لبنان يدقّ ناقوس الخطر مع انتشار الكوليرا وازدياد الوفيات

لبنان يدقّ ناقوس الخطر مع انتشار الكوليرا وازدياد الوفيات

18 أكتوبر 2022
أعلن الأبيض عن منصة موحدة تضم مجمل المعلومات عن المرض (حسام شبارو /الأناضول)
+ الخط -

تواصل حالات الكوليرا في لبنان ازديادها وتمدّدها على مستوى الأقضية والمناطق اللبنانية، مُسجّلة حتى يوم أمس 89 إصابة، و3 حالات وفاة، وذلك منذ إعلان أول إصابة في البلاد بتاريخ 5 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

وتنتشر الكوليرا حسب البلدات اللبنانية، شمالاً بالدرجة الأولى، إذ سجلت 72 إصابة، بينما أحصت عرسال البقاعية 14 حالة، و3 حالات على مستوى كسروان، مع الإشارة إلى أن الحالة الأولى سجلت في عكار شمالي لبنان وكانت الأولى منذ عام 1993.

وأعلن وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال، فراس الأبيض، عن منصة موحدة سيتم اعتمادها على مستوى وطني لجمع جهود مراكز الرعاية الصحية الأولية والجمعيات الأهلية والمنظمات الأممية التي تعمل على مواجهة الكوليرا، كما تضم مجمل المعلومات عن المرض، وذلك بالتنسيق مع غرفة إدارة الكوارث في السرايا الحكومية والصليب الأحمر.

ولفت إلى أن الجولات الميدانية التي قام بها في الأيام الأخيرة لرصد واقع انتشار الكوليرا في لبنان، أظهرت ضرورة دقّ ناقوس الخطر نظراً لاهتراء البنى التحتية الذي يشكل عائقاً أساسياً أمام تحدي احتواء المرض، موضحاً أنه بالمقارنة مع الدول الأخرى التي تشهد انتشاراً للكوليرا، فقد تبيّن أن الشتاء والفيضانات عاملان إضافيان يسهمان في انتشاره.

وشدد الأبيض على أن "الإدارة الجيدة لمواجهة الكوليرا تتطلّب النقل السريع والسلس والدقيق للمعلومات لتحقيق الاستجابة المطلوبة والمنظمة في الوقت والزمان الصحيحين، وهذا ما تهدف إليه المنصة التي نحن بصددها".

وتوقف وزير الصحة اللبناني عند أهمية تحفيز الوقاية بحيث يتم التركيز على أن المرض لا ينتقل فقط بالعدوى من شخص إلى آخر، بل ينتقل بطرقٍ متعددة أبرزها المياه والطعام الملوثان بالفيروس.

من جهته، أشار محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر في حديث مع "العربي الجديد" إلى أن المشكلة في الكوليرا تكمن في أن الأعراض تظهر خلال ساعات أو 5 أيام، وبالتالي يمكن للشخص أن يكون مصاباً من دون أن يعلم بذلك فينقل العدوى إلى الآخرين، مع العلم أن العدوى تنتقل بشكل مختلف إذ ترتبط بالنظافة الشخصية، مياه الشرب والاستحمام، وهذه كلّها قادرة على نقل الكوليرا في حال المصدر لم يكن آمناً ونظيفاً.

ويلقي خضر باللوم على "الجهات الرسمية والمنظمات الدولية لعدم التنسيق والتواصل معنا كجهة رسمية، الأمر الذي دفعني إلى الدعوة لاجتماع تنسيقي خصوصاً في ظل وجود مخاوفٍ من انتشار الكوليرا على صعيد المحافظة".

من ناحية ثانية، يحرص محافظ بعلبك الهرمل على متابعة كافة الإجراءات والتدابير لمواجهة الكوليرا، ما دفعه لإصدار تعميم إلى كافة البلديات لتساهم بالدرجة الأولى في تأمين مياه نظيفة وآمنة للسكان.

وطلب خضر من البلديات إلزام الصهاريج التي تنقل المياه للمخيمات والمنازل الاستحصال على إذن مسبق من البلديات لنقل المياه ضمن شرط وحيد وهو وضع مادة الكلور في كل نقلة مياه تنقل في الصهاريج لتعقيم المياه فيها، وستوزَّع عليهم مادة الكلور من منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" مع التعليمات اللازمة.

كذلك، تواصل المحافظ خضر مع المنظمات التي تقوم بشفط الصرف الصحي في المخيمات لاتباع التدابير الصحية المناسبة.

ويلفت خضر إلى أن التعميم يرتبط بالأساس بصهاريج نقل المياه، حيث إن مياه مؤسسة البقاع سليمة وآمنة، لكن المشكلة أن المياه في مناطق كثيرة مقطوعة ويعتمد بالتالي الناس على الصهاريج التي لا نعرف مصدرها وما إذا كانت المياه معالجة وآمنة، من هنا خطورة أن تكون ناقلة للكوليرا، لذلك، أتى التعميم.

لكن في المقابل، يأمل خضر أن تكون مساهمة اليونيسف في تأمين الكلور مجاناً شاملة لجميع السكان وليس فقط اللاجئين السوريين، فسلامة الجميع أولوية، مشدداً على أن المطلوب التسريع بالإجراءات قدر الإمكان للجم الانتشار.