سورية: 10 سنوات على مجزرة الكيماوي في الغوطتين... مشاهد لا تنسى

سورية: 10 سنوات على مجزرة الكيماوي في الغوطتين … مشاهد من يوم القيامة 

هاتاي

عبد الله البشير

avata
عبد الله البشير
21 اغسطس 2023
+ الخط -

"شاهدنا يوم القيامة" عبارة وصف بها المسعف سمير الغوش واقع ما حدث خلال مجزرة الكيماوي التي حدثت في 21 أغسطس/ آب 2013 في الغوطة الشرقية بريف دمشق، والتي نفذها النظام السوري في خطوة أقرب للإبادة الجماعية.

سمير الغوش أوضح لـ"العربي الجديد" أنه كان مسؤولا عن إحدى النقاط الطبية، وكان يتجول في الساعة الثانية إلا عشر دقائق ليلا، عندما أبلغ بضرورة الوجود في النقطة الطبية التي كان يعمل بها، قال: "وجدت شخصا مصابا بتشنج حاد لم أستطع أن أتعامل معه نقلته للسيارة، وصلت إلى النقطة الطبية، وكان الوضع خارجا عن السيطرة عرفنا أن النظام استخدم الأسلحة الكيميائية في قصف مدينة زملكا، لحسن الحظ كان لدينا حقن أتروبين، كان هناك حوالي 40 شخصا بداية بحاجة إلى الإسعاف، هنا بدأ الكادر الطبي يتوافد على النقطة الطبية، وبدأوا أيضا بحقن المصابين بالأتروبين، في الأثناء بدأنا نخرج المصابين من القبو في البناء إلى سطح الطابق الرابع، وخلالها استهدف النظام المنطقة مرة أخرى، استشهد عدد من المسعفين والكوادر الطبية، كان من بين الشهداء أطفال".


المنظر كان مرعبا، كما يصف الغوش مضيفا: "البعض من المصابين كان يعاني من الرجفان والبعض الآخر تخرج رغوة من أفواههم، هناك من يلف مناشف على فمه، بدأنا نعطي المصابين الأوكسجين ونجري عملية إنعاش للقلب، الوضع كان صعبا للغاية، كنا نعاني أيضا، الممرض الذي معي أعطاني حقنة أتروبين أيضا، وكذلك حقنته بالأتروبين، نقلناه أيضا للأعلى وضعه كان سيئا للغاية، عند الساعة الرابعة والنصف صباحا كانت الجثث على طول الدرج من القبو حتى سطح الطابق الرابع في البناء، المشهد كيوم القيامة، الجثث أمام السيارة لم يعد هناك من يسعف".

يشدد الغوش على محاسبة المتسبب في المجزرة "نطالب بمحاسبة المجرم، مرت 10 أعوام للأسف وما زال المجرم حتى الآن طليقا، أتمنى ألا أموت حتى أشهد حساب بشار الأسد".

حمزة الوزير من بين الشهود أيضا على المجزرة المروعة، يقول في شهادته لـ"العربي الجديد": "مضى على المجزرة 10 سنوات وأغلب التفاصيل أذكرها إلى اليوم، أيقظني أهلي في ذلك اليوم وأخبروني أن النظام استهدف المنطقة بالسلاح الكيميائي. في الساعة السابعة صباحا نزلت للمنطقة، بجانبنا كان هناك نقطة طبية فيها مصابون، المنظر كان غريبا، التجمع كان مخيفا، فعلاً رأيت أعدادا كبيرة من الضحايا مكفنين، هناك أشخاص في السيارات".

الوزير الذي كان يعمل على توثيق المجزرة استخدم كاميرته راصدا الإصابات والشهداء غير المكفنين، متذكرا "كان المنظر مرعبا، كانوا يسجلون أرقاما على وجوه الضحايا، ثم وثقنا حالات المصابين الذين حصلوا على العلاج وكانوا في المساجد والجوامع".

يضيف الوزير "قسم كبير من الشهداء دفنوا دون معرفة أهلهم، وآخرون تم توثيق بياناتهم قبل الدفن، ولم يتمكن ذووهم من وداعهم لأنهم كانوا مصابين ولم يتمكنوا من التواصل معهم، إذ كان أغلب المصابين يعانون من الهلوسة وغير واعين".
أما المهجر من الغوطة الغربية والناجي من المجزرة علي دالاتي قال لـ"العربي الجديد": "عشر سنوات مرت على ارتكاب نظام بشار الأسد لمجزرة الكيماوي، ولم يتحرك أحد لمحاسبته رغم صدور قرار أممي يدعو للمحاسبة"، مشيرا إلى أن خطورة عدم المحاسبة أنها تمنح القاتل شارة خضراء في ارتكاب المزيد من الجرائم.

يضيف "اعتاد سكان الغوطة في تلك الفترة على الأسلحة التقليدية من مدافع وطيران حربي وبراميل متفجرة، فكانوا يلجأون إلى الأقبية، ولكن بعد مجزرة الكيماوي بدأ الأهل يوصون أبناءهم بالنزول للأقبية إذا سمعوا صوت قصف أو انفجار، وإلى الصعود للأسطحة الأبنية إذا اشتموا رائحة غريبة، ويقولون لهم إن لم يكن لديكم وقت لأي خيار فنحن نحبكم ونلتقي بالجنة".

لجوء واغتراب
التحديثات الحية

وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في بيان صدر عنها اليوم إن هجمات النظام السوري بالأسلحة الكيميائية على الغوطتين في 21 آب 2013 قتلت 1144 شخصاً خنقاً بينهم 99 طفلاً و194سيدة، بينما أصيب 5935 شخصا بحالات اختناق.

وجاء هجوم النظام السوري بالسلاح الكيميائي ضد أهالي غوطتي دمشق الشرقية والغربية في 21 آب 2013، وقالت الشبكة إن الهجوم "أضخم هجوم عرفه العالم بالأسلحة الكيميائية بعد اعتماد اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية، وشكل صدمة للإنسانية والحضارة".

ذات صلة

الصورة

سياسة

الاحتلال الإسرائيلي كان يعلم بخط تحرك قافلة المساعدات التي دخلت شمال غزة فجر يوم الخميس الماضي، والتي انتهت بمجزرة مروعة ارتكبها جيش الاحتلال في غزة
الصورة

سياسة

استشهد وأصيب العشرات في غارة إسرائيلية على حشد كانوا ينتظرون تسلّم مساعدات إنسانية في شارع الرشيد بمدينة غزة صباح اليوم الخميس.
الصورة
النظام السوري يستهدف عائلتين أثناء قطاف الزيتون في إدلب-عدنان الإمام

مجتمع

ارتفعت حصيلة قتلى القصف الذي استهدف عائلتين أثناء قطفهما الزيتون ظهر اليوم السبت في قرية قوقفين بمنطقة جبل الزاوية جنوب محافظة إدلب السورية، إلى عشرة قتلى، إضافة لامرأة مصابة بحالة حرجة، في وقت يعيش من بقي من أفراد العائلة في حالة من الصدمة.
الصورة
بعض من الدمار من جراء قصف الكنيسة (علي جاد الله/ الأناضول)

مجتمع

ظن أولئك الذين لجأوا إلى مبنى كنيسة القديس برفيريوس في غزة، هرباً من القصف المستمر والكثيف على قطاع غزة، أنهم ربما اختاروا مكاناً آمناً. لكن الاحتلال لا يستثني بيوت الله أيضاً

المساهمون