الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر: "جائحة جوع" تهدد العالم

الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر: "جائحة جوع" تهدد العالم

11 مارس 2021
النساء والأطفال هم الأكثر تضرراً وعرضة لسوء التغذية (عيسى أحمد/فرانس برس)
+ الخط -

دقّ مسؤولون في الأمم المتحدة، ناقوس الخطر حول أزمة الجوع التي يواجهها مئات الملايين حول العالم، كما حذّروا من تبعات المجاعة التي تحوم في عشرات الدول.

وحذّر كلّ من الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، كما المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، ديفيد بيزلي، من تدهور الأوضاع وزيادة انعدام الأمن الغذائي. وحذّر بيزلي مما أسماه بـ "جائحة جوع" تهدد العالم إلى جانب جائحة كورونا.

وجاءت تصريحات المسؤولين الأمميين، خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي في نيويورك، لنقاش العلاقة بين الجوع والصراعات حول العالم.

 وقال غوتيريس: "رسالتي اليوم بسيطة: إن لم تغذّوا الناس ستغذّون النزاع". وأشار غوتيريس إلى أنّ النزاع هو المحرّك الأساسي لانتشار الجوع والمجاعة حول العالم، وهما من صنع الإنسان وليس لنقص الغذاء أسباب أخرى. وتحدّث عن تعمّده استخدام مصطلح "من صنع الإنسان"، لأنّ ذلك يصف الواقع.

وأضاف: "وصل عدد الذين يعانون من الجوع الحاد نهاية عام 2020 إلى 88 مليون شخص حول العالم بسبب النزاعات، وهي زيادة بنسبة 20% عن العام الماضي".

وفي هذا السياق، يُذكر أنّ عدد الذين يحتاجون إلى مساعدات غذائية حول العالم يفوق الـ 800 مليون شخص، من بينهم 270 مليونا يواجهون أزمة الجوع بحسب برنامج الأغذية العالمي. ويُقدّر وجود أكثر من 34 مليون شخص، في ثلاثين بلداً حول العالم، على بعد خطوة واحدة من الجوع.  

وحذّر غوتيريس مجلس الأمن، من انتشار أزمات جوع بشكل أكبر بسبب النزاعات حول العالم. ولفت الانتباه إلى تفاقم الأوضاع بسبب جائحة كورونا والصدمات المناخية. وقال: "إن لم تتخذ تدابير فورية سيصل الملايين إلى عتبة الجوع الحاد والوفاة. تشير التوقعات إلى ارتفاعات حدّة الجوع في الساحل والقرن الأفريقي وجنوب السودان واليمن وأفغانستان. هناك أكثر من ثلاثين مليون شخص في أكثر من ثلاثين دولة، على بعد خطوة واحدة من إعلان المجاعة". 

 كما لفت غوتيريس الانتباه، إلى أنّ النساء والأطفال هم الأكثر تضرراً وعرضة لسوء التغذية، خاصةً أثناء الرضاعة والحمل، حيث يُجبرون على مغادرة منازلهم بسبب النزاعات. وقال إنّ الفتيات اللواتي يعانين من الجوع، يتعرّضن بشكل أكبر للاستغلال والزواج القسري والاتجار. وأشار إلى أنّ انعدام الأمن الغذائي يتفاقم أيضاً بسبب منع وصول المساعدات الإنسانية في بعض المناطق. 

وأوضح غوتيريس أنّ المجاعة وصلت بالفعل إلى بعض المناطق في العالم، وقال: "يموت الناس من الجوع في بعض المناطق ويعانون من معدلات خطيرة من سوء التغذية". وأضاف: "تقع أجزاء من اليمن وجنوب السودان وبوركينا فاسو، في قبضة المجاعة أو ظروف شبيهة بالمجاعة. أكثر من 150 ألف شخص معرّضون للتجويع". 

وتابع: "في اليمن، أدّت خمس سنوات من الصراع إلى نزوح 4 ملايين شخص في جميع أنحاء البلاد. يواجه العديد من اليمنيين حكماً بالإعدام بانتشار الجوع الذي يطاردهم. من المتوقع أن يواجه حوالي نصف الأطفال، دون سن الخامسة، حوالي 2.3 مليون يمني، سوء تغذية حاد في عام 2021. ويواجه قرابة 16 مليون يمني انعدام الأمن الغذائي". 

ولفت غوتيريس الانتباه إلى أنّ جنوب السودان يواجه أعلى معدل نقص للأمن الغذائي منذ استقلاله، قبل عشر سنوات. وقال: "إنّ قرابة 60% من سكّان جنوب السودان يواجهون الجوع. وأسعار الأغذية باتت مرتفعة للغاية لدرجة أصبحت فيها، تكلفة صحن من الأرز أو الحبوب، تصل إلى أكثر من 180% من معدل الراتب اليومي. كما فاقم العنف والظروف المناخية والجائحة من انعدام الأمن الغذائي، ودفعت سبعة ملايين شخص إلى انعدام الأمن الغذائي الحاد".  

وتحدّث غوتيريس عن استخدام التجويع كأداة في الحروب. وأشار في هذا السياق، إلى عدد من الدول، من بينها سورية وجنوب السودان، وقال: "النزاع في سورية أخضع الملايين لظروف قاسية وفي بعض الحالات ترقى إلى مستوى التجويع. وتمّ الإعلان، في بعض مناطق جنوب السودان، عن المجاعة في عام 2017 عندما تمّ حرمان الناس بشكل منتظم من الوصول الإنساني. وفي ميانمار هناك أدلة على استخدام التجويع عن طريق تدمير محاصيل ومزارع وبلدات، وحظر التنقل، إذ استخدمت هذه الأساليب ضدّ الروهينغا. واستخدام التجويع ضدّ المدنيين يرقى إلى مستوى جريمة حرب".  

وذكّر غوتيريس مجلس الأمن، باستهداف قافلات الغذاء والمساعدات الإنسانية في عدد من النزاعات حول العالم. وأعلن عن تشكيل فريق عمل رفيع المستوى للوقاية من المجاعة، يقوده مارك لوكوك، وكيل الشؤون الإنسانية، وسيشمل ممثلين عن عدد من برامج الأمم المتحدة، بما فيها برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة. 

المساهمون