تفاصيل جديدة عن مجزرة شارع الرشيد في غزة: غدرٌ إسرائيلي

"نيويورك تايمز": إسرائيل كانت تشرف على قافلة المساعدات قبل أن ترتكب مجزرة شارع الرشيد

واشنطن

العربي الجديد

avata
العربي الجديد
توقيع
03 مارس 2024
+ الخط -

كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي كانت تعلم بخط تحرك قافلة المساعدات التي دخلت شمال غزة فجر يوم الخميس الماضي، والتي انتهت بمجزرة مروعة ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي حين استهدف جموع المدنيين المتجمّعين حول القافلة في شارع الرشيد بمدينة غزة، ما أدى لاستشهاد 118 فلسطينياً على الأقل، وإصابة أكثر من 760 آخرين بجراح.

وبحسب الصحيفة الأميركية، كانت هذه القافلة واحدة من أربع قوافل جرى تجهيزها من قبل "رجال أعمال فلسطينيين" بمعرفة المسؤولين الإسرائيليين الذين "وعدوا بتوفير الأمن" لهذه القوافل، وفقاً لمسؤولين إسرائيليين ورجال أعمال فلسطينيين ودبلوماسيين غربيين.

وذكرت الصحيفة أن الاحتلال الإسرائيلي "أشرف على إرسال أربع قوافل مساعدات على الأقل إلى شمال غزة خلال الأسبوع الماضي". وقال اثنان من رجال الأعمال إن "المسؤولين الإسرائيليين تواصلوا مع العديد من رجال الأعمال في غزة، وطلبوا منهم المساعدة في تنظيم قوافل مساعدات خاصة إلى الشمال، بينما ستوفر إسرائيل الأمن".

وقال رجل أعمال من غزة، لـ"نيويورك تايمز"، إنه ساعد في تنسيق الشاحنات في قافلة يوم الخميس، موضحاً أن ضابطاً عسكرياً إسرائيلياً طلب منه قبل نحو 10 أيام تنظيم شاحنات مساعدات إلى شمال غزة تحتوي على أكبر قدر ممكن من الطعام والماء.

وأضاف رجل الأعمال أن القافلة، التي انتهت بكارثة، غادرت معبر كرم أبو سالم إلى القطاع متوجهة إلى مناطق شمال غزة، التي لم تصل إليها مساعدات منذ أسابيع، وتابع أنه "في محاولة لضمان سلامة القافلة، دخلت الشاحنات إلى شمال غزة في ظلام دامس حوالي الساعة 4:45 فجراً".

وكان متحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي زعم الخميس الماضي للقناة الرابعة في التلفزيون البريطاني، بحسب "نيويورك تايمز"، أن هذه القافلة بالتحديد "كانت جزءاً من العمليات الإنسانية التي استمرت عدة أيام في شمال غزة، والتي تشرف عليها القوات الإسرائيلية"، وفق زعمه، مضيفاً: "على مدى الأيام الأربعة الماضية، مرت قوافل مثل التي أرسلناها هذا الصباح- 38 شاحنة محملة هذا الصباح- إلى شمال غزة لتوزيع الإمدادات الغذائية التي هي تبرعات دولية، ولكن على مركبات خاصة".

الاحتلال حاول إنكار مسؤوليته

وحاول الاحتلال الإسرائيلي التنصل من ارتكابه للمجزرة عبر تقديم روايات لإلقاء اللوم على الفلسطينيين أنفسهم والادعاء أن التدافع والدهس كانا سبب استشهاد هذا العدد الكبير من المدنيين الفلسطينيين.

ولكن المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان استعرض أدلة على تورط جيش الاحتلال في المجزرة، التي باتت معروفة بـ"مجزرة الطحين"، مؤكداً أنّ العشرات من الضحايا تبين أنهم مصابون بأعيرة نارية وليس نتيجة الدهس أو التدافع، كما ادعى الناطق باسم جيش الاحتلال.

وأبرز "الأورومتوسطي" أربعة دلائل تؤكد تورط جيش الاحتلال في جريمة قتل وإصابة المدنيين الجياع:

  1. علامات الإصابات على أجساد الشهداء والمصابين، وهو أمر توثّق منه باحث "الأورومتوسطي" بمعاينة الضحايا لحظة وصولهم إلى مستشفى الشفاء، إلى جانب امتزاج دماء جروحهم بأكياس الطحين وصناديق المساعدات.
  2. مقاطع الفيديو التي نشرها شهود العيان للجريمة وصوت الرصاص الواضح ومصدره من جهة الدبابات الإسرائيلية المتمركزة باتجاه البحر.
  3. التثبت من بصمة صوت الرصاص الواضح أنها من سلاح آلي برصاص من عيار "5.56" الذي يستخدمه جيش الاحتلال، ويمكن سماعه في المقاطع المنشورة وقت إطلاق النار بوضوح.
  4. الفيديو من الجو الذي نشره جيش الاحتلال الإسرائيلي مجتزأ وتم إجراء تحريف فيه، ومع ذلك يوضح وجود دبابتين على الأقل بالدقيقة (01:06)، ويظهر وجود عدة جثث بمسار الدبابات وليس بمسار الشاحنات. ونبّه البيان إلى أن الدقيقة (1:06-1:28) من الفيديو تظهر هروب معظم الأشخاص الموجودين باتجاه عكسي من شاحنات المساعدات، بما في ذلك الأشخاص الذين كانوا بالأصل بعيدين عن الشاحنات، وهو ما يعني أن مصدر الخطر ليس من الشاحنات ذاتها أو من التدافع حولها، بل يتضح أنه من "مصدر آخر خارجي".

ذات صلة

الصورة
مظاهرة في برلين بعد منع مؤتمر فلسطين 13 إبريل 2024

سياسة

خرجت مظاهرة، ظهر السبت، في برلين احتجاجاً على قيام الشرطة الألمانيّة بمنع انعقاد مؤتمر فلسطين، أمس الجمعة، إضافة لمنع الطبيب الفلسطيني غسان أبو ستة
الصورة
اختاروا النزوح من مخيم النصيرات جراء القصف (فرانس برس)

مجتمع

الاستهداف الإسرائيلي الأخير لمخيم النصيرات جعل أهله والمهجرين إليه يخشون تدميره واحتلاله إمعاناً في تقسيم قطاع غزة إلى قسمين، في وقت لم يبق لهم مكان يذهبون إليه
الصورة
مسيرة المسجد الحسيني

سياسة

شارك اردنيون في مسيرة شعبية حاشدة في وسط العاصمة الأردنية عمان تحت عنوان: "عيدنا بانتصار المقاومة"، مطالبين بوقف العدوان المتواصل على قطاع غزة
الصورة
الصحافي بيتر ماس (Getty)

منوعات

كتب الصحافي المخضرم بيتر ماس، في "واشنطن بوست"، عن "شعوره كمراسل جرائم حرب وابن عائلة مولت دولة ترتكب جرائم حرب"، في إشارة إلى الإبادة الجماعية في غزة.

المساهمون