كيف تجعل إسرائيل إدخال المساعدات لإغاثة سكان غزة أمراً مستحيلاً؟

كيف تجعل إسرائيل إدخال المساعدات لإغاثة سكان غزة أمراً مستحيلاً؟

29 ديسمبر 2023
القصف الإسرائيلي الرهيب على قطاع غزة مستمرّ لليوم الثالث والثمانين (فرانس برس)
+ الخط -

في اليوم الرابع والثمانين من الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة من دون هوادة، تبدو الجهات المعنيّة، ولا سيّما وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، أكثر قناعة بأنّها لا تبالغ عندما تفيد بأنّ إيصال المساعدات إلى القطاع المحاصر والمستهدف يبدو أمراً مستحيلاً.

وأفاد منسّق منظمة أطباء بلا حدود في قطاع غزة جاكوب برنز، في هذا الإطار، بأنّ قرار مجلس الأمن الدولي إدخال مساعدات عاجلة إلى غزة ليس حلاً طالما لم يُعلَن وقف إطلاق النار. 

وكان المجلس قد اعتمد في 23 ديسمبر/ كانون الأول الجاري قراراً يدعو إلى اتّخاذ خطوات عاجلة للسماح فوراً بإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وتهيئة الظروف لوقف إطلاق النار.

وبحسب ما جاء في بيان نشرته المنظمة على موقعها، اليوم الجمعة، شدّد برنز على أنّ الطريقة الوحيدة لإنقاذ حياة الناس في غزة هي من خلال "إنهاء العنف والعقاب الجماعي (المفروضَين) على الفلسطينيين".

وأكد المسؤول في "أطباء بلا حدود": "نريد القيام بالمزيد من أجل مساعدة الناس في غزة، لكنّ القصف والقتال المستمرَّين يحصراننا في منطقة أضيق مع مرور الوقت".

وتحدّث برنز عن منشورات ألقتها قوات الاحتلال الإسرائيلي من الطائرات على مدينة خانيونس جنوبي القطاع، تأمر فيها السكان بإخلاء المباني القريبة من مجمّع ناصر الطبي، علماً أنّ مسؤولين إسرائيليين كانوا قد أشاروا إلى عدم نيّتهم استهداف هذه المنشأة الطبية.

كذلك، أوضح برنز أنّه من المستحيل تقديم المساعدة الطبية إلى من يحتاج إليها في ظلّ هذه الظروف، مشدّداً على ضرورة عدم استهداف المستشفيات والعاملين في مجال الرعاية الصحية.

وبيّن منسّق "منظمة أطباء بلا حدود" في غزة أنّ الفلسطينيين في القطاع اضطروا إلى الفرار من منازلهم بحثاً عن الأمان، غير أنّهم بمعظمهم لم يجدوا هذا الأمان. ولفت إلى أنّ عدد سكان مدينة رفح الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة ارتفع من 300 ألف نسمة قبل الحرب إلى 1.2 مليون على أقلّ تقدير.

أونروا: إسرائيل تستهدف قافلة مساعدات مخصّصة إلى غزة

وفي ما يشبه التأكيد على ما تقدّم به منسّق منظمة "أطباء بلا حدود" في قطاع غزة، أفادت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، اليوم الجمعة، بأنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي أطلقت النار على إحدى قوافل المساعدات التابعة لها في قطاع غزة.

وكتب مدير شؤون وكالة أونروا في قطاع غزة توماس وايت، في تدوينة على منصة "إكس"، أنّ "جنود إسرائيليون أطلقوا النار على قافلة مساعدات في أثناء عودتها من شمالي غزة عبر طريق حدّده الجيش الإسرائيلي".

أضاف وايت أنّ "قائد قافلتنا الدولية لم يصب ولا فريقه بأذى، لكنّ إحدى المركبات تعرّضت لأضرار". وشدّد على أنّه "لا ينبغي أبداً أن يكون العاملون في مجال الإغاثة هدفاً".

وبيّن مصدر في وكالة أونروا لوكالة "فرانس برس" أنّ الحادث وقع بعد ظهر أمس الخميس. وفي استفسار لوكالة "فرانس برس"، أفاد جيش الاحتلال الإسرائيلي بأنّه "يتحقّق" من تلك المعلومات.

غريفيث يسأل: هل تظنّ أنّ إيصال المساعدات إلى غزة سهل؟

وفي سياق متصل، نشر وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارتن غريفيث تدوينة على منصّة "إكس"، طرح فيها سؤالاً: "هل تظنّ أنّ إيصال المساعدات سهل إلى قطاع غزة؟"، مضيفاً: "أعد التفكير في ذلك".

وأدرج غريفيث مجموعة من النقاط في إطار تدوينته، انتقد من خلالها شروط إيصال المساعدات، واصفاً الأمر بأنّه "مستحيل"، ولا سيّما أنّ القوافل تُستهدف بإطلاق نار.

ولفت المسؤول الأممي إلى عمليات تأخير تُسجَّل عند نقاط العبور، فيما استنكر أن يكون العاملون في المجال الإنساني بدورهم نازحين ويتعرّضون للقتل. وتابع أنّ السكان المصابين بصدمة والمنهكين يتكدّسون في قطع أرض تزداد ضيقاً.

وأسف غريفيث لوجود ثلاثة مستويات من التفتيش قبل أن تتمكّن الشاحنات من الدخول إلى قطاع غزة، مشيراً إلى ارتباك وطوابير انتظار طويلة، في حين أنّ قائمة المواد التي يُمنَع إدخالها تطول وتطول.

وشدّد المسؤول الأممي على "وجوب أن يتوقّف القتال"، مبيّناً أنّ "الوضع مستحيل بالنسبة إلى سكان غزة وإلى هؤلاء الذين يحاولون تقديم المساعدة لهم".

(فرانس برس، الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون