حلقة الغذاء والنوم تحدد مستقبل من يستيقظون مبكراً

حلقة الغذاء والنوم تحدد مستقبل من يستيقظون مبكراً

08 مايو 2023
يؤثر الغذاء في نوعية النوم ليلاً (نواه سيلام/ فرانس برس)
+ الخط -

اعتادت الأمهات على إخبار الأبناء بأن المستقبل الأفضل هو لأولئك الذين يستيقظون مبكراً، وأثبت العلم صواب هذه المقولة، لكن ربما ليس بالطريقة التي تعتقدها الأمهات، إذ تبين أن النظام الغذائي عامل غير معترف به في تحديد نوعية النوم. عموماً يستطيع الناس تحديد محفزات الطعام أو المشروبات التي تساهم في النوم السيئ، مثل شرب القهوة في وقت متأخر من اليوم، أو تناول وجبة كبيرة قبل وقت قريب من النوم، أما الأقل وضوحاً فهو كيف تؤثر الخيارات الصحية التي تتخذ طوال اليوم إيجاباً في جودة النوم.
ينقل موقع "بغ ثينك" عن دراسة أميركية أجريت لمدة 7 سنوات، أن تناول مزيد من الألياف مقابل دهون مشبّعة وسكر أقل خلال النهار يؤدي إلى نوم أعمق وأقل اضطراباً في الليل. كما أشارت الدراسة إلى أنه "قد يكون من المفيد خصوصاً تناول نظام غذائي غني بالفواكه والخضروات والبقوليات والمكسرات والحبوب الكاملة وزيت الزيتون، مع تقليل اللحوم الحمراء ومنتجات الألبان كاملة الدسم". 

وأظهرت الدراسة أن الأشخاص الذين اتبعوا هذا النظام الغذائي تضاعفت قدرتهم على النوم الجيد ليلاً 1.4 مرة، في حين كان 35 في المائة منهم أقل عرضة للإصابة بأرق. وتوضح الدراسة أن الأطعمة الغنية بالبروتين، مثل المكسرات والبذور والأسماك والدواجن والبيض تحتوي على مادة "تربتوفان"، وهو حمض أميني ينتجه هرمون "ميلاتونين" الذي ينظم النوم في الدماغ، أما أطعمة الطماطم والأناناس والكرز الحامض والموز والتفاح والزيوت النباتية والمكسرات والمنتجات الحيوانية فاحتوت على "الميلاتونين" نفسه. وتستنج الدراسة بالتالي أن تأثيرات النظام الغذائي على النوم قد تكون قوية أو ربما أكثر قوة، من ممارسة تمارين اليقظة من خلال التأمل مثلاً، أو تناول مكملات حبوب "ميلاتونين". وباعتبار أن قلة النوم تؤدي إلى خيارات غذائية سيئة، ما يجعلهما يشكلان معاً حلقة تساهم في تخفيض جودة النوم، يمكن قطع هذه الحلقة وعكس مسارها في حال اتخاذ خيارات طعام أفضل. 
وإذا كان أشخاص كثيرون يرفضون العيش على طريقة الطيور المبكرة، ويشعرون بأنهم بأفضل حالاتهم في وقت متأخر من اليوم، فهم يميلون إلى تناول كميات أقل من البروتين النباتي والفواكه والخضروات، لكن هذا التفضيل المسائي يرتبط أيضاً بمعدلات أعلى من المرض والوفاة المبكرة. وهكذا يظل المستقبل في أيدي من يستيقظون مبكراً.
(كمال حنا)

المساهمون