"تحدي الكارني".. مبادرة مغربية لسداد ديون الفقراء في رمضان

"تحدي الكارني".. مبادرة مغربية لسداد ديون الفقراء في رمضان

19 مارس 2024
مساعدة الفقراء على سداد ديونهم وتجاوز تداعيات موجة الغلاء (جلال مرشدي/الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- شبان مغاربة يطلقون "تحدي الكارني" للعام الثالث لمساعدة الفقراء في سداد ديونهم خلال رمضان، مستهدفين التخفيف من تداعيات موجة الغلاء.
- المبادرة تشجع المشاركين على تسديد ديون الفقراء لدى البقالين وتحفيز الآخرين عبر التواصل الاجتماعي للانضمام والمساهمة في الحملة.
- حمزة الترباوي، منسق الحملة، يؤكد على استمرارية النجاح والتأثير الإيجابي للمبادرة، مشيرًا إلى أهمية الحفاظ على التقاليد المغربية الأصيلة في الكرم والستر.

أطلق شبان مغاربة، للعام الثالث على التوالي، مبادرة تضامنية على مواقع التواصل الاجتماعي تحمل اسم "تحدي الكارني"، بهدف مساعدة الفقراء على سداد ديونهم، وتجاوز تداعيات موجة الغلاء التي تضرب البلاد.

ويهدف "تحدي الكارني" (دفتر يدوّن فيه البقال ديون الزبائن)، أداء ديوان الفقراء لدى محلات البقالة خلال شهر رمضان الجاري من أجل التنفيس عن كربتهم وتعزيز قيم التضامن الاجتماعي.

ودعا منسقو الحملة، المغاربة إلى الانخراط في هذا التحدي، خلال هذا الشهر المبارك، ليفرّج كل من جهته وحسب استطاعته، كربة فقير ودفع الدين عنه لدى "مول الحانوت" (البقال).

وتقوم المبادرة على تشجيع المشاركين بعضهم بعضاً على الدخول في التحدي وتسديد دين أسرة أو جزء منه، ورفع التحدي أمام عشرة أصدقاء آخرين يختارهم المتبرع السابق عبر منشور على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، بحيث تضمن المبادرة تحفيز أشخاص آخرين على المشاركة في تسديد أكبر قدر من ديون المحتاجين.

وبحسب الواقفين وراء المبادرة، يجب على كل من رغب في المشاركة في الحملة، وفق شروط التحدي، أن يتجه إلى محل بقالة قريب، ويسأل عن "كارني" غير مدفوع دينه من صاحبه، ودفع جزء من ذلك الدين أو كله، حسب القدرة المادية لكل شخص، ومشاركة الحملة مع كل من له القدرة على تحمّل عبء دين لفائدة فقير.

وقال منسّق الحملة، حمزة الترباوي، لـ"العربي الجديد": إنّ "النسخة الثالثة كانت عودة طبيعية بعد نجاح النسخة الثانية، نجاح لم يكن عادياً وكنّا سعداء جداً برؤية الكرم المغربي الكبير يتجلى في المشاركات العفوية الكثيفة، سواء من خلال دفع الديون عن المحتاجين أو الدعوة إلى ذلك".

ولفت إلى أن نسخة هذا العام استكمال لنسخة العام الماضي، وبالقواعد نفسها، ما على المشارك سوى التوجه إلى أقرب محل يثق به، ويسأل عن الديون القديمة المتراكمة ودفعها مكان الشخص المحتاج.

وأوضح أن المبادرة تواصل الحفاظ على التقاليد المغربية الأصيلة، التي تجمع بين الكرم والستر. بحيث يساهم الإنسان بما يستطيع، من دون أن يرى الشخص الآخر المستفيد، ما يحفظ كرامته. وتابع قائلاً:  "الشخص المساهم له أن يتخيل فرحة إنسان قد خفّف عنه ثقل دين قد شغله طوال الشهور الماضية، وحتى إن بعض القروض تستمر سنوات من دون أن تُدفع".

ودعا الترباوي كل شخص إلى المساهمة في بلد الخير في شهر الخير لفعل الخير الذي يُخفّف عن الناس الذين يعيشون ظروفاً صعبة ولا يملكون التوجه إلى الناس لطلب المساعدة.

ويعرف المغرب خلال شهر رمضان مبادرات متنوعة لفعاليات مدنية وشعبية لمساعدة المحتاجين في هذا الشهر، سواء من خلال تنظيم موائد إفطار الصائمين أو توزيع المواد الغذائية على الفقراء بهدف تعزيز التكافل والتضامن بين كلّ أفراد المجتمع.

المساهمون