وفيات الأمهات في بريطانيا تسجّل أعلى مستوى منذ عقدين

وفيات الأمهات في بريطانيا تسجّل أعلى مستوى منذ عقدين

11 يناير 2024
الأمهات السود أكثر عرضة للوفاة من البيض (ريتشارد بايكر/Getty)
+ الخط -

أظهرت دراسة حول وفيات الأمهات في بريطانيا، نُشرت نتائجها اليوم الخميس، أنّ عدد النساء اللواتي توفّينَ في أثناء الحمل أو في خلال عملية الوضع أو بعد الولادة بفترة قصيرة بلغ أعلى مستوياته في البلاد منذ نحو 20 عاماً، مع تفاوتات كبيرة جغرافياً وعرقياً.

وبحسب المسح الوبائي الوطني الذي يأتي تحت اسم "إمبريس-يو كيه" والذي أعدّته وحدة بحثية تابعة بصورة أساسية لجامعتَي "أكسفورد" و"ليستر" البريطانيتَين وقد جمعت بيانات عن وفيات الأمهات أو الرضّع أو الأطفال المولودين ميتين، سُجّلت 13.41 وفاة لكلّ 100 ألف حالة حمل في خلال الفترة 2020-2022، ويعود ذلك في المقام الأول إلى حالات التخثّر والجلطات الدموية. ويُعَدّ هذا الرقم الأعلى منذ الفترة 2003-2005.

باستثناء الوفيات المرتبطة بكوفيد-19، وهو السبب الثاني الأكثر شيوعاً في خلال الفترة الأخيرة، بلغت وفيات الأمهات في بريطانيا 11.54 وفاة لكلّ 100 ألف حالة حمل، بزيادة قدرها 31 في المائة مقارنة بالفترة 2017-2019.

ومع ذلك، تحافظ بريطانيا على أحد أدنى معدّلات وفيات الأمهات في العالم، علماً أنّه يأتي أعلى قليلاً ممّا هو في فرنسا (نحو 8 وفيات لكلّ 100 ألف حالة حمل بحسب بيانات الأمم المتحدة) أو كندا (9 وفيات لكلّ 100 ألف حالة حمل).

وتأتي الدراسة بعد سلسلة فضائح ظهرت في الأعوام الأخيرة وطاولت أقسام الولادة التابعة لخدمات الصحة العامة، إذ أدّت الرعاية غير الكافية إلى عشرات الوفيات التي كان من الممكن تجنّبها لدى الأطفال والأمهات.

وفيات الأمهات مصدر قلق بالنسبة إلى بريطانيا

وقالت مديرة الوحدة الوطنية لعلم الأوبئة في الفترة المحيطة بالولادة ماريان نايت إنّ تقرير "إمبريس-يو كيه" أتاح "تحديد أمثلة واضحة لحالات ولادة تحت الضغط"، في حين أنّ الزيادة في وفيات الأمهات تمثّل "مصدر قلق جديداً" على صعيد نظام الرعاية الصحية البريطاني.

ورأت نايت أنّ "ضمان صحة (النساء) قبل الحمل لا بدّ من أن يكون أولوية أكثر من أيّ وقت مضى، ولا سيّما من خلال معالجة أمراض مثل الوزن الزائد والسمنة وتوفير رعاية أكثر شمولاً وشخصيّة".

وبيّن التقرير أنّ مقارنةً بالنساء البيض، تبدو النساء السود أكثر عرضة للوفاة ثلاث مرّات قبل الولادة أو في خلال ستة أسابيع بعدها.

كذلك فإنّ النساء اللواتي يعشنَ في المناطق الأكثر حرماناً في بريطانيا، هنّ من جانبهنّ أكثر عرضة لخسارة حياتهنّ بمقدار الضعف، مقارنة باللواتي يعشنَ في المناطق الأكثر تقدماً.

وفي سياق متصل، أقرّ متحدث باسم هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنكلترا بأنّ ثمّة حاجة إلى "تدابير إضافية"، مشيراً إلى أنّ نظام الصحة العامة قد زاد بالفعل استثماراته بمئات الملايين من الجنيهات لتحسين الرعاية في المستشفيات الخاصة بالتوليد.

(فرانس برس)

المساهمون