تونس: اعتداء أمنيين على عائلة يثير موجة عضب والقضاء يفتح تحقيقاً

تونس: اعتداء أمنيين على عائلة يثير موجة عضب والقضاء يفتح تحقيقاً

10 نوفمبر 2020
أكّد عزازة أنّهم سيتمسّكون بطلب العقاب للأمنيين المتورطين في قضية حامد عياد (فيسبوك)
+ الخط -

تعهّد القضاء التونسي، اليوم الثلاثاء، بالنظر في قضية اعتداء أمنيين على مواطن كان يُقلّ والدته إلى المستشفى وهي في حالة صحية حرجة، إثر تداول نشطاء لمقطع فيديو على شبكات التواصل الاجتماعي يوثّق اعتداء أمنيين بالزيّ النظامي على مواطنين، ورشّ سيّدة كانت تعاني من أزمة ربو بالغاز.

وفجّر الفيديو الذي انتشر بسرعة على شبكات التواصل الاجتماعي، موجة غضب لدى المواطنين وحقوقيين ورجال قانون، بسبب ما اعتبروه انتهاكاً لحقوق مواطنين دون سبب قانوني، مطالبين بمعاقبة الأمنيين المشتبه بهم في حادثة الاعتداء على الشاب وعائلته.

وقال المحامي ياسين عزازة، وهو عضو في فريق الدفاع عن العائلة التي تعرّضت للاعتداء، إنّ وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بالعاصمة تعهّد بملف القضية واستمع إلى المتضرّر ونيابةً عن عائلته،كما طلب القاضي تقديم شكوى جزائية في الغرض.

وأكّد عزازة في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنّ فريق الدفاع أعدّ ملفاً بكلّ المؤيدات القانونية لتقديم شكوى جزائية في التعذيب، طبقاً لأحكام القانون الجزائي التونسي، مشيراً إلى أنّ فريق الدفاع سيتمسّك بطلب العقاب على الأمنيين المشتبه بهم في قضية الاعتداء على المواطن حامد عيّاد وعائلته.

وكان المواطن حامد عياد، الذي تعرّض للعنف من قبل أمنيين، قد نشر فيديو على صفحته على "فيسبوك"، يوثّق فيه عملية الاعتداء عليه وعلى ابن شقيقته ووالدته التي كانت تصرخ في السيارة نتيجة الآلام التي تشعر بها جرّاء نوبة ربو.

قضايا وناس
التحديثات الحية

وقال عياد ( 23 عاماً)، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنّه كان، الأحد الماضي، في الطريق من منزله في إحدى ضواحي العاصمة إلى مستشفى حكومي لمعالجة والدته التي تعاني من ضيق تنفس حاد، لكن حصلت مناوشة بينه وبين سائق على الطريق المؤدي إلى المستشفى بسبب حادثة تجاوز، فأعلم الأخير دورية أمنية كانت على الطريق بالأمر، غير أنّ الأمنيين استعملوا العنف ضدّ عائلة عيّاد، ورشّوا أفرادها بالغاز دون التحرّي عن الحادثة.

وأوضح أنّ أعوان الأمن الآخرين أرادوا إنزاله بالقوة من السيارة دون الاستماع إليه وأنّه تعرّض للعنف الشديد، وقد حصل لاحقاً على شهادة طبية بـ15 يوم راحة.

وأضاف أنّ الاعتداءات ضدّه تواصلت بدنياً ولفظياً، مع سبّ الأمنيين للجلالة، وهو ما جعله يقفز من الكرسي الأمامي إلى الكرسي الخلفي إلى جانب والدته التي كانت تصرخ، ليستعمل الأمنيون لاحقاً الغاز المسيل للدموع لإرغامه على تسليم نفسه.

وذكر عيّاد أنّ وضع والدته تعكّر بعد استنشاقها للغاز، غير أنّ مواطنين كانوا شهود عيان على الواقعة، تدخّلوا وطلبوا الدفاع المدني الذي نقلها إلى المستشفى.

وأضاف المتحّدث أنه نشر الفيديو على شبكات التواصل الاجتماعي حتّى لا يُهدر حقّه، قائلاً: "أنا مواطن بسيط أعزل، لذلك تعرّضت للاعتداء من قبل أمنيين". وأشار إلى أنّه مصّر على تتبّعهم قضائياً وأنه لن يتسامح في حقّه وحق والدته التي أشرفت على الموت.

وفي سياق متّصل، قال حامد عياد إنّه أبلغ الهيئة الوطنية لمناهضة التعذيب بتونس والرابطة التونسية لحقوق الإنسان بالحادثة من أجل حشد الدعم وضمان عدم تكرار مثل هذه الاعتداءات على المواطنين، من قبل من يُفترض أن يسهروا على تطبيق القانون، وفق قوله.

المساهمون