وتُضاف إلى مشاكل هؤلاء الهمّ العاطفي، فبعضهم ترك أحباء له في سورية وما من سبيل للقاء، وبعض آخر خسر شريكه في الحرب الطاحنة هناك، في حين يبحث أكثرهم عن الحب والاستقرار.

وهؤلاء الشباب مجموعتان. الأولى هي هؤلاء الذين حصلوا على إقامة. يقول طارق طحان إن "اليوم يضيع بين حصص اللغة الألمانية ولقاء الأصدقاء. ومع هذا، يبقى للقلب متطلباته. لكن شريكة حياتي لا بدّ من أن تكون ابنة بلدي، مع الإشارة إلى أنني غير قادر على تحمّل كلفة الزواج وبناء أسرة". أما كريم فيشتكي من أن "العربيات مهما سافرن وتغيّرن، إلا أنهن يحتفظن بالذهنية ذاتها. وإن لم تكن الشابة فأهلها، الذي يطالبون بالمهر وبحفل زواج فخم وذهب. من الذي يستطيع تأمين كل ذلك، وخصوصاً في ألمانيا؟".

وفي هذا السياق، يشدد عدد كبير من الشبان والشابات على ضرورة أن تنظم الجمعيات العربية لقاءات دورية للاجئين السوريين الشباب، حتى يلتقوا ويتعارفوا. وقد حاول مؤنس بخارى، وهو أحد مؤسسي البيت السوري الألماني، أن يلفت النظر إلى هذه المشكلة. ومن خلال منشور على صفحته الإلكترونية، طلب من كل شاب أن يكتب اسمه ويشير إلى محلته في سورية، ومهنته وعمره، وإذا أعجبت إحدى الشابات بمواصفاته، ترسل له وردة أو ما شابه.

من جهة أخرى، ثمّة شبان سوريون لم يحصلوا بعد على إقامة. لذا يعمدون إلى التعرف على شابة ألمانية، بغية الزواح منها ومن ثم الحصول على إقامة. هي تمنح له بحسب القوانين الجديدة بعد سنتين من الزواج. ويقول كميل، وهو واحد من المهاجرين القدامى، ممازحاً: "كان هذا حلم معظم المهاجرين. كنا نصطف في مكان معيّن، وننتظر مرور إحدى الألمانيات، ونحاول جميعاً لفت نظرها". ويضيف: "سلوكنا هذا كان صبيانياً، لكن هذا ما يفعله الغريب عندما يكون معلقاً بقشة".

إلى ذلك، تواجه الشابات مشكلة في إيجاد شريك، بطرق مختلفة. كثيرات منهنّ لهنّ أحبة ارتبطن بهم قبل زمن، وهؤلاء يرغبون في الانتقال إلى ألمانيا والزواج، لكن هذه عملية معقدة. من جهة أخرى، تبدّلت آراء بعضهن بعد وصولهن إلى هنا. لم يعدن يرغبن في متابعة علاقة قديمة. كذلك، تجتاح كثيرات مشاعر متناقضة ما بين الرغبة في الحب والزواج والرغبة في الدراسة، في وقت أصبحت فيه فرصة الانتساب إلى الجامعات الألمانية متاحة، وزال الضغط الاجتماعي المرتبط بسنّ العنوسة. أما فكرة الارتباط بألماني، فليست سهلة على كثيرات، لعدم تمكنهن من اللغة وخوفهن من أسلوب الحياة المختلف.

اقرأ أيضاً: التحريض ضد الأجانب.. الإرهاب يشعل التطرف في ألمانيا