سنة كاملة على منع طالبان الأفغانيات من التعليم الجامعي

سنة كاملة على منع طالبان الأفغانيات من التعليم الجامعي

31 ديسمبر 2023
منعت طالبان الأفغانيات من استكمال التعليم الجامعي (أحمد ساهل أرمان/ فرانس برس)
+ الخط -

في 20 ديسمبر/ كانون الأول 2022 أصدرت حكومة حركة طالبان قراراً بإغلاق الجامعات الحكومية والخاصة في وجه الفتيات الأفغانيات وقالت إنها ستضع آلية شاملة لتعليم النساء وفق الشريعة الإسلامية وأعراف البلاد.

اعتقد كثيرون حينها أن طالبان تراجع القضية فعلياً، وأنها ستفتح قريباً أبواب الجامعات في أفغانستان لاستقبال الفتيات، خصوصاً بعدما سمحت بمواصلة التعليم في المدارس بعد الصف السادس، لكن هذه التوقعات لم تتحقق، ولا تزال طالبان تصر على رفض فتح الجامعات أمام الفتيات.

تقول الناشطة الأفغانية زرلشت عابدي لـ"العربي الجديد": "يبدو جلياً أن طالبان لا تؤمن بضرورة التعليم الجامعي ولا حتى المدرسي للفتيات، لذا تلتزم الحكومة الصمت في شأن المسألة، وتؤجلها بلا مبرر. قالت طالبان في البداية إنها تعمل لوضع آلية تناسب الوضع السائد وتتوافق مع الشريعة الإسلامية والأعراف الأفغانية، لكن بعد فترة توقف جميع مسؤوليها عن الحديث حول أي آلية لفتح المدارس والجامعات أمام البنات، ما يشير إلى أن القرار بات دائماً".
تضيف عابدي: "أسلوب تعامل طالبان مع النساء عموماً والطالبات خصوصاً يلحق الظلم بكل الشعب الأفغاني، فالنساء نصف المجتمع، والعقدان الأخيران شهدا نقلة نوعية على صعيد تعليم النساء، ليتحول قرار طالبان بمنع الفتيات من التعليم المدرسي فوق الصف السادس، ومن التعليم الجامعي بالكامل إلى كارثة تربوية ومجتمعية، ويذهب كل التطور الذي شهده قطاع التعليم أدراج الرياح".
وتؤكد الناشطة الأفغانية أن "طالبان تتغاضى عن الحقائق، ومنها أن معظم أطياف الشعب مستاءة من سياساتها إزاء النساء، في حين أن هناك حاجة ملحة لتعليمهن، فبعض القطاعات لا يمكن فيها الاستغناء عن عمل المرأة. على سبيل المثال، تواجه أفغانستان حالياً شحاً كبيراً في الكادر النسائي الطبي، خاصة في المناطق النائية، ولا وجود لطبيبات في المستشفيات، وقد أكدت إدارات عدة في حكومة طالبان أنها تواجه شحاً في الكوادر المتخصصة، وأن الأزمة كبيرة في الكادر الطبي النسائي، والكوادر النسائية في قطاعات أخرى".

الصورة
الطالبات الأفغانيات في وضع يائس (أحمد ساهل أرمان/ فرانس برس)
الطالبات الأفغانيات في وضع يائس (أحمد ساهل أرمان/ فرانس برس)

وفي شأن التبعات النفسية لمنع الفتيات من التعليم الجامعي، تقول الطالبة في جامعة كابول، حديثة جبار، لـ"العربي الجديد": "قبل أن تغلق طالبان أبواب الجامعات كنت أستعد للتخرج من كلية الحقوق. اعتقدت في البداية أن القرار مؤقت، وهذا ما كرره مسؤولون في حكومة طالبان. الآن، وبعد مضي سنة كاملة، لا توجد أية بوادر لاحتمال فتح أبواب الجامعات لنستكمل الدراسة، وقد يئسنا تماماً، وبلغنا حالة سيئة من المعاناة النفسية. نرى صور تخرّج الطلاب من كليات مختلفة على منصات التواصل الاجتماعي، بينما لا يُسمح لنا بمواصلة الدراسة. تحولت إلى أستخدم أدوية وعقاقير للتمكن من النوم، وأواجه مشاكل كثيرة داخل أسرتي".
تضيف جبار: "ضاعت أهداف حياتي بعد استكمال الدراسة، وأشعر أنه لا مستقبل لي بعدما أغلقت طالبان أبواب الجامعات في وجه الفتيات، كما زادت ضغوط أسرتي كي أتزوج، وهو ما لا أريده قبل إكمال الدراسة، لكني أواجه ضغوطاً كبيرة من والدي ووالدتي، ويأتي أقارب كُثر ليخطبوني، لكنني لا أزال أصرّ على أنني سأكمل التعليم قبل أن أتزوج، بينما أسرتي تؤكد أن الدراسة غير ممكنة، وأنه لا يوجد مبرر للانتظار".
وتقول الطالبة مومنة محب لـ"العربي الجديد": "كنت أدرس في كلية الآداب بجامعة جلال آباد، وحلمي بعد الحصول على البكالوريوس أن أكمل للحصول على درجة الماجستير، لكن طالبان منعتنا من الدراسة في الجامعات، والآن نواجه حيرة عجيبة، فلا نعرف إذا كان سيسمح لنا باستكمال الدراسة في مستقبلاً، أم أن قرار المنع نهائي. حالياً، أدرس الدين في مدرسة محلية بمدينة جلال آباد كي أنشغل فقط، وأنتظر بفارغ الصبر أن تسمح لنا طالبان بالذهاب إلى الجامعات، فقد تبقت لي سنتان لاستكمال البكالوريوس، وقد أهدرت سنة منذ أن أغلقت طالبان أبواب الجامعات أمام الفتيات".

إعلام وحريات
التحديثات الحية

وقالت الناشطة نجمة نور الدين، في حديث سابق مع "العربي الجديد": "ليس الحديث عن تعليم البنات والسماح لهن بالذهاب إلى الجامعات والمدارس أزمة البنات وحدهن، بل هو أزمة لحركة طالبان أيضاً، والتي انقسمت فعلياً إلى مجموعة ترغب في السماح بذهاب البنات إلى المدارس والجامعات، ومجموعة أخرى ترفض تعليم البنات، وتصرّ على أن تبقى أبواب الجامعات مغلقة في وجهوهن، والرافضون عدد قليل من القادة، لكنهم يتمتعون بنفوذ كبير، وعلى رأسهم زعيم الحركة الملا هيبة الله أخوند زاده".

المساهمون