عيادتا أسنان متنقلتان لخدمة سكان مخيمات حلب شمالي سورية

عيادتا أسنان متنقلتان لخدمة سكان مخيمات حلب شمالي سورية

30 يونيو 2022
عيادات الأسنان المتنقلة تلقى إقبالاً كبيراً من المستفيدين (العربي الجديد)
+ الخط -

تُمحى زيارة طبيب الأسنان من الأولويات في مناطق الحروب، وتصبح من الرفاهيات في مخيمات النازحين خاصة، لكنها مهمّة جداً بالنسبة للأطفال وكبار السن، الذين في الغالب لا يستطيعون القيام بمثل هذه الزيارات بأنفسهم ويحتاجون إلى مرافق، يقودهم إلى عيادة الطبيب. من هذا المنطلق، وفّرت منظمة "الأطباء المستقلّين" العاملة في سورية ودول الجوار عيادتين متنقلتين لخدمة سكان مخيمات ريف حلب، إذ يعدّ قاطنو هذه المخيمات الشريحة الأضعف في منطقة يقطنها نحو 200 ألف نسمة، يضاف إليهم سكان القرى الصغيرة المجاورة، بحسب ما قال طبيب الأسنان العامل في إحدى العيادتين باسل معراوي لـ"العربي الجديد".

وأضاف: "هذه المخيمات بُنيت على عجل ودون مرافق مناسبة، لكنها توسّعت وشهدت موجات نزوح من محافظات دمشق ودرعا وحمص وحلب وإدلب حتى عام 2020، وباتت بحاجة للخدمات الصحية، لذا تكفّلت منظمة "الأطباء المستقلين" بتقديم خدمات للمخيمات الواقعة شمال مدينة أعزاز، بريف حلب".

الصورة
عيادتان متنقلتان (العربي الجديد)
تسجيل إقبال من سكان المخيمات (العربي الجديد)

وأشار إلى أن علاج الأسنان مكلف مادياً للمريض ويتطلب زيارات متعددة لعيادة الطبيب، لذلك فإن معظم النازحين غير قادرين على معاودة العيادات، وهذا كان أحد أسباب إيجاد العيادتين المتنقلتين، اللتين تزوران كل مخيم وفق جدول زمني محدد يتم توزيعه على سكان تلك المخيمات.

وبحسب معراوي، فإن عيادات الأسنان المتنقلة تلقى إقبالاً كبيراً من المستفيدين، وأغلب من يراجعها من الأطفال والنساء، حيث قدمت العيادتان المتنقلتان شهرياً نحو 1850 خدمة، تشمل الاستطباب والدواء والمستلزمات، وقد بلغ عدد الخدمات المقدّمة نحو 22 ألف خدمة في المجمل، لافتاً إلى أن العيادتين مزودتان بكل الأجهزة، ولا تنقصهما أية مادة، ويتألف طاقم كل عيادة من طبيب ومساعدة، إضافة إلى السائق الذي يقوم بنقل العربة من مخيم لآخر.

الصورة
عيادتان متنقلتان (العربي الجديد)
يتم الكشف بشكل مجاني يشجع النازحين (العربي الجديد)

أحمد قدور نازح من مدينة سراقب بريف إدلب، ويقيم في مخيم الإيمان شمال مدينة أعزاز، يقول لـ"العربي الجديد"، إن عدد سكان المخيم الذي يقطنه يبلغ نحو 1500 عائلة، وجاءت العيادة المتنقلة ومكثت قربه نحو 15 يوماً، وكان يراجعها نحو 50 شخصاً كل يوم، من سكان المخيم والمخيمات المحيطة، إذ تم وضعها في منطقة وسط بين المخيمات.

ويشير إلى أن وجود العيادة المتنقلة وفّر على السكان الجهد والمصاريف، إذ كان المرضى يراجعون عيادات أو مراكز في مدينة أعزاز، ويتكبدون مشقة للوصول إليها، حيث لا يملك الجميع وسائل نقل، يضاف إلى ذلك أن الطرقات غير معبّدة، ويكثر فيها الطين شتاء والغبار صيفاً.

الصورة
عيادتان متنقلتان (العربي الجديد)
مبادرة هدفها تخفيف العبء على النازحين (العربي الجديد)

وكان فريق "منسقو استجابة سورية"، قد أكد في تقرير أخير له، أن أكثر من 1223 مخيماً من أصل 1489 شمالي سورية لا تتوفر على أي نقطة طبية أو مستشفيات، ويقتصر العمل على عيادات متنقلة ضمن فترات متقطعة، كما يوجد أكثر من 878 مخيماً غير معزولة الأرضية، إضافة إلى 1178 مخيماً بحاجة إلى تركيب أو تجديد العزل الخاص بالجدران والأسقف، ويحتاج أكثر من 944 مخيماً إلى تجديد الخيام بشكل كامل أو جزئي.

وأوضح أنّ أكثر من 894 مخيماً لا تحصل على المساعدات الغذائية، و361 مخيماً تحصل على المساعدات بشكل متقطع، بينما هناك أكثر من 1083 مخيماً لا تحصل على مادة الخبز المدعوم أو المجاني، إضافة إلى أكثر من 590 مخيماً تعاني من انعدام المياه بشكل كامل، في حين يعاني 269 مخيماً آخر من نقص توريد المياه أي أنها لا تحصل على الكمية الكافية، كما يعاني أكثر من 614 مخيماً من غياب الصرف الصحي اللازم.

المساهمون