هل من الضروري وضع قناعين على الوجه لمواجهة كورونا؟

هل من الضروري وضع قناعين على الوجه لمواجهة كورونا؟

14 يناير 2021
القناع المزدوج ليس ضرورياً للجميع، فقط لمن يضع أغطية وجه رقيقة (كينا بيتانكور/فرانس برس)
+ الخط -

مع استمرار انتشار حالات الإصابة بفيروس كورونا على نطاق عالمي، بدأت بعض الشخصيات في الولايات المتحدة الأميركية في مضاعفة استخدام الأقنعة، وهي خطوة يقول الباحثون "إنها مدعومة بشكل متزايد بالبيانات".

فقد ظهر الرئيس المنتخب جو بايدن وهو يضع قناعين، حتى أن أعضاء في مجلس الشيوخ يفعلون ذلك، بحسب ما جاء في تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.

بحسب خبراء الصحة، فإنّ القناع المزدوج ليس ضرورياً للجميع، هو حاجة فقط لمن يضع أغطية وجه رقيقة، لأن الغطاء الرقيق لا يمنع دخول الفيروس، وبالتالي فإن جمعت طبقات متعددة، سيكون لها نتائج عالية جداً لمنع الفيروسات من الخروج ودخول مجرى الهواء، كما ترى  لينسي مار  الخبيرة في انتقال الفيروسات في مركز فيرجينا تيك في الولايات المتحدة، ومؤلفة دراسة جديدة توضح أهمية ارتداء القناع. وتقول مار "إنه في مرحلة ما، سيكون من الصعب التنفس، لكن تدريجياً يبدو الأمر أسهل".

وأظهرت التجارب التي تختبر مدى قدرة الأقنعة على منع دخول رذاذ يحمل فيروسات، أنه حتى المواد الأساسية إلى حد ما، مثل أغطية القماش والأقنعة الجراحية، يمكن أن تكون فعالة بنسبة 50% على الأقل، ومن هنا، بدأ الخبراء ينصحون بوضع غطاءين للوجه لزيادة فاعليتها ضد الفيروس.

الصورة

تمسك بالأقنعة مع التغييرات الجديدة

بعد مرور عام على انتشار جائحة فيروس كورونا، يبدو العالم مختلفاً تماماً. تم توثيق أكثر من 90 مليون إصابة مؤكدة بفيروس كورونا في جميع أنحاء العالم، مما أدى إلى مقتل الملايين وعدد لا يحصى من المصابين بأعراض طويلة المدى. ووسط الصعوبات الاقتصادية المستمرة وإغلاق المدارس والشركات، وظهور سلالة جديدة من الفيروس، والتي تحمل تغييرات جينية، سيكون من الصعب محاربة الوباء على نطاق واسع.

وعلى الرغم من أن العديد من اللقاحات قد أزالت الآن عقبات تنظيمية، إلا أن بدء التطعيم كان بطيئاً، كما أنه لا يوجد دليل قاطع حتى الآن لإظهار أن اللقاحات سيكون لها تأثير كبير في الحد من سرعة انتشار الفيروس.

الأقنعة تبدو أفضل وسيلة في حماية الأشخاص، لأنها "تقف في وجه الإصابة من المصدر"

من خلال كل هذه التغييرات، يتمسك الباحثون بالأقنعة. تقول الدكتورة مونيكا غاندي، طبيبة الأمراض المعدية في جامعة كاليفورنيا، لـ"نيويورك تايمز"، "في الوقت الحالي، وفي ظل هذه التغييرات الحاصلة، سيحتاج الأميركيون إلى البقاء في أماكنهم، وتقديم الحماية لكل من مرتدي الأقنعة والأشخاص من حولهم".

تمتد الحجج الخاصة بالتغطية على العديد من مجالات العلوم، بما في ذلك علم الأوبئة والفيزياء. اقترحت مجموعة من الدراسات، أن ارتداء الأقنعة على نطاق واسع يمكن أن يحد من العدوى والوفيات على نطاق واسع.

وجدت إحدى الدراسات التي أوردتها صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، والتي تتبعت سياسات الدولة التي تفرض تغطية الوجه في الأماكن العامة، أنّ حالات فيروس كورونا، قد تتضاءل بشكل شبه لافت مع قواعد ارتداء الأقنعة.

ولاحظت دراسات أخرى، انخفاض عدد الإصابات بالفيروس التاجي بين العاملين في مجال الرعاية الصحية في بوسطن، بعد أن أصبحت الأقنعة أمراً أساسياً بين الموظفين.

ووجدت دراسة في بكين أن أقنعة الوجه فعالة بنسبة 79% في منع انتقال العدوى من الأشخاص المصابين إلى منْ هم على اتصال وثيق بهم.

يعمل باحثون مثل الدكتورة مار مؤخراً على تحديد أسس هذه الروابط على نطاق مجهري، وتقول مار، وفق "نيوريورك تايمز"، إنّ "العلم بديهي إلى حد ما، فالفيروسات تنتقل بين الناس بشكل كبير، وتحتاج إلى قناة واضحة لدخول مجرى الهواء، لذا فإن الأقنعة التي تغطي الأنف والفم تمنع هذا الغزو".

أعادت العديد من الدراسات التأكيد على فكرة أن الأقنعة تبدو أفضل وسيلة في حماية الأشخاص، لأنها وبحسب الدكتورة مار، "تقف في وجه الإصابة من المصدر".

المساهمون