خسائر حريق سوق التوفيقية بوسط القاهرة تقرب من 7 ملايين جنيه
شبّ حريق ضخم، صباح اليوم الجمعة، في سوق التوفيقية الشهير بوسط القاهرة، في مصر، نتيجة انفجار ضخم بكابل كهرباء أثار حالة من الفزع بين المواطنين، خوفاً من أن يكون عملية إرهابية. وأدّت سرعة النيران إلى اشتعال ما يقرب من 20 محلاً، بينما بلغت الخسائر الأولية، وفق تقديرات تجّار في المنطقة، تحدّثوا لوسائل إعلام محلية، ما يقارب 7 ملايين جنيه (حوالي 445 ألف دولار)، من دون وقوع إصابات، وسط حالة من الذهول والبكاء انتابت أصحاب المحلات التجارية.
وأكدت التحقيقات أنّ المحلات بها كميات كبيرة من قطع غيار السيارات، واندلع الحريق بسبب انفجار بكابل كهرباء. ووجّه مدير الحماية في القاهرة، اللواء انتصار منصور، رجال الإطفاء بمحاصرة ألسنة النيران، ومنع خطورة امتدادها إلى باقي المحال التجارية، والحفاظ على أمن وسلامة الأهالي، بعدما غطّت ألسنة الحريق والدخان منطقة وسط القاهرة، فيما يقوم رجال المباحث بجمع التحريات وسؤال شهود العيان للوقوف على ملابسات الحادث.
وأعلن محافظ القاهرة، اللواء خالد عبد العال، تشكيل لجنة هندسية للوقوف على حالة العقارات التي طاولها الحريق تحسباً لتضررها، موضحاً في بيان أنّ الحريق لم يخلّف إصابات في الأرواح.
وتوجه مسؤولو شبكات الغاز والكهرباء والمياه إلى موقع الحادث لاتخاذ التدابير المعتادة.
ووجّه محافظ القاهرة بسرعة إزالة آثار الحريق، عقب انتهاء النيابة العامة والبحث الجنائي من معاينة المكان لبيان أسباب الحريق.
وأكّد مصدر أمني أنّ إشغالات الطريق أعاقت دخول سيارات الإطفاء لإخماد حريق التوفيقية، مؤكداً أنه تمت الاستعانة بلودر لرفع الإشغالات أثناء دخول سيارات الإطفاء إلى مكان الحريق، وسلّم هيدروليكي لاستكمال أعمال التبريد. وأوضح أنّ عدم توافر شروط الحماية المدنية تسبّب في خسائر مالية ضخمة لأصحاب المحلات، مشيراً إلى أنّ معظم المحلات التجارية الموجودة بوسط القاهرة، من بينها "سوق التوفيقية"، تعتمد فى إنارة المحلات الخاصة بهم على سرقة التيار، ما أدى إلى وجود ضغط على الكابلات الكهربائية، التي هي في الأصل متهالكة. وطالب المصدر الأمني بضرورة إحلال وتجديد شبكات الكهرباء الموجودة بوسط القاهرة، خاصة أنّ اشتعال الحرائق في المنطقة مدمّر، ولا يخلو عام من أربع إلى خمس حرائق بتلك المنطقة. وأضاف المصدر أنّ العناية الإلهية أنقذت المنطقة من خسائر في الأرواح.
وكانت منطقة وسط القاهرة قد شهدت، على مدار السنوات الخمس الماضية، عدداً من الحرائق المتتالية، وكان آخرها العام الماضي بالقرب من المنطقة؛ حيث شبّ الحريق اليوم، في ممرّ يصل شارعي التوفيقية برمسيس بالقرب من دار القضاء العالي، واندلعت أضخم تلك الحرائق في عامي 2016 و2018 في منطقتي العتبة والموسكي.
وشارع "سوق التوفيقية"، يحمل اسم الخديوي توفيق، الذي أنشأه منذ أكثر من 120 عاماً. وتبلغ مساحة السوق أكثر من 4 آلاف كم، ويتميّز بوجود أندر أصناف الفاكهة والخضراوات، سواء المزروع منها في مصر أو المستورد من الخارج. ولا يقتصر دور السوق على عملية البيع فقط، بل يقوم الكثير من تجّاره بتصدير الفاكهة المصرية النادرة إلى عدد من الدول العربية والأوروبية، خاصة الأصناف المتميزة من "المانجو" التي تزيد على 45 صنفاً، وكذلك البرتقال واليوسفي، كما يتميز سوق التوفيقية بأنه سوق مفتوح، يعمل طيلة 24 ساعة يومياً ولا يغلق أبوابه طوال العام. كما أنه من أشهر الأسواق في بيع مستلزمات السيارات من المستعمل والحديث والإكسسوارات والكماليات، كما يعتبر منفذاً هاماً لكافة أنواع قطع الغيار القادمة من معظم دول العالم، ولم يكتف أصحاب المحلات بعرض منتجاتهم داخل المحلات، بل افترشوا الطرق الرئيسية والجانبية والأرصفة لجذب الزبائن.
