هل من علاقة بين احتساء القهوة والإصابة بأمراض عقلية؟
يربط كثير من الأشخاص نشاطهم اليومي باحتساء القهوة، لكن الإفراط في تناولها قد يؤدي إلى مشكلات صحية، من بينها مشاكل في المعدة، وإمكانية الإصابة بأمراض عقلية، أو بسكتة دماغية.
ووجد باحثون من أستراليا والمملكة المتحدة أنّ استهلاك 6 أكواب من القهوة يومياً يؤدي إلى تقليص حجم الدماغ الكلي، وزيادة خطر الإصابة بالخرف بنسبة 53%، وأنّ زيادة استهلاك القهوة ينعكس على الصحة العامة، كما أن الأشخاص الذين لا يشربون القهوة، أو يتناولون كميات معتدلة تتراوح بين كوب وكوبين، لم يكونوا عرضة للإصابة بمرض الخرف، حسب الورقة البحثية التي نشرت في مجلة Nutritional Neuroscience.
وطبق الباحثون دراستهم على 398646 مشاركاً تتراوح أعمارهم بين 37 و73 سنة، من بينهم 54.3% من الإناث، و66.6% من الرجال، ورصدوا عدد من أصيبوا بالخرف، أو أصيبوا بسكتة دماغية، ووجدوا أن الأشخاص الذين تناولوا القهوة بكميات كبيرة خلال حياتهم كانوا أكثر عرضة للإصابة بالخرف وأمراض عقلية أخرى.
ورغم نتائج الدراسة، إلا أنها كانت محل انتقاد من قبل المجتمع العلمي، وحسب العديد من الخبراء، فإن النتائج لم تكن واضحة بشكل عام، وغاب عن الباحثين الإجابة عن كثير من الأسئلة، من أبرزها أنّ مسألة تقلص حجم الدماغ لا تتعلق بالقهوة بقدر ما تتعلق بالتقدم في السن، كما لم تجب الدراسة عن تأثير تقلص حجم الدماغ، وهل له علاقة بنسبة الذكاء.
ومن بين الانتقادات الموجهة للدراسة، غياب المعلومات الواضحة حول النظام الغذائي للأشخاص، والذي يمثل خطراً رئيسياً للتراجع المعرفي والخرف، فضلاً عن كون النتائج تنفي نتائج دراسات أخرى وجدت أنّ شرب القهوة باعتدال يقلل من خطر الإصابة بالخرف بنسبة 65%، وأن شرب القهوة مفيد للصحة العامة، إذ يقلل من مخاطر الإصابة بمرض السكري، وأمراض القلب، ويحسن التمثيل الغذائي، ويحسن الإدراك.
ولم تتناول الدراسة أي مصادر للكافيين، مثل مشروبات الطاقة، ولا أنواع أو نقاط القوة في المشروبات مثل القهوة أو الشاي، ما يعني أنها لم تتوصل إلى استنتاجات دقيقة حول حجم المخ، أو مخاطر الإصابة بالخرف المتعلق بالكافيين، وإنما بالقهوة نفسها.
