المغرب: "أساتذة التعاقد" يضربون عن العمل ضد استئناف محاكمتهم

المغرب: "أساتذة التعاقد" يضربون عن العمل ضد استئناف محاكمتهم

26 سبتمبر 2022
مطالبات متجددة بالإدماج في أسلاك الوظيفة العمومية (جلال مرشيدي/الأناضول)
+ الخط -

دخل، اليوم الإثنين، 119 ألف أستاذ ينتمون إلى "التنسيقية الوطنية للأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد" في المغرب، في إضراب وطني عن العمل بكل مؤسسات التعليم العمومي بالمملكة، احتجاجاً على ما سمّوه محاكمات صورية لزملائهم، معلنين تشبتهم بإدماجهم في الوظيفة العمومية.

وقال عضو لجنة الإعلام في "التنسيقية الوطنية للأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد" كريم الزغداني، لـ"العربي الجديد "، إنّ إضراب اليوم يأتي في سياق الاحتجاج "على استئناف محاكمة 45 أستاذا أمام محكمة الاستئناف بالرباط، في شوط آخر من أشواط الحكم الصوري الصادر من المحكمة الابتدائية، وفي محاولة بائسة لتجريم الفعل النضالي ومصادرة الحق في الإضراب والاحتجاج السلمي".

وأعلن الزغداني استمرار التنسيقية في خطواتها النضالية من أجل إسقاط نظام التعاقد والإدماج في الوظيفة العمومية، لافتا إلى أن المجلس الوطني للتنسيقية، المنعقد منذ أمس، سيحدد البرنامج والخطوات النضالية التي سيقدم عليها الأساتذة المتعاقدون خلال الأيام القادمة.

ودخل الأساتذة العاملون بنظام التعاقد في سلسلة إضرابات، منذ نهاية فبراير/شباط الماضي، كرد فعل على الأحكام التي أصدرتها المحكمة الابتدائية في الرباط بحق 45 من زملائهم، إذ دانت 44 منهم بالسجن شهرين موقوفة التنفيذ مع غرامة مالية، وقضت بالسجن النافذ 3 أشهر في حق أستاذة متعاقدة.

وتوبع الأستاذة المتعاقدون بتهم التجمهر غير المسلح بغير رخصة، وخرق حالة الطوارئ الصحية، وإيذاء رجال القوة العمومية في أثناء قيامهم بوظائفهم.

ونظام التعاقد برنامج أطلقته الحكومة المغربية، سنة 2016، لتوظيف أساتذة في المدارس الحكومية بموجب عقود قابلة للتجديد، غير أنه خلف احتجاجات بين الأساتذة الذين وظفوا، ومطالبات بتغييره وإدماجهم في القطاع العام.

ولجأت وزارة التربية الوطنية في عام 2019 إلى التخلي عن النظام نهائيا، وإحداث نظام أساسي يصبح بموجبه هؤلاء الأساتذة أطراً بالأكاديميات، ويتضمَّن مقتضيات تضمن الاستقرار المهني، مثل الحق في الترقية، والتقاعد، والاستفادة من الحركة الانتقالية الجهوية، وغيرها.

غير أن الاحتجاجات استمرت بسبب إصرار الأساتذة على إدماجهم في الوظيفة العامة، وأن تكون مناصبهم المالية تابعة لوزارة التربية، لا الأكاديميات.

وفي الوقت الذي ينتظر فيه أن يتم خلال الساعات القادمة الحسم في النظام الأساسي الجديد لمهن التربية والتكوين، الذي كان خلال الأشهر الماضية محط نقاش بين وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة والنقابات التعليمية، أبدى المتعاقدون رفضهم ما جرى تداوله بخصوص مضامين ذلك النظام.

وبحسب التسريبات التي نشرت خلال الأيام الماضية، فإنه من المقرر أن تُلغى الأنظمة الأساسية الـ12 لموظفي الأكاديميات (أساتذة التعاقد) مباشرة مع صدور النظام الأساسي الجديد، لتُدمج هذه الفئة من الأساتذة في النظام الأساسي الجديد لموظفي وزارة التربية الوطنية لتسري عليهم مقتضياته طيلة مسارهم المهني من التوظيف إلى التقاعد.

وبموجب النظام الأساسي الجديد، سيحصل أساتذة التعاقد على منصب مالي مركزي والتوظيف في مناصب مالية محدثة بموجب قانون المالية ضمن جدول أعداد موظفي الأكاديميات، كما سيتوصلون بأجورهم مباشرة من الخزينة المركزية.

وبالإضافة إلى ذلك، سيشارك أساتذة التعاقد في الحركة الانتقالية الوطنية لموظفي وزارة التربية (من جهة إلى أخرى)؛ وسيرسمون بأثر رجعي ومالي وإداري، أي الترقيات في الرتب والمشاركة في الامتحان المهني للترقية 2022، من السلم 10 إلى السلم 11 بالنسبة للفوج الأول (2 يناير/كانون الثاني 2017)، بالإضافة لمنحهم الحق في المشاركة في المباريات الداخلية بوزارة التربية وخارجها.

غير أن التنسيقية اعتبرت، في بيان أصدرته أمس، أن معالم النظام الأساسي الجديد "تنذر بالإجهاز التام على الوظيفة العمومية باعتباره خارج نظامها"، كما أنه "لا يستجيب للمطلب الرئيسي للأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد والمتمثل في الإدماج في أسلاك الوظيفة العمومية وإسقاط نظام التعاقد".

وقالت إن ما يجرى ترويجه بخصوص هذا النظام "ما هو إلا تغليط للرأي العام وتزييف للوعي"، معتبرة الأمر "محاولة لتجريم الفعل النضالي والحق في الإضراب والاحتجاج السلمي".

وبرأي الزغداني، فإن "النظام الأساسي الموحد يهدف إلى مهننة قطاع التعليم وليس ترسيخ الوظيفة العمومية"، موضحا أن "عبارة أطر الأكاديميات" تدل على أن الإدماج غائب عن النظام الأساسي الموحد الذي تعمل عليه وزارة التربية الوطنية.

وقال: "نناضل من أجل نيل صفة موظفي وزارة التربية والوطنية وليس أطر الأكاديميات. ما قد يتغير هو أن الأساتذة المفروض عليهم التعاقد سيتوصلون برواتبهم من الخزينة العامة بدل الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، وهذا الوضع لم يحل مشكلتنا؛ بل مجرد ذر للرماد في العيون ليس إلا".

وأوضح أن "الحركة الوطنية الشاملة التي سيستفيد منها أساتذة التعاقد وأطر الدعم مجرد مطلب ضمن الملف المطلبي، الذي ننادي من خلاله منذ 4 مارس/آذار 2018 بإسقاط مخطط التعاقد والإدماج في أسلاك الوظيفة العمومية"، متسائلا عن "معايير الوزارة في تحديد مردودية الأساتذة الذين سيستفيدون من منحة الشهر الـ13، في ظل غياب شروط تحقيق الجودة".

وبينما لفت عضو لجنة الإعلام أن "كوتا (محاصصة) الشهر الـ13 ستقسم الأساتذة وستخلق حزازات بينهم"، عاد ليؤكد أن "التنسيقية مستمرة في نضالها إلى حين تحقيق مطلب الإدماج في أسلاك الوظيفة العمومية وإسقاط مخطط التعاقد".

المساهمون