انطلاق مؤتمر المناخ "كوب 26" في غلاسكو

انطلاق مؤتمر المناخ "كوب 26" في غلاسكو: لتحديد مصير كوكب الأرض

31 أكتوبر 2021
الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الذي يمتد حتى 12 نوفمبر المقبل (دانيال ليال-أوليفاس/ فرانس برس)
+ الخط -

افتُتحت رسمياً الدورة السادسة والعشرون لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ (كوب 26) في غلاسكو باسكتلندا، اليوم الأحد، وذلك قبل يوم من اجتماع قادة العالم لوضع رؤيتهم بهدف مواجهة الاحتباس الحراري الذي يهدّد كوكب الأرض. والمؤتمر الذي يمتدّ حتى الثاني عشر من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل يُعَدّ حاسماً لتحديد مصير كوكب الأرض، هلماً أنّ التركيز في هذا اليوم الافتتاحي هو على القضايا الإجرائية.

وقد أعلن وزير الدولة البريطاني للشؤون التجارية والطاقة والاستراتيجية الصناعية ألوك شارما الذي يترأس "كوب 26"، في خلال جلسة الافتتاح، أنّ هذا المؤتمر هو "الأمل الأخير والأفضل" لحصر الاحترار بـ1.5 درجة مئوية، وهو الهدف الأكثر طموحاً في اتفاق باريس للمناخ. أضاف شارما أنّ "ظاهرة تغير المناخ تواصلت" في خلال أزمة كورونا التي تسبّبت في إرجاء الاجتماع لمدّة عام، مؤكداً "نحن نعلم أنّ كوكبنا يتغيّر نحو الأسوأ".

وقال شارما إنّ تأثيرات تغيّر المناخ بدأت بالظهور في كلّ أنحاء العالم على شكل "فيضانات وأعاصير وحرائق غابات ودرجات حرارة قياسية". وأوضح أنّه "إذا عملنا الآن وعملنا معاً، فسوف يكون في إمكاننا حماية كوكبنا الثمين". يُذكر أنّ خبراء يؤكدون أنّ القيام بخطوات ملموسة في السنوات العشر المقبلة سوف يكون الحلّ الوحيد للمساعدة في الحدّ من الآثار المدمّرة.

ويأخذ مؤتمر الأطراف "كوب 26" هدفه من اتفاق باريس للمناخ التاريخي الذي أُبرم في عام 2015 والذي شهد موافقة الدول على وضع حدّ للاحتباس الحراري عند "أقلّ بكثير" من درجتَين مئويتَين مقارنة بمستويات ما قبل العصر الصناعي، و1.5 درجة مئوية إذا أمكن. ومن جهتها، قالت الأمينة التنفيذية لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ باتريسيا إسبينوزا في خلال افتتاح "كوب 26" إنّه يتوجّب على الدول تغيير طريقة عملها أو قبول فكرة أن "نستثمر في انقراضنا".

ويشهد المؤتمر محاولة مفاوضين من نحو 200 دولة لحلّ القضايا التي تُركت معلّقة منذ اتفاق باريس للمناخ، وإيجاد طرق لتكثيف جهودهم بهدف منع درجات الحرارة العالمية من الارتفاع أكثر من 1.5 درجة مئوية خلال هذا القرن، فالعلماء يرون أنّ فرص تحقيق هذا الهدف، الذي اتُّفق عليه في العاصمة الفرنسية قبل ستّ سنوات، تتلاشى ببطء.

وكانت درجات الحرارة في العالم قد ارتفعت بالفعل أكثر من 1.1 درجة مئوية، فيما تشير التوقعات الحالية إلى أنّها ستصل إلى 2.7 درجة مئوية بحلول عام 2100.

وفي هذا السياق، يحذّر خبراء من أنّ كمية الطاقة المنبعثة من الاحتباس الحراري من شأنها أن تذيب كثيراً من جليد الكوكب، وأن ترفع مستويات البحار، وأن تزيد بشكل كبير من احتماليّة ارتفاع حرارة الطقس.

تجدر الإشارة إلى أنّ ثمّة 12 قضية على جدول أعمال المعنيّين منذ عقود، وتتضمّن كيفية تقديم الدول الغنية المساعدة إلى تلك الفقيرة بهدف معالجة الانبعاثات والتكيّف مع عالم أكثر حرارة.

وقد أثار بطء العمل غضب مدافعين كثيرين عن البيئة، ومن المتوقّع أن ينظّم هؤلاء تحرّكات احتجاجية خلال انعقاد "كوب 26"، مع العلم أنّ احتجاجات سُجّلت في اليومَين الماضيَين في غلاكسو.

وغداً الإثنين، سوف يبدأ القادة بإلقاء خطبهم لمدّة يومَين قد تشمل بعض التعهّدات الجديدة بخفض الانبعاثات، قبل أن يبدأ المفاوضون الفنيّون مناقشات صعبة حول قواعد اتّفاق باريس للمناخ.

(أسوشييتد برس، فرانس برس، رويترز)

المساهمون