الميلاتونين... هرمون النوم المهم للصحة

الميلاتونين... هرمون النوم المهم للصحة

07 ابريل 2022
يرتبط النوم بالساعة البيولوجية وإفراز هرمون ميلاتونين (Getty)
+ الخط -

تناولت دراسات عدة تأثيرات النوم على الصحة النفسية والجسدية، وربط معظمها النوم بأمراض مثل الخرف وفقدان الذاكرة، وأيضاً بالاضطرابات النفسية، لكن أهمية النوم وتأثيراته قد تكون أبعد من ذلك من خلال هرمون الميلاتونين الذي ينتجه الدماغ استجابة لحلول الظلام وفقدان الضوء، وتؤكد الدراسات أنه يؤثر على الصحة العامة.
يساعد هرمون الميلاتونين في ضبط الساعة البيولوجية الداخلية لجسم الإنسان. ويؤكد المركز الوطني للصحة الأميركية أن الميلاتونين يلعب دوراً مهماً في الجسم بعد النوم، إذ يساعد في تهدئة الأعصاب والراحة ومدّ الجسم بالطاقة اللازمة بحلول الصباح.

يوضح الاختصاصي في الصحة العامة والجراحة الدكتور رباح أبو عقل في حديثه لـ"العربي الجديد" أنّ مادة الميلاتونين تغذي الخلايا الخاصة بالأوعية الدموية، وتساعد في منع التجلطات. ويقول: "يحتوي جسم الإنسان على هذا الهرمون في شكل طبيعي، ثم يبدأ بالانخفاض تدريجاً مع التقدم في العمر، وقد تكون له علاقة حتى بطريقة غير مباشرة في إصابة الأشخاص بأمراض القلب، باعتبار أن تغذية الخلايا الخاصة بالأوعية الدموية بهذا الهرمون تضعف مع التقدم في العمر وعوامل أخرى عدة منها الضغط النفسي والعمل ونقص التغذية والتدخين. وعادة توصف مكملات الميلاتونين لمن يعانون من أرق وكبار السن لحمايتهم من أي أمراض تتعلق بالقلب".
وفي شأن تأثيرات الميلاتونين على الصحة العامة، يربط أبو عقل الأرق بضعف إنتاج الميلاتونين، وتأثير هذا الأمر على صحة الإنسان. ويشير إلى أنّ "الأرق الناتج من ضعف إنتاج الميلاتونين يتسبب في حصول كسل عام في الجسم، ويضعف القدرة على التركيز، ويؤدي إلى فقدان الذاكرة، لذا يمكن القول إن هرمون الميلاتونين لا يرتبط فقط بصحة القلب، فتداعيات انخفاضه ونقصه تشمل نواحي أخرى من الصحة الجسدية والنفسية".

الصورة
توصف مكملات الميلاتونين إلى من يعانون من الأرق وكبار السن (براندون بيل/ Getty)
توصف مكملات الميلاتونين لمن يعانون من الأرق وكبار السن (براندون بيل/ Getty)

وقد أظهرت مجموعة من الأبحاث أنّ الأشخاص المصابين بأمراض في القلب والأوعية الدموية لديهم مستويات أقل من الميلاتونين في دمهم مقارنة بأولئك الأصحاء، وأنه كلما انخفض مستوى الميلاتونين لدى الشخص زادت مخاطر إصابته بأمراض القلب والأوعية الدموية. وتفيد دراسة نشرتها مجلة بيوميد سنترال البريطانية المتخصصة في الصحة بأنّ مستويات الميلاتونين في الليل تكون أعلى من النهار، وهي تقلل عادة أي اضطرابات في ضغط الدم، وتساعد في توازن معدل ضربات القلب، وهو ما يؤكده اختصاصي الصحة العامة والغدد الدكتور عادل طانيوس مرشاق الذي يعتبر أن تأثيرات النوم واضحة على صحة القلب والأوعية الدموية. ويعلّق في حديثه لـ"العربي الجديد" عن تأثيرات النوم على الصحة العامة بالقول: "رغم عدم وجود قاعدة أساسية لإلزام الأفراد بساعات نوم محددة، لكن يستحسن أن يستخدموا سلسلة خطوات قد تساعدهم في الحفاظ على صحة القلب، وبينها الالتزام بموعد محدد للنوم والاستيقاظ بين الساعة العاشرة ليلاً والسادسة صباحاً، واعتماده كروتين دائم لأن النوم  بمواعيد مختلفة يؤثر على إفراز الهرمونات الخاصة بالنوم، ومنها الميلاتونين. أما القاعدة الثانية فتتعلق بمحاولة الفرد النوم 6 ساعات على الأقل، لأنّ النوم أقل من ذلك يتسبب في حدوث تجلطات في الدم، ما ينعكس على صحة القلب".
يفيد تقرير موسع نشرته صحيفة واشنطن بوست الأميركية أخيراً، وعرض لظاهرة ارتفاع الطلب على الأدوية والمكملات الغذائية التي تحتوي على هرمون الميلاتونين، خصوصاً خلال فترة وباء كورونا، بأنّ "استخدام المكملات أو الأدوية التي تساعد في النوم قد لا يكون ذا تأثير واضح على الصحة العامة، لكن ذلك لا يلغي بالكامل تأثيراتها السلبية". ويشرح طبيب الأعصاب وطب النوم في جامعة جونز هوبكنز الأميركية، مارك وو، أنّ "هذه المكملات تساعد فقط في النوم، لكن تأثيرها على الساعة البيولوجية المرتبطة بهرمون الميلاتونين الذي يفرزه الجسم طبيعياً قد يكون ضئيلاً".

ويشرح أستاذ الطب النفسي وعلم النفس والمستشار في مركز مايو كلينيك لطب النوم، بهانو كولا، أنّ "هرمون الميلاتونين الذي تفرزه الغدة الصنوبرية في الدماغ خلال المساء يعمل مثل آلة تصدر إشارات من أجل إخبار الدماغ بأن الليل قد حان".

المساهمون