معاناة لا تنتهي للنازحين السوريين مع البرد والأمطار

معاناة لا تنتهي للنازحين السوريين مع البرد والأمطار

عامر السيد علي

avata
عامر السيد علي
25 مارس 2022
+ الخط -

انخفضت درجات الحرارة بشكل حاد خلال اليومين الماضيين في مناطق شمال غرب سورية، وتزامن الإنخفاض مع هطول أمطار وهبوب رياح مزقت بعض الخيام في مخيم (مكتب الزيتون) الواقع في منطقة باب الهوى قرب الحدود السورية التركية.

ويعاني النازحون في المخيم بسبب ضعف الإمكانات وعدم توفر مواد التدفئة، كما أكد مدير المخيم نزلت حسين الخليل لـ"العربي الجديد"، حيث قال "في مخيم مكتب الزيتون هناك 215 عائلة في المخيم والعائلات بحالة مأساوية من كافة النواحي، من الناحية الغذائية والتدفئة حصلنا على 15 كيس فحم، والخيم هي خيم سيئة لا تفي بالغرض لا صيفاً ولا شتاء".

وتابع الخليل "الناس هنا فقراء كان الله بعونهم، هناك عوائل ليس لديها ما يكفي لشراء ربطة خبز، لا يوجد هناك عمل أو شيء لم ننتقل لبيوت أو نعود لمنازلنا، أكثر الخيام هنا مزقتها الرياح، نعمل على خياطتها ووضع الأحجار لتثبيتها، حتى الآن لم يتم استبدال الخيام هنا  أو غيره، نقيم هنا في المخيم منذ ثلاث سنوات، ولم يحدث ذلك، الخيام عندما يهطل المطر تدلف على العوائل داخلها، لم يقدم لنا بطاناً أو يستبدل أحد خيامنا أو يعطونا عوازل، خلال الشتاء القاسي لم نحصل على المدافئ. الناس هنا تواجه البرد بالبطانيات وهناك من يجمع أكياس النايلون للتدفئة عليها، هذه السنة باردة بشكل شديد، وهذا تسبب بالكثير من المشاكل هذا العام، هذا العام لم نحصل إلا على القليل من مواد التدفئة".

أما مهند الجاسم المقيم في المخيم فقال لـ"العربي الجديد": "نحن نقيم في مخيم مكتب الزيتون، هذا الشتاء كان قاسياً والوضع المعيشي صعب على جميع الناس هنا والخيمة اليوم، لا تتحمل الثلج أو المطر، نحن نتمنى أن نعود لبلادنا وبيوتنا، هنا مرض الأطفال كثير ومرض المسنين أيضا، هناك قلة إغاثة وقلة تدفئة، الوضع كله سيئ، الناس يشعلون الإطارات للتدفئة عليها، وهذا يسبب أمراضاً وأذى كبيراً، نحن نطلب أن يمنحونا خياماً ومواد تدفئة، لأن هذا الشاء صعب جداً، هذا الشتاء ورغم كوننا في شهر آذار لا زالت درجات الحرارة دون الصفر".

ولفت الشاب حسين الخلف، وهو يقيم في المخيم أيضاً، خلال حديثه لـ"العربي الجديد" أن الشتاء قاس جداً بين هواء ومطر وثلج وخيام ممزقة، وقال "هناك خيمة وقعت قبل يومين، وعملنا هنا نحن الشباب في المخيم على إعادتها، الوضع سيئ جدا لأن الأهالي الذين سقطت خيامهم لجأوا لجيرانهم البرد هنا قاتل. لا حلول بديلة لدى الناس لتخطي البرد هنا، الناس هنا يعملون على ما يمكن توفيره لليلة واحدة والليلة التي تليها يترقبون".

وتسببت العاصفة الثلجية الأخيرة التي ضربت منطقة شمال غرب سورية، منتصف مارس/ آذار بأضرار في أكثر من 44 مخيماً في المنطقة، سبقها عاصفة هوائية مطلع الشهر تسببت أيضاً في فقدان العديد من العوائل للمسكن وفقاً لبيانات فريق "منسقو استجابة سورية".

ذات صلة

الصورة
سفرة العيد في بلدة جبالا السورية (العربي الجديد)

مجتمع

يُحافظ نازحون سوريون على تقليد متوارث يطلقون عليه "سُفرة العيد"، ويحرصون على إحيائه داخل مخيمات النزوح برغم كل الظروف الصعبة، وذلك فرحاً بالمناسبة الدينية.
الصورة
محمد حبوب.. إعاقة ونزوح بسبب الحرب السورية (عامر السيد علي)

مجتمع

خلفت الحرب السورية مآسي مروعة بكل تفاصيلها، طاولت مدنا وبلدات وعائلات بأكملها، وشكلت تلك المآسي انقلابا في حياة الكثير من السوريين
الصورة
نازحون فلسطينيون يلعبون الكرة الطائرة في المواصي في جنوب غزة (العربي الجديد)

مجتمع

من وسط أحد المخيّمات العشوائية في رفح جنوبي قطاع غزة، تصدح ضحكات النازحين. ويحاول هؤلاء إيجاد هامش لهو لهم في ظلّ المأساة، فيلعبون كرة الطائرة.
الصورة
مبادرة التبرع بالدم في شمال سورية (العربي الجديد)

مجتمع

تتواصل لليوم الثاني على التوالي مبادرة "ومن أحياها" للتبرّع بالدم، شمال غربي سورية، أطلقها الدفاع المدني السوري بالتعاون مع منظمة وطن

المساهمون