هيومن رايتس ووتش: 2022 العام الأكثر دموية لأطفال الضفة منذ 15 عاماً

"هيومن رايتس ووتش": 2022 العام الأكثر دموية للأطفال الفلسطينيين في الضفة منذ 15 عاماً

28 اغسطس 2023
+ الخط -

كشفت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية أنّ عام 2022 كان أكثر الأعوام دموية بالنسبة إلى الأطفال الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ 15 عاماً، وطالبت القوات الإسرائيلية بضرورة إنهاء الاستخدام غير القانوني للقوّة القاتلة ضدّ المدنيين.

وأشارت المنظمة، في تقرير أصدرته اليوم الاثنين، إلى أنّ عام 2023 مستمرّ بالوتيرة نفسها، أو قد يتجاوز أعداد عام 2022، مؤكدة أنّ "الجيش وشرطة الحدود في إسرائيل يقتلان أطفالاً فلسطينيين من دون أيّ سبيل للمساءلة".

وأوضحت "هيومن رايتس ووتش" أنّ القوات الإسرائيلية قتلت "ما لا يقلّ عن 34 طفلاً فلسطينياً في الضفة الغربية (منذ بداية عام 2023) حتى 22 أغسطس/ آب الجاري".

وقال المدير المشارك لقسم حقوق الطفل في "هيومن رايتس ووتش" بيل فان إسفلد، في تقرير المنظمة، إنّ "القوات الإسرائيلية تقتل الأطفال الفلسطينيين الذين يعيشون تحت الاحتلال بوتيرة متزايدة". أضاف: "ما لم يضغط حلفاء إسرائيل، لا سيّما الولايات المتحدة الأميركية، على إسرائيل لتغيير مسارها، فسوف يُقتَل مزيد من الأطفال الفلسطينيين".

وشرح فان إسفلد أنّ الأطفال الفلسطينيين يعيشون "واقع الفصل العنصري والعنف الهيكلي، إذ من الممكن أن يُطلَق النار عليهم في أيّ وقت من دون أيّ احتمال جدي للمساءلة". وشدّد على أنّه "تتعيّن على حلفاء إسرائيل مواجهة هذا الواقع القبيح وممارسة ضغوط حقيقية من أجل المساءلة".

وذكرت "هيومن رايتس ووتش" أنّها حقّقت في أربع حوادث إطلاق نار تسبّبت في قتل أطفال فلسطينيين على يد القوات الإسرائيلية، ما بين نوفمبر/ تشرين الثاني 2022 ومارس/ آذار 2023.

وأفادت المنظمة: "كتبنا إلى الجيش والشرطة الإسرائيليَّين، في السابع من أغسطس الجاري، للاستفسار حول القضايا الأربع وقواعد الاشتباك"، وتابعت أنّ "مكتب المدعي العام العسكري رفض الإجابة عن الأسئلة بشأن عمليات القتل ما لم تقدّم هيومن رايتس ووتش وكالة قانونية عن كلّ حالة".

وفي تقريرها نفسه، قدّمت المنظمة الحقوقية خمس توصيات، الأولى بـ"ضرورة إنهاء الجيش الإسرائيلي وشرطة الحدود الاستخدام غير القانوني للقوة القاتلة ضدّ الفلسطينيين، بمن فيهم الأطفال". وفي التوصية الثانية، طالبت الحكومة الإسرائيلية بـ"إصدار توجيهات واضحة علنية وسرية لكلّ قوات الأمن، تحظّر الاستخدام المتعمّد للقوة القاتلة إلا في الحالات التي يكون فيها الأمر ضرورياً لمنع تهديد وشيك للحياة".

ودعت "هيومن رايتس ووتش" الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، في توصيتها الثالثة في إطار التقرير، إلى "إدراج القوات المسلحة الإسرائيلية في تقريره السنوي عن الانتهاكات الجسيمة ضدّ الأطفال في النزاعات المسلحة لعام 2023، بصفتها مسؤولة عن قتل الأطفال الفلسطينيين وتشويههم".

كذلك طالبت المنظمة المدّعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، في التوصية الرابعة، بـ"الإسراع في تحقيقات مكتبه في فلسطين، بما في ذلك ما يتعلّق بالانتهاكات الجسيمة المرتكبة ضدّ الأطفال".

أمّا التوصية الخامسة والأخيرة في التقرير، فقد وجّهتها "هيومن رايتس ووتش" إلى الحكومات الأجنبية مثل "الولايات المتحدة الأميركية التي تعهّدت بتقديم 3.8 مليارات دولار أميركي مساعدات عسكرية لإسرائيل في العام 2023، لكي تربط المساعدات باتّخاذ إسرائيل خطوات ملموسة، يمكن إثباتها، من أجل إنهاء انتهاكاتها الجسيمة".

وأكملت "هيومن رايتس ووتش" في تقريرها أنّه يتوجّب على "أعضاء مجلس النواب الأميركي دعم قانون الدفاع عن حقوق الإنسان للأطفال والأسر الفلسطينيين الذين يعيشون تحت الاحتلال الإسرائيلي، الذي من شأنه حظر الاستخدام غير القانوني للتمويل الأميركي لإسرائيل في الاعتقال العسكري والاعتداء على الأطفال الفلسطينيين، وتدمير الممتلكات الفلسطينية ومصادرة الأراضي من أجل المستوطنات".

تجدر الإشارة إلى أنّ السلطات الإسرائيلية لم تردّ بعد على ما ورد في تقرير منظمة "هيومن رايتس ووتش" الصادر قبل قليل.

(الأناضول)

ذات صلة

الصورة
فرحة الحصول على الخبز (محمد الحجار)

مجتمع

للمرة الأولى منذ أشهر، وفي ظل الحصار والإبادة والتجويع التي فرضها الاحتلال الإسرائيلي على شمال قطاع غزة، تناول أهالي الشمال الخبز وشعر الأطفال بالشبع.
الصورة

سياسة

رغم مرور عشرة أيام على استشهاد الأسير وليد دقة (62 عاماً) تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي احتجاز جثمانه، متجاهلة مناشدات عائلته.
الصورة

سياسة

مُنع وزير المال اليوناني الأسبق يانيس فاروفاكيس من دخول ألمانيا لحضور مؤتمر مؤيد للفلسطينيين في برلين
الصورة
اختاروا النزوح من مخيم النصيرات جراء القصف (فرانس برس)

مجتمع

الاستهداف الإسرائيلي الأخير لمخيم النصيرات جعل أهله والمهجرين إليه يخشون تدميره واحتلاله إمعاناً في تقسيم قطاع غزة إلى قسمين، في وقت لم يبق لهم مكان يذهبون إليه

المساهمون