الوباء يفاقم التمييز على أساس العمر بحسب الأمم المتحدة

الوباء يفاقم التمييز على أساس العمر بحسب الأمم المتحدة

18 مارس 2021
قد يُصبح العمّال الأكبر سناً هدفاً لتدابير خفض عدد أفراد القوى العاملة (Getty)
+ الخط -

أكّدت الأمم المتحدة، اليوم الخميس، أنّ كوفيد-19 فاقم التمييز والأفكار النمطية والمسبقة في العالم بناء على الأعمار. وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إنّه كان هناك تأثير مدمّر لفيروس كورونا على الأشخاص الأكبر سناً، بينما سيكون التضامن بين الأجيال أساسياً من أجل التعافي العالمي.

وحذّرت أربع وكالات تابعة للأمم المتحدة، في تقرير مشترك، من أنّ التمييز بناءً على السن واسع الانتشار، وشدّدت على أنّ المشكلة لا تؤثّر على كبار السن فحسب.

وفي أماكن العمل على وجه الخصوص، يواجه الأشخاص الأصغر والأكبر سناً عوائق على حد سواء، على أساس أعمارهم، بحسب التقرير، الذي أضاف أنّ المشكلة ذاتها موجودة في مجالي الرعاية الصحية والاجتماعية والإعلام وأجهزة القضاء، وأنّ تداعياتها واسعة النطاق.

وقال غوتيريس، في التقرير، إنّ "التمييز على أساس العمر واسع الانتشار في المؤسسات والقوانين والسياسات في أنحاء العالم، ويضرّ بصحة الفرد وكرامته وبالاقتصادات والمجتمعات بشكل واسع". وأضاف: "كما يحرم الناس من حقوق الإنسان ومن قدرتهم على بلوغ كامل إمكانياتهم".

وأفاد التقرير المكوّن من 203 صفحات، والصادر عن منظمة الصحة العالمية ومكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وإدارة الأمم المتحدة للشؤون الاقتصادية والاجتماعية، وصندوق الأمم المتحدة للسكّان، بأنّ التمييز على أساس العمر قد يتجسّد عبر مواقف قائمة على الأفكار النمطية والمسبقة، والتمييز بشكل كامل. وذكر التقرير أنه يمكن الشعور بالأمر على مستوى مؤسّساتي أو على مستوى العلاقات الشخصية، أو تجاه الذات.

أفكار نمطية 

وتفاقمت المسألة التي كانت تمثّل مشكلة قبل كوفيد-19 جرّاء الوباء، بحسب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، والمفوضة السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة ميشيل باشليه، ووكيل الأمين العام للشؤون الاقتصادية والاجتماعية ليو زنمين، والمديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكّان نتاليا كانيم.

وقالوا إنّه "لطالما كانت النظرة للأشخاص الأكبر سناً على أنهم جميعاً ضعفاء بالدرجة نفسها، بينما صُوّر الأشخاص الأكثر شباباً كأنهم لا يمكن قهرهم أو أنهم متهوّرون وعديمو المسؤولية".

وتابع المسؤولون الدوليون: "في وقت تسعى الدول للتعافي من الوباء، سيواصل الناس من كافة الأعمار مواجهة أشكال مختلفة من التمييز على أساس العمر. حتى أنّ فرص العمّال الأكثر شباباً في الحصول على وظائف قد تتقلّص. وقد يُصبح العمّال الأكبر سناً هدفاً لتدابير خفض عدد أفراد القوى العاملة".

وأكّدوا أنه "سيكون علينا التعامل مع التمييز على أساس العمر خلال هذه الأزمة وبعدها إن كنا سنؤمّن صحة ورفاهية وكرامة الناس في كل مكان". وأشاروا إلى أنّ التمييز على أساس العمر شائع، نظراً إلى أنه يمرّ من دون الالتفات إليه أو مواجهته، ويكلّف المجتمع مليارات الدولارات.

وذكر التقرير أنّه ثبت أنّ استراتيجيات خفض التمييز على أساس السنّ تنجح في ثلاثة مجالات: السياسات والقوانين والأنشطة التعليمية والتواصل عبر الأجيال. وشدّد التقرير على الحاجة إلى اتّخاذ سلسلة إجراءات للتعامل مع التمييز على أساس العمر، تشمل بناء "حركة لتغيير السردية المرتبطة بالعمر والتقدّم في السن".

(فرانس برس)

المساهمون