فريق أميركي ينجح بإجراء أول عملية قلب لطفل مقرونة بالغدة الزعترية

فريق طبي أميركي ينجح بإجراء أول عملية قلب لطفل مقرونة بالغدة الزعترية

10 مارس 2022
العملية تفتح آفاقاً جديدة في مجال زراعة الأعضاء (Getty)
+ الخط -

نجح فريق طبي أميركي في إجراء أول عملية قلب لطفل مقرونة بـالغدة الزعترية، الأمر الذي من شأنه أن يشكل ثورة تقنية جديدة في عالم الطب.

بحسب الأطباء، ولد إيستون سينامون بقلب ضعيف بالإضافة إلى مشاكل في جهاز المناعة. أمضى الأشهر السبعة الأولى من حياته في المستشفى، وبعضها على أجهزة الإنعاش، واحتاج إلى العديد من عمليات القلب، وكذلك علاج الالتهابات المتكررة التي لم يستطع جسده محاربتها بمفرده.

وفق تشخيص الأطباء، فإنّ الطفل سينامون، ولد مصاباً بمرض نادر في القلب، إضافة إلى أنه كان يعاني من نقص في الغدة الزعترية لسبب غير معروف، مما تسبب له في التهابات متكررة منعته من وضعه على قائمة زراعة القلب، وفق ما قاله جوزيف دبليو توريك رئيس قسم أمراض القلب للأطفال في مستشفى "ديوك هيلث" بمدينة دورهام، في ولاية كارولاينا الشمالية، لهيئة البث البريطانية "بي بي سي".

تتذكر والدته، كايتلين سينامون، كيف أمضى صغيرها الأيام الأولى من حياته في المستشفى، بسبب مشاكل تتعلق بالقلب، حتى تقدم أطباؤه بطلب إلى الهيئة التنظيمية الطبية منها إدارة الغذاء والدواء، لإجراء نوع تجريبي من الزرع لم يتم إجراؤه من قبل، وحصلوا على الموافقة.

تعد عملية زراعة قلب مقرونة بالغدة الزعترية، تقنية جديدة في عالم الطب، لأنها تساعد المريض على الاستغناء عن الأدوية الخاصة بتقوية جهازه المناعي. إذ عادة عندما تتم زراعة عضو جديد في جسم المريض، يحتاج إلى الكثير من الأدوية حتى يتمكن جسده من تقبل العضو الجديد، ولكن في حالة الطفل سينامون، فإنّ زراعة الغدة الزعترية، كانت كفيلة بتقوية جهازه المناعي.

تقع الغدة الزعترية في الصدر، وتصنع خلايا الدم البيضاء التي تسمى الخلايا التائية. تلعب دوراً مهماً في جهاز المناعة بالجسم، مما يساعد على مكافحة العدوى.

تساعد أنسجة الغدة الزعترية، بحسب أخصائية طب وجراحة قلب، الدكتورة ندى فضل الله صليبي، في تقوية جهاز المناعة للأشخاص الذين يتلقون عمليات زرع لأعضاء جديدة.

وأضافت صليبي، في تصريح لـ"العربي الجديد": "عادة يولد الأطفال مع الغدة الزعترية، والتي تكون على شكل كتلة دهنية ثم تبدأ بالاختفاء تدريجياً، وهي تساعد في دعم أجسام الأطفال بالمناعة الذاتية، لمواجهة أي عدوى مرضية".

وتابعت قائلة: "تعد هذه العملية ابتكاراً جديداً في عالم الطب، لأن زراعة الغدة الزعترية ليست أمراً سهلاً، ويجب أن تكون مقرونة بالعضو المنوية زراعته، سواء أكان قلباً، أم كلى، حتى يتمكن الجسم من استقبال العضو الجديد دون حدوث أي مضاعفات". وأردفت: "حتى الآن، من المرجح أنّ الغدة الزعترية، قد نجحت إلى حد ما مع زراعة القلب، ولكن من غير الواضح ما هي النتائج بالنسبة إلى زراعة أعضاء أخرى في جسم الإنسان".

بحث في المستقبل

أظهرت حتى الآن الاختبارات التي أجريت في الولايات المتحدة الأميركية، أنّ أنسجة الغدة الزعترية المعالجة المزروعة تعمل وتبني الخلايا التائية لدى الطفل، وهو مؤشر إيجابي جداً، على تحسن حالة الطفل الصحية. وبحسب جوزيف دبليو توريك، فإنّ الأبحاث المستقبلية ستركز مستقبلاً على كيفية زراعة الغدة الزعترية لدى أشخاص يعانون من أمراض تتعلّق بضعف الجهاز المناعي.

وأوضح توريك قائلاً: "كان العمل الذي قمنا به في المختبر قائماً على استخدام الغدة الزعترية جنباً إلى جنب مع زراعة القلب من أجل تطوير القدرة على التحمّل، لذا فإنّ إعادة تدريب جهاز المناعة بشكل أساسي ووجود الغدة الزعترية لنفس المتبرع والقلب ينموان معاً، ما قد يساعد مستقبلاً في معالجة العديد من المرضى الذي يعانون من مشاكل صحية حادة".

يخطط الفريق الطبي الخاص بالطفل الأميركي في الوقت الحالي للكف في مقبل الأيام عن تقديم الأدوية المثبطة للمناعة له، لمعرفة كيف يمكن لجسمه أن يتأقلم مع الأنسجة المزروعة.

المساهمون