ليبيا: فرص عمل لأسر وشبان في رمضان

ليبيا: فرص عمل لأسر وشبان في رمضان

14 ابريل 2022
يبيع مشروبات رمضان في سوق الحوت ببنغازي (عبد الله دومة/ فرانس برس)
+ الخط -

 

يوفر شهر رمضان فرص عمل لشبان ليبيين كُثر يعانون من البطالة وغياب فرص العمل، من أجل رفع مستويات معيشتهم عبر ممارسة مهن وأشغال حرة يحتاجها المواطنون في هذا الشهر. وتختلف المهن والأشغال التي يقبل عليها الشباب والشابات في ليبيا بحسب احتياجات السوق، مثل صنع النساء الحلويات في البيوت، وهو ما تفعله علجية رمضان التي تسكن في مدينة الزاوية غربي طرابلس، وتعمل مع بناتها الثلاث في إعداد حلويات رمضان وتوزيعها على المحال التجارية.

تقول علجية لـ"العربي الجديد": "أعمل منذ سنوات مع بناتها في صنع الحلويات المنزلية الخاصة بموسم رمضان، ما يوفر لأسرتي دخلاً جيداً يساعدنا في مواجهة مصاعب الحياة وإعانة زوجي الذي يعمل سائق سيارة أجرة". وتشير إلى أنها استعدت لموسم رمضان الحالي قبل حلوله من خلال تأمين عدد من لوازم صناعة الحلويات المنزلية، وتقول: "بتنا نعرف حجم السوق واحتياجاته، وكمية المشتريات الخاصة بمنتجاتنا، لذا نتسوق قبل أن يحل شهر رمضان من أجل تأمين ما يكفي من أصناف الحلويات التي تشتريها الأسر، والتي قد لا توفرها مصانع الحلويات، علماً أن مصانع الحلويات لا تصنع أصناف الحلويات الشعبية، لذا تشهد منتجاتنا إقبالاً كبيراً. وبين أشهر الحلويات الشعبية التي نصنعها الغريبة الليبية ولقمة القاضي والمقروض". 

وتوضح علجية أن زوجها كان يتولى سابقاً مهمة توزيع الحلويات المصنّعة على المحلات، لكنها تقوم مع إحدى بناتها بمهمات التسويق والبيع حالياً، و"نفكر في فتح صفحة على موقع فيسبوك كي نتعامل مباشرة مع الزبائن، ونوصلها إلى المنازل".

قضايا وناس
التحديثات الحية

ورغم أن غلاء أسعار المنتجات طاول كل المحلات التجارية والسلع الأساسية تحديداً، يبدي سالم الغالبي، وهو مواطن من طرابلس، ارتياحه من إقبال المواطنين على التسوق وشراء الاحتياجات الأساسية، خصوصاً الخضار، ما يوفر له فرصة عمل سنوية في سوق الحي الإسلامي بطرابلس. ويقر الغالبي في حديثه لـ"العربي الجديد" بأن تجارته تضررت من غلاء أسعار الخضار، لكنه يأمل في الوقت ذاته في أن يجني هذا الموسم ما يكفي مصاريف أسرته لعدة أشهر، ويقول: "بالنسبة لي تتوفر الفرصة عادة في النصف الأول من شهر رمضان، بينما ينتقل الناس لشراء ملابس العيد في النصف الثاني من الشهر.

من جهته، يؤكد عبد القادر صالح الذي يسكن في مدينة مسلاته، أنه استعد جيداً لموسم التسوق الخاص بشراء ألبسة العيد، ويؤكد أن ممارسته هذه المهنة لسنوات يجعله على دراية بتفاصيلها والموديلات التي يقبل الناس عادة على شرائها لأطفالهم في العيد. ويقول لـ"العربي الجديد": "اشتريت من تجار الجملة كميات كافية من ملابس الزي الشعبي التي يفضل المواطنون شراءها لأولادهم في العيد. وحين ينتصف شهر رمضان ابدأ عملي".

الصورة
ينادي على بسطة فواكه (عبد الله دوما/ فرانس برس)
ينادي على بسطة فواكه (عبد الله دومة/ فرانس برس)

ولا يملك عبد القادر محلاً لبيع الألبسة بل يعرض بضاعته عبر مدّها أمام سيارته التي يركنها في ساحة عامة بمدينة مسلاته تحوّلت الى سوق يضم عدداً كبيراً من الباعة. وهو يوضح أنه يسوّق بضاعته في محلات لمبيعات التجزئة في النصف الأول من رمضان، ثم يعرضها بنفسه في ساحة المدينة في النصف الثاني من الشهر.

وتكتظ بعض الشوارع الرئيسية داخل العاصمة طرابلس ومدينة بنغازي ومدن أخرى بالأسواق الشعبية التي تضم غالباً باعة شبان يبحثون عن أعمال إضافية لدعم معيشيهم، مثل سوق أبو سليم وسط العاصمة طرابلس الذي يقف فيه عشرات الشباب أمام المحلات الكبيرة لعرض بضائعهم من ملابس على طاولات خاصة. ويتكرر ذلك في سوق الحي الإسلامي الشهير بسوق الخضار وسط طرابلس، وفي سوق "جنيهين" ببنغازي، حيث يعرض الباعة أنواعاً من الإكسسوارات والألبسة والعطور النسائية الرخيصة الثمن.

ويتفق عبد القادر مع الغالبي في أن غالبية من يمارسون المهن الموسمية لا يريدون أن يستمروا فيها، ويعتبرونها مرحلة لتأمين مبالغ تمهد لفتح مشاريع صغيرة ثابتة. لكن علجية ترى أن مشروع صنع الحلويات المنزلية يكفي أسرتها، وتحتاج فقط إلى تطويره وتوسيعه كي يوفر دخلاً ثابتاً لأسرتها.

ويستفيد الباعة في الأسواق الشعبية من النقص الحاد في العمالة الأجنبية الذي تعاني منه البلاد بسبب الفوضى الأمنية السائدة منذ سنوات، خصوصا مع تدني مستوى رواتب الوظائف التي تدفعها الحكومة، ولا يلبي احتياجات غالبيتهم بسبب أزمة السيولة النقدية.

ورغم أن ظاهرة مستلزمات شهر رمضان ليست جديدة، لكن ازدياد إقبال المواطنين عليها يكشف أحد جوانب أزمة البطالة التي قدرتها إحصاءات حكومية خلال السنوات السابقة بنسبة 40 في المائة في أوساط شريحة الشبان الذين يواجهون عدم توفر الوظائف اللازمة لتأمين مطالب الحياة.

المساهمون