النازحون مع إغلاق معبر باب الهوى: "لم نكن تحت رحمة الجوع كما اليوم"

نازحون سوريون بعد شهر على إغلاق معبر باب الهوى أمام المساعدات: "لم نكن تحت رحمة الجوع كما اليوم"

07 اغسطس 2023
27 يوما على إغلاق معبر باب الهوى مع تركيا أمام الحركة الإغاثية (العربي الجديد)
+ الخط -

بعد مرور نحو شهر على توقّف دخول المساعدات الإنسانية من معبر باب الهوى، أبدى سكّان المخيمات في الشمال السوري تخوّفهم مما تحمله الأيام المقبلة مع تردّي الأوضاع المعيشية.

ويرفض النازحون فكرة إدخال المساعدات الإنسانية عبر خطوط التماس، محمّلين الأمم المتحدة المسؤولية، لأن النظام السوري ذاته هو السبب في تهجير الأهالي وإجبارهم على الاعتماد على هذه المساعدات، حيث تتكرر الوقفات الاحتجاجية ضمن المخيمات الرافضة لدخول المساعدات الإنسانية عبر مناطق سيطرة النظام باتجاه الشمال، مطالبين بالإبقاء على معبر باب الهوى.

"سابقا كنت أعمل في مجال الزراعة، لم نكن يوما تحت رحمة الجوع"، قالها محمد العمري، النازح من مدينة معرة النعمان إلى تجمّع مخيمات مشهد روحين بريف إدلب شمال غرب سورية، مضيفا لـ"العربي الجديد": "منزلي كان على أطراف معرة النعمان، وكان لدينا بستان كبير يقتات منه أكثر من 40 شخصاً من عائلتنا، وكنا نزرع جميع أنواع الخضروات ونبيعها في السوق، وكان وضعنا المادي جيدا جدا، ولم نحتج يوماً إلى أحد ولم نطلب المساعدة مطلقاً".

ويضيف "تهجّرنا في الأشهر الأخيرة من عام 2019 من مدينة معرة النعمان إلى ريف محافظة إدلب الشمالي، ثم عدنا إلى مدينة أريحا بريف إدلب الغربي، ومن ثم انتهى بنا المطاف في مخيمات مشهد روحين، بعدما بعنا كل ما نملك حتى نستطيع العيش بدون الحاجة إلى أحد".

ويشير العمري إلى أن "واقع النازحين في مخيم مشهد روحين سيئ للغاية، نحن ستة إخوة، وكل أخ من إخوتي لديه على الأقل 4 أولاد، ولا يوجد فرص عمل مطلقا. أحيانا نعمل يومية (عامل) لكن أجور اليومية لا تتجاوز 50 ليرة تركية، وهذا المبلغ لا يكفي سوى سعر ربطة الخبز".

وأوضح قائلا "في السابق حصلنا على بعض المساعدات من المنظمات الإنسانية، لكن بعد توقف المساعدات أصبح الوضع كارثيا"، مضيفا "المساعدات تدفقت للنظام وقت الزلزال بشكل كبير، على الرغم من أنه مجرم قاتل، وهو السبب في تهجيرنا، ولم نحصل على حقنا الوافي من المساعدات، رغم أن مناطق النظام لا يوجد بها مخيمات نازحين، بينما يتواجد معظمها في مناطق المعارضة".

ولفت العمري إلى أن "المناطق التي استولى عليها نظام الأسد ومليشيات روسيا وإيران في الأعوام الأخيرة، لا سيما أرياف حماة وإدلب وحلب، تعتبر مناطق مهمة جدا للزراعة وفرص العمل، والتي كان غالبية سكان المنطقة يقتاتون زيتونها وتينها وقمحها وعدسها وخبزها وخضرواتها"، مطالبا بإعادة الأهالي إلى أراضيهم حتى يتمكنوا من زراعتها.


الناشط الإعلامي خضر العبيد أوضح لـ"العربي الجديد" أن "ما بقي في مستودعات برنامج الأغذية العالمي ومستودعات المنظمات الإنسانية بالكاد يكفي حتى نهاية شهر أغسطس/آب، وهناك مخيمات تم إعلامها بإيقاف الدعم عنها".

أضاف العبيد "النازحون في المخيمات أكدوا في أكثر من وقفة احتجاجية رفضهم دخول المساعدات الإنسانية عبر خطوط التماس. الوضع سيئ للغاية والسكان فعليا في حالة قلق وتخوف من الحرمان بشكل نهائي من المساعدات الإنسانية".
وكان النظام السوري منح منظمة الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة إذناً باستخدام معبر باب الهوى لإيصال المساعدات الإنسانية إلى شمال غرب سورية لمدة ستة أشهر، شرط أن يكون هذا الأمر بالتنسيق مع حكومة النظام، وذلك بعدما فشل مجلس الأمن الدولي في التجديد للتفويض بسبب الفيتو الروسي. 
لكنّ مصدرا خاصا مطلعا أوضح لـ"العربي الجديد" أن هناك شبه موافقة على شروط النظام لإدخال المساعدات من معبر باب الهوى إلى شمال غرب سورية، وقال مفضلا عدم نشر هويته: "نحن فعليا بانتظار الإعلان الرسمي، لأن هناك بعض الأمور العالقة بشأن الاتفاق". وتابع المصدر "من المعيب أن يكون ملف المساعدات الإنسانية بيد النظام السوري وهو الذي يضع شروطه رغم خروج المعبر عن سيطرته فعليا".

ومضى 27 يوما على إغلاق معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا أمام الحركة الإغاثية وحركة الوفود الأممية، وفق بيان صدر، أمس الأحد، عن "فريق منسقو استجابة سورية".

وأضاف البيان أنه "منذ انتهاء التفويض الأممي 2672 /2023، سجل دخول 81 شاحنة فقط من معبري باب السلامة والراعي وفق الاستثناء المعمول به، كما سينتهي الاستثناء الخاص بمعبر باب السلامة والراعي بعد أسبوع واحد بتاريخ 13 أغسطس/آب، أي ستتوقف حركة الإغاثة والوفود أيضاً إلى الداخل السوري".
ولفت البيان إلى أن وكالات الأمم المتحدة نفذت منذ إغلاق معبر باب الهوى أكثر من 23 مهمة ضمن مناطق ريف حلب الشمالي والشرقي حتى الآن، استهدفت أكثر من 45 موقعا داخل المنطقة، مضيفا أن هناك "انخفاضا ملحوظا في المخزون الخاص لدى المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة، وتحديداً في محافظة إدلب وريفها، نتيجة توقف حركة معبر باب الهوى والضعف الكبير في حركة المعابر الأخرى".

المساهمون