نفي دخول أوميكرون إلى العراق وتراجع كبير بإصابات كورونا

نفي دخول أوميكرون إلى العراق وتراجع كبير بإصابات كورونا

27 ديسمبر 2021
ارتفاع عدد متلقي اللقاح إلى قرابة 9 ملايين شخص (علي نجفي/فرانس برس)
+ الخط -

نفت وزارة الصحة العراقية في بغداد، تسجيل أي إصابات بمتحوّر أوميكرون في عموم مدن البلاد، وذلك رداً على تقارير محلية تحدثت عن رصد إصابات به جنوبي العراق. في الوقت ذاته تواصل معدلات الإصابة بفيروس كورونا تسجيل انخفاض قياسي، هو الأول من نوعه منذ أكثر من 14 شهراً، بواقع أقل من 200 إصابة باليوم، إضافة لانخفاض الوفيات جرّاء مضاعفات الفيروس.

ونقلت وكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع) عن المتحدث باسم وزارة الصحة، سيف البدر، قوله: "ننفي نفياً قاطعاً ما أثير في وسائل الإعلام عن تسجيل إصابات مؤكدة بمتحوّر أوميكرون في العراق".
وأوضح أنّ "الجهة الوحيدة المخوّلة تأكيد تشخيص الإصابات، هي مختبر الصحة العامة المركزي في بغداد".
ولفت إلى أنه "رغم كون تسجيل الإصابات بالمتحوّر الجديد، متوقعا وممكنا، إلاّ أنه لغاية الآن، لم يتم تسجيل أي إصابة مؤكّدة بهذا المتحوّر".

وتواصل المحافظات العراقية الـ18، تسجيل أرقام منخفضة للإصابات فضلاً عن تراجع معدل الوفيات. ووفقاً لآخر أرقام أصدرتها وزارة الصحة، مساء أمس الأحد، فقد سجّلت البلاد خلال الـ24 ساعة الأخيرة 172 إصابة بفيروس كورونا، وتماثل 335 شخصاً للشفاء، كما سُجّلت 8 حالات وفاة في عموم محافظات البلاد، وذلك بعد يوم من تسجيل أرقام مماثلة مع 7 حالات وفاة.

وبلغ إجمالي الإصابات في البلاد منذ ظهور الوباء، نحو 3 ملايين إصابة، كما تم تسجيل أكثر من 24 ألف حالة وفاة.

ويعزو مراقبون هذا الانخفاض في أعداد الإصابات، المعاكس لتوقعات سابقة بشأن حصول موجة رابعة في البلاد مع بدء فصل الشتاء، إلى جملة من العوامل، أبرزها ارتفاع عدد متلقي اللقاح إلى قرابة 9 ملايين شخص، من أصل 40 مليون نسمة، من بينهم قرابة 30 ألف يتوجب عليهم التطعيم.

وقال عضو نقابة الأطباء العراقية في بغداد، رياض الدليمي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "هناك عدّة أسباب لانخفاض الإصابات الحالية، أبرزها اتساع رقعة التطعيم وزيادة عدد التطعيم إلى نحو 9 ملايين شخص، يُضاف إليهم من أصيبوا فعلاً بالوباء وتعافوا منه، وعددهم الحالي يقرب من 3 ملايين رسمياً، لكن الواقع يشير إلى أنهم أكثر من ذلك بكثير، ما يعني أنّ أكثر من ربع الشعب محصن بالكامل، وهم الربع المنتج من عمّال وموظفين ومخالطين يوميين في الشارع".

وأضاف: "كانت لإجراءات وزارة الصحة في حظر دخول الأشخاص غير المطعمين إلى الدوائر والمؤسسات الحكومية والرسمية أهمية كبيرة، وكذلك فرض رقابة مشدّدة على المجمّعات التجارية، وهذه كلها أسباب رئيسة في تراجع الإصابات".

لكنه حذّر في الوقت ذاته من أنّ هذا التراجع قد يكون مؤقتاً أو طارئاً، وقد تعاود الإصابات الارتفاع مجدداً في حال دخول المتحوّر الجديد (أوميكرون) البلاد، الذي هو أسرع انتشاراً، كما في حال تراخي المجتمع".

بدوره قال المختصّ بطب المجتمع والأمراض الوبائية، أحمد الحسيني، لـ"العربي الجديد"، إنّ "العراق سجّل انخفاضاً قياسياً في الإصابات مخالفاً بذلك ما يحدث من تصاعد للإصابات في دول عربية وإقليمية أخرى، وهذا ما يمكن اعتباره تراجعاً غير مستقرّ ولا يمكن البناء عليه في أنه سيستمرّ طويلاً".

وأضاف: "على وزارة الصحة أن تستغل الوضع حالياً لتطوير السعة الاستيعابية للأسرّة وإدامة معامل الأوكسجين، وتوفير مزيد من جرعات اللقاح مع التحذير من خطورة تخفيف الإجراءات المتبعة". واعتبر أنّ "تراجع الإصابات ممتاز، لكن لا يمكن الاستبشار به كثيراً خاصة في فصل الشتاء".
 

المساهمون