دراسة أميركية: النوم باعتدال يساعد في الحفاظ على صحة الدماغ

دراسة أميركية: النوم باعتدال يساعد في الحفاظ على صحة الدماغ

26 أكتوبر 2021
عدم توازن ساعات النوم يرتبط بمشاكل التدهور الإدراكي (Getty)
+ الخط -

ربطت دراسة جديدة، قادها خبراء في كلية الطب بجامعة واشنطن في سانت لويس، بين عدم توازن ساعات النوم ومشكلة التدهور الإدراكي. وبحسب الدراسة، فإن البالغين الذين ينامون لفترات قصيرة أو طويلة، يعانون من تدهور في قدرتهم الإداركية، مقارنة بالأشخاص الذين ينامون باعتدال.

وتبيّن أن حالات التدهور الإدراكي قد تكون سبباً لمعاناة كبار السن مع مرض ألزهايمر، إذ ثبت أن فصل تأثيرات كل منهما (أي مرض ألزهايمر والتدهور الإدراكي) أمر صعب وشائك.  

 التدهور الإدراكي قد يكون سبباً لمعاناة كبار السن مع مرض ألزهايمز،

ووفق الخبراء، بعد تتبع الوظيفة الإدراكية لدى مجموعة كبيرة من كبار السن على مدى عدة سنوات، وتحليلها مقابل مستويات البروتينات المرتبطة بمرض ألزهايمر وقياسات نشاط الدماغ في أثناء النوم، تبين أن هناك علاقة وثيقة بين النوم ومرض ألزهايمر والوظيفة الإدراكية.

تكمن أهمية هذه الدراسة، في أنها تساعد مستقبلاً في الحفاظ على عقول الناس مع تقدمهم في السن.

وقال المؤلف الأول في الدراسة بريندان لوسي (دكتوراه في الطب)، وهو أستاذ مشارك في علم الأعصاب، ومدير قسم النوم في جامعة واشنطن: "إنّ تحديد كيفية ارتباط النوم بالمراحل المختلفة لمرض ألزهايمر قد يعدّ أمراً صعباً، إلا أن الدراسة أثبتت أن إجمالي وقت النوم له تداعيات على الأداء المعرفي والإدراكي".

لجأ لوسي وزملاؤه إلى متطوعين يشاركون في دراسات مرض ألزهايمر من خلال مراكز أبحاث متعددة، منها مركز Charles F. and Joanne Knight Alzheimer Disease Research Center لأبحاث مرض ألزهايمر، ومقره في الولايات المتحدة الأميركية، وذلك بهدف دراسة فصل الآثار المنفصلة للنوم ومرض ألزهايمر على الإدراك.

استخدم الخبراء فحوصات عديدة، منها سحب عيّنات من الدم من أجل اختبار المتغير الجيني APOE4 لمرض ألزهايمر عالي الخطورة، كذلك قدم المشاركون أيضاً عينات من السائل النخاعي لقياس مستويات بروتينات مرض ألزهايمر، وطلب الباحثون من المتطوعين وضع جهاز تخطيط كهربائي دقيق (EEG) مربوط على جبين المتطوع لمدة أربع إلى ست ليالٍ لقياس نشاط الدماغ في أثناء النوم.

في المجمل، حصل الباحثون على بيانات النوم ومرض ألزهايمر عن 100 مشارك جرت مراقبة وظائفهم الإدراكية لمدة 4 سنوات ونصف. لم يكن لدى معظمهم (88) إعاقات معرفية، وكان 11 منهم يعانون من ضعف خفيف للغاية في الذاكرة، وكان أحدهم يعاني من ضعف إدراكي خفيف. كان متوسط ​​العمر 75 في وقت دراسة النوم.

وجد الباحثون علاقة على شكل حرف U بين النوم والتدهور المعرفي. بشكل عام، انخفضت الدرجات المعرفية للمجموعات التي كانت تنام أقل من 4.5 أو أكثر من 6.5 ساعات في الليلة، بينما ظلت الدرجات ثابتة لمن هم ينامون ساعات أطول. ووجد لوسي، بعد التجارب أن الأشخاص الذين ينامون بمعدل 5.5 إلى 7.5 ساعات من النوم، لم يعانوا من تدهور في جهازهم المعرفي.

علق المؤلف المشارك ديفيد هولتزمان، أستاذ علم الأعصاب على هذه النتائج بالقول: "كان من المثير للاهتمام بشكل خاص أن نرى أنه ليس فقط أولئك الذين لديهم فترات نوم قصيرة، ولكن أيضاً أولئك الذين لديهم فترات نوم طويلة يعانون من تدهور إدراكي أكثر، وهذا ما يشير إلى أن نوعية النوم قد تكون أساسية في قدرات الأشخاص الإدراكية".

على الرغم من أهمية هذه الدراسة، إلا أن المؤلفين، أشاروا إلى أن هناك المزيد من علامات الاستفهام التي تحتاج إلى إجابات واضحة، منها: هل زيادة وقت النوم لمن ينامون لفترة قصيرة، سيكون له تأثير إيجابي على الأداء المعرفي؟

هذا، ويعدّ مرض ألزهايمر السبب الرئيسي للتدهور المعرفي لدى كبار السن، إذ يساهم في حوالى 70 في المئة من حالات الخرف، وقد تكون معدلات النوم القليلة سبباً شائعاً في تسريع تطور المرض.

 

المساهمون