الصحة العالمية: لقاحات كورونا بعيدة المنال عن الدول الأشد فقراً

الصحة العالمية: لقاحات كورونا بعيدة المنال عن الدول الأشد فقراً

23 ابريل 2021
تلقت الدول منخفضة الدخل 0.3 بالمئة فقط من اللقاحات (Getty)
+ الخط -

قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس اليوم الجمعة، في الذكرى الأولى لبرنامج كوفاكس لمشاركة لقاحات كورونا، إن اللقاحات ما زالت بعيدة المنال عن الدول الأشد فقراً.

وأضاف في تقرير "تم إعطاء ما يقرب من 900 مليون جرعة لقاح على مستوى العالم، لكن أكثر من 81% منها ذهبت إلى البلدان ذات الدخول المرتفعة أو المتوسطة العليا، في حين تلقت الدول منخفضة الدخل 0.3 بالمئة فقط"، وذلك في معرض حديثه عن برنامج التعاون الدولي لتسريع التطوير والإنتاج والوصول العادل إلى اختبارات وعلاجات ولقاحات كورونا الذي انطلق قبل عام.

وندد تيدروس مرارا بانعدام المساواة في توزيع اللقاحات، وحث البلدان الأكثر ثراء على تقاسم الجرعات الزائدة للمساعدة في تطعيم العاملين الصحيين في الدول ذات الدخول المنخفضة. وتوفي أكثر من 3 ملايين إنسان على مستوى العالم في هذا الوباء.

الصورة
(Getty)

ويهدف برنامج كوفاكس، الذي شحن 40.5 مليون جرعة إلى 118 دولة حتى الآن، إلى تأمين ملياري جرعة بحلول نهاية 2021.

وقال البرنامج الذي يشارك فى إدارته تحالف جافي للقاحات ومنظمة الصحة العالمية، أمس الخميس، إنه يسعى إلى تعزيز إمداداته من اللقاحات للدول الفقيرة من مصنعين جدد، في الوقت الذي يهدف فيه إلى تخفيف مشاكل إمدادات لقاح أسترازينيكا من الهند، وهو لقاحها الرئيسى حتى الآن.

وسجلت الهند أكبر عدد للإصابات اليومية في العالم، لليوم الثاني، الجمعة، بأكثر من 330 ألف إصابة جديدة، فيما يعاني نظامها الصحي بسبب أعداد المرضى والحوادث ونقص الأوكسجين.

مواصلة التحقيق حول منشأ كورونا
من جهة ثانية، تبحث منظمة الصحة العالمية عن وسيلة لمواصلة التحقيق حول منشأ وباء كوفيد-19، في عملية دبلوماسية بالغة الحساسية، بعد مهمة أولى أثارت أسئلة أكثر مما أعطت أجوبة.

ويعتبر فهم كيفية انتقال الفيروس، الذي تسبب بوفاة أكثر من ثلاثة ملايين شخص في العالم، إلى الإنسان، أمرا جوهريا في سبيل تدارك وباء جديد قد ينتشر في المستقبل.

ولم تتضمن استخلاصات تحقيق أجراه فريق علماء، أرسلته منظمة الصحة العالمية إلى الصين مع زملاء صينيين، أي رد نهائي على هذا السؤال، بل دعت إلى إجراء المزيد من الأبحاث.

وإن كانت منظمة الصحة العالمية تتفق مع قسم كبير من الأسرة الدولية على وجوب مواصلة التحقيق، إلا أن اختبار قوة يجرى في الكواليس لمعرفة أين ينبغي إجراء هذه التحقيقات، وليس فقط ما الذي يجب التحقيق بشأنه.

واستغرق الأمر أكثر من عام بعد ظهور أولى الإصابات في ووهان بوسط الصين، في ديسمبر/ كانون الأول 2019، حتى يتمكن المحققون الدوليون من التوجه إلى الموقع.

وتريد بكين أن تتجنب بأي ثمن تحميلها مسؤولية انتشار الوباء، وتبذل السلطات الصينية اليوم كل ما بوسعها حتى يتواصل التحقيق خارج أراضيها.

وهو موقف لخصته متحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية في أواخر مارس/ آذار معلنة: "نأمل أن تتعاون دول أخرى ذات أهمية بشكل وثيق مع خبراء منظمة الصحة العالمية بشكل علمي ومنفتح وشفاف ومسؤول مثل ما فعلت الصين".

غير أن هذا التوصيف لتعاون الصين لا يحظى بموافقة الجميع إطلاقا.

وقال دبلوماسي غربي، طلب عدم ذكر اسمه، في جنيف "هناك إجماع كمنطلق على أن المرحلة الثانية (من التحقيق) يجب أن تجرى في الصين"، مشيرا إلى أن بكين هي الوحيدة التي تدعو إلى مواصلة الأبحاث في بلد آخر.

أوصى الخبراء بمواصلة الأبحاث حول هذه الفرضية المرجحة، إنما كذلك حول عدة فرضيات أخرى

وعلق الخبير الأميركي في السياسة الجغرافية جامي ميتزل ردا على أسئلة وكالة فرانس برس بأن "فكرة أن المرحلة المقبلة يجب ألا تركز بالمقام الأول على الصين أمر عبثي".

وميتزل هو من ضمن مجموعة من العملاء الذين نددوا بالتحقيق حول منشأ الفيروس، معتبرين في رسالة مفتوحة أنه شديد الانحياز. وقال الدبلوماسي الغربي بهذا الصدد إن "الدور غير المتناسب الذي لعبته الحكومة الصينية في العملية يطرح مشكلة".

وتضمن تقرير الخبراء، الصادر في مارس/ آذار بعد إرجاء نشره مرارا، قائمة من الفرضيات، وخلص إلى أن الأكثر ترجيحا هي فرضية انتقال فيروس كورونا من وطواط إلى حيوان وسيط لم يحدد بعد، قبل أن يتكيف وينتشر إلى الإنسان، مثيرا الأزمة الصحية العالمية التي لا تزال تتفاقم.

وأوصى الخبراء بمواصلة الأبحاث حول هذه الفرضية المرجحة، إنما كذلك حول عدة فرضيات أخرى، مستبعدين فقط مواصلة التحقيقات حول فرضية واحدة هي تسرب الفيروس من مختبر في ووهان.

وأثار هذا الموقف موجة تنديد، ولا سيما في الولايات المتحدة، ما أرغم منظمة الصحة على التأكيد أن كل الفرضيات لا تزال مطروحة للبحث، بما فيها احتمال تسرب الفيروس من مختبر ووهان، واعتبر المدير العام للمنظمة أنه لم يتم التدقيق فيها بشكل واف.

وقال ميتزل "نجح الصينيون ببراعة وحذق في إيهام الجميع بأن مهمة التحقيق تقضي بالبحث عن المصدر الحيواني" للوباء، أي طريقة انتقاله من الحيوان إلى الإنسان.

وتابع أنه ومع أن "هذه فرضية جديرة بالمصداقية"، إلا أنه "إذا انطلقتم من فكرة المصدر الحيواني للفيروس، فإنكم تنطلقون من الاستخلاص".

في المقابل، اتهمت وزارة الخارجية الصينية ميتزل والموقعين الآخرين على الرسالة المفتوحة بالسعي إلى "الضغط على البعثة وعلى منظمة الصحة العالمية"، مؤكدة أن الولايات المتحدة ودولاً أخرى سيّست المهمة من أجل "تشويه سمعة الصين".

وتبدو الأمور في الوقت الحاضر معلقة. وقال متحدث باسم منظمة الصحة العالمية في جنيف إن فريقا من المنظمة يراجع التوصيات، "وسيصدر اقتراحات للدراسات المقبلة الواجب القيام بها"، بدون تحديد جدول زمني لذلك.

وستطرح المسألة حتما خلال الجمعية العالمية للصحة، هيئة القرار العليا في منظمة الصحة، التي تعقد اجتماعا في مايو/أيار المقبل.

(رويترز، فرانس برس)

المساهمون