لمّ الشمل ممنوع

لمّ الشمل ممنوع

08 نوفمبر 2015
يأملون في الوصول إلى ألمانيا (ليوك وليام باسلي/Getty)
+ الخط -
الترحيب الذي أبداه المهاجرون، خصوصاً السوريين، تجاه ألمانيا وسياساتها في الفترة الأخيرة يواجه اليوم اختباراً حقيقياً.

فقد أعلن وزير الداخلية الألماني توماس دي مايتسيره، عزم بلاده منح اللاجئين السوريين حق الإقامة المؤقتة فقط، وذلك لضمان عدم لمّ شمل الأسرة في المستقبل.

من الطبيعي أن تتعامل ألمانيا مع القضية وفق ما تقتضيه مصالحها الذاتية كدولة كبيرة مستقبلة للمهاجرين ومحافظة على التوازن الاجتماعي في أراضيها. ويأتي ذلك خصوصاً مع الأصوات اليمينية التي تزداد حدّة هناك، والتي تطالب بعدم استقبال المهاجرين بأيّ شكل حتى.

لكنّ ألمانيا قد لا تعرف أنّ لمّ الشمل أساسي وحاسم بالنسبة للكثير من السوريين. أولئك الذين وجدوا أنفسهم في ظروف قاهرة هاربين من بلادهم. والذين يواجهون مأساة تشتت شملهم بعد عيشهم طوال عمرهم في عائلات موسّعة يضمّ كثير منها ثلاثة أجيال معاً وربما أكثر.

يتذرع الوزير الألماني بارتفاع أعداد اللاجئين السوريين في بلاده. لكنّها سياسة تتغاضى، وفق أحزاب ألمانية معارضة للقرار، عن التهديدات المستمرة التي يتعرض لها المزيد من النساء والأطفال في طريق رحلتهم إلى أوروبا، براً وبحراً.

في الصورة عينة من هؤلاء، أب وأم وأطفال سوريون يعبرون الحدود الصربية-الكرواتية مطلع الشهر الجاري. ويأملون في الوصول إلى ألمانيا. ويأملون بمستقبل بعيد عن القصف والقمع والفقر. ويأملون أكثر في بقاء شملهم مجتمعاً.

إقرأ أيضاً: أطفال المهجر..التنقل بين حدود الدول دون أهل