دراسة: دواء البروتين يعزز خلايا الدم البيضاء المقاومة لكورونا

دراسة بلجيكية: دواء البروتين يعزز خلايا الدم البيضاء المقاومة لكورونا بمقدار الضعفين

25 يوليو 2020
 يساعد العلاج على تهدئة الالتهابات الخطيرة لدى المرضى(بيدرو فيليلا/Getty)
+ الخط -

توصّلت دراسة بلجيكية جديدة، إلى أنّ عقار البروتين يعزّز خلايا الدم البيضاء المقاومة لعدوى فيروس كورونا بمقدار ضعفين، كما يمكنه أن يعكس بعض المناعة عند المصابين بالفيروس التاجي.
وقد تمّ العثور على العلاج المناعي (Interleukin 7 (IL-7 لاستعادة تعداد خلايا الدم البيضاء المحدّدة، عند المرضى الذين يعانون بشكل خطير من كوفيد-19.
و IL-7 هو عامل نمو مكوّن للدم، تفرزه الخلايا في نخاع العظم والغدد، يتم إنتاجه أيضاً بواسطة الخلايا الكيراتينية، الخلايا الكبدية، والخلايا العصبية.
يقول الفريق الدولي، الذي عمل على هذه الدراسة، من جامعة كاثوليك دو لوفان، في بروكسل، بلجيكا: "يبدو أنّ العلاج يساعد على تهدئة الالتهابات الخطيرة لدى المرضى وحتى "عكسها"، وتعزيز المناعة لمقاومة الفيروس، خاصة وأنّ IL-7  ينتمي إلى فئة الأدوية التي يمكن أن تساعد في التخفيف من ردّ الفعل المفرط الخطير للفيروس من قبل الجهاز المناعي في الجسم، والتي تسمى عاصفة السيتوكين".
تحدث عواصف السيتوكين عندما لا يقاوم الجسم الفيروس، ويهاجم أيضاً الخلايا والأنسجة الخاصة.
وقد وجدت الدراسة، أنّ الفيروس التاجي قد تسبّب في انخفاض مستويات الخلايا الليمفاوية عند المرضى، وهي نوع من خلايا الدم البيضاء التي تُنتج بشدّة الأجسام المضادة لقتل مسبّبات الأمراض الأجنبية، الأمر الذي أدى إلى حدوث وفيات في الفترة الماضية، وبالتالي تمكّن العلماء من إثبات قدرة IL-7 على تكاثر هذه الخلايا حتى يتمكّن الجسم من محاربة الفيروسات والبكتيريا والسموم الأخرى.

مع عدم الحصول على موافقة دولية لوصف أيّ دواء لعلاج فيروس كورونا، تبدو الحاجة ملحّة لاختبار  الأدوية الحالية كلّها، والعلاجات التجريبية لوقف المرض، بهدف التوصّل إلى علاج مساعد مستقبلاً. ووفق الدراسة التي نشرتها صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فقد تمّ إجراء التجرية على 25 مريضاً يعانون من حالات متقدمة وخطيرة من كوفيد-19، حيث تمّ حقن نحو اثني عشر مريضاً بمادة IL-7 ، لتعزيز إنتاج خلايا الدم البيضاء، فيما أعطي الباقون أدوية عادية. 

وخلصت النتائج التي نشرتها مجلة JAMA Network Open ، وهي مجلة طبية شهرية تنشرها الجمعية الطبية الأميركية، أنّه بعد 30 يوماً من التجارب، تبيّن أنّ أولئك الذين تمّ حقنهم بمجموعة IL-7 ، قد أفرزت أجسادهم مستويات عالية من الخلايا الليمفاوية، أكثر من  الضعف، مقارنة مع الأشخاص في المجموعة الأخرى. إذ كان لدى المرضى الذين تلقوا العلاج في المتوسط، ​​1734 خلية ليمفاوية لكلّ ميكرولتر من الدم، ويسيطرون على المرضى بمعدل 885 / ميكرولتر. وتتراوح المستويات الصحية لدى البالغين بين 1000 و4800 في 1 ميكرولتر من الدم.
بالإضافة إلى ذلك، كان عدد المرضى في مجموعة IL-7 المصابين بعدوى ثانوية أقلّ، ومع ذلك لم يكن هناك فرق إحصائي في معدلات الوفيات.
يقول الباحثون إنّه تمّ تحمّل IL-7 جيداً من قبل المرضى، من دون التسبب في أي تغيرات في ضغط الدم أو درجة الحرارة أو مستويات الأكسجين.
ووفق المؤلفين "تشير نتائج هذه الدراسة إلى أنه يمكن إعطاء IL-7 بأمان للمرضى المصابين بأمراض خطيرة مع كوفيد-19، من دون تفاقم الالتهاب أو الإصابة الرئوية". وأضافوا أنّ: "إعطاء IL-7 بمفرده أو بالاشتراك مع علاجات أخرى يتطلب دراسة جادة للمرضى الذين يعانون من كوفيد-19، ودليل على عدم قدرة أجسادهم على تعزيز المناعة الذاتية، حتى نتمكن من استخدامه بصورة شاملة على جميع المرضى".
وبحسب المجلة الأميركية، فإنّه من شأن هذا الاكتشاف أن يساعد في معالجة المصابين بكورونا، خاصة في الولايات المتحدة، حيث تزداد يومياً الإصابات بالفيروس، في ظلّ عدم وجود أيّ دواء فعّال.
 

المساهمون