مهاجمة مركز تدليك وتفجير محل بيع خمور في بغداد

مهاجمة مركز تدليك يملكه عراقيون ولبنانيون وتفجير محل بيع خمور في بغداد

27 نوفمبر 2020
تتكرّر عمليات استهداف محلات بيع الكحول (علي يوسف/فرانس برس)
+ الخط -

في تصعيد جديد، على مستوى التضييق الذي تمارسه مليشيات مسلّحة توصف عادة بأنها مرتبطة بإيران في العراق، على النوادي الليلية ومحال بيع المشروبات الروحية ومكاتب إحياء الحفلات والنوادي الرياضية، هاجم مسلّحون ينتمون لمليشيا تطلق على نفسها اسم "ربع الله"، مركزاً للتدليك يشترك به مستثمرون عراقيون ولبنانيون وسط العاصمة بغداد، واعتدوا على الزبائن والعاملات والعاملين في المركز بالضرب قبل أن يحطموا المركز ويضرموا النيران في أجزاء منه.

وأظهرت صور كاميرات المراقبة عملية الاعتداء التي نفذتها المليشيا، وسط غياب تام وغير مفهوم لقوات الأمن العراقية، التي يبلغ عددها في بغداد وحدها أكثر من 120 ألف عنصر، بين قوات الشرطة المحلية والشرطة الاتحادية، والجيش العراقي وتشكيلات أخرى.

الهجوم الذي يأتي بالتزامن مع تفجير محلّ لبيع الخمور في بغداد ليلة أمس، تمّ في منطقة حي الكرادة، التي تتنوع انتماءات سكّانها الدينية والثقافية. وبحسب مسؤولين في الشرطة فإنّ المليشيا استخدمت هويات وسيارات الحشد الشعبي في الهجوم الذي طاول المركز، في مؤشر على مزيد من التضييق الذي تمارسه المليشيات في بغداد.

وعبّر ناشطون عراقيون عن رفضهم قيام المليشيا باقتحام مركز التدليك في حيّ الكرادة في العاصمة بغداد، ليل الخميس – الجمعة، وتحطيم محتوياته، والاعتداء على العاملات فيه. 

ونشرت الناشطة، نور ميثم القيسي، مقطع فيديو قالت إنّه للمجموعة التي تطلق على نفسها اسم "ربع الله"، وهي تنهال بعملية ضرب جماعي على عاملتين في مركز تدليك، داهمته هذه المجموعة. 

وقال، عمر حبيب، في تغريدة على موقع "تويتر" إنّ هذا الاعتداء يضيف اختصاصاً جديداً للأماكن التي اعتادت المليشيات استهدافها في السابق، مثل السفارات، والقنوات الفضائية، وأماكن بيع المشروبات الكحولية، موضحاً أنّ مركز المساج لم يدفع أموالاً للمليشيا التي قامت باستهدافه. 

أمّا الفنان والكاتب العراقي، أيمن حميد، فأكّد أنّه كان يعتقد أنّ تنظيم "داعش" الإرهابي هو الذي نفذ الاعتداء، لولا عبارة "ربع الله" التي كانت مكتوبة على ملابس الأشخاص الذين نفّذوا الاعتداء. وأضاف في تغريدة على موقع تويتر: "ماكو مالات (أموال)؟ نكسر ونفجر، اكو مالات؟ نحمي ونعمر". 

في المقابل، قامت حسابات يديرها أنصار للمليشيات العراقية، بكيل عبارات الثناء لعملية اقتحام "ربع الله" لمركز التدليك في بغداد. 

وقال عمار الشويلي، "سلمت يد ربع الله على ما قامت به من فعل يثنى عليه". 

كما عبّر علي أكبر عن تأييده لهذا الفعل، قائلاً "مهما كنّا ثلة وقلة، بما أنّ عملنا لله، فنحن المنتصرون". وأضاف "سلمت يد ربع الله". 

وشهد ليل الخميس – الجمعة حادثاً آخر في منطقة الكرادة ببغداد، إذ قام مجهولون بتفجير أحد مخازن المشروبات الروحية في شارع 42 بالكرادة، ما أدّى إلى حدوث أضرار بمبنى المخزن وسيارة قريبة من الانفجار. 

وأكّد ضابط في قيادة شرطة بغداد لـ "العربي الجديد"، أنّ هذه الحوادث بدأت تتكرّر بشكل لافت خلال الفترة الاخيرة، خصوصاً استهداف محلات بيع المشروبات الروحية. وأضاف أنّ المعلومات المتوفرة تشير إلى وقوف جماعات متطرّفة وراءها تنتمي للمليشيات وتحظى بدعم كبير من فصيلين رئيسين بشكل مباشر، هما كتائب حزب الله والنجباء.

ولفت إلى أنّ القوات الأمنية حاولت خلال الفترة الماضية، الحدّ من مثل هذه الحوادث من خلال تسيير الدوريات في المناطق المستهدفة، خصوصاً في حيي العرصات والكرادة، إلاّ أنّ هذه الهجمات المتكرّرة تتطلّب تكثيفاً للجهد الأمني. 

واتهم عضو البرلمان السابق، جوزيف صليوا، بعض الجهات باستهداف أماكن بيع المشروبات الروحية في حال امتنعت عن دفع الأموال، موضحاً في مقابلة تلفزيونية سابقة، أنّ يد المليشيات والسلاح المنفلت هي الأقوى في العراق. وأضاف أنّ بعض الجهات هي في النهار أحزاب رسمية، وفي الليل تتحوّل إلى مليشيات.

المساهمون