اكتشاف المزيد من الجثث تحت أنقاض مدينة الموصل

عمليات انتشال الجثث المتفسخة من تحت أنقاض الموصل متواصلة

05 يناير 2021
فرق الدفاع المدني تواصل منذ سنوات أعمالها في المدن المنكوبة (Getty)
+ الخط -

تستمر عمليات انتشال الجثث المتفسخة من تحت أنقاض الموصل، شمالي العراق، رغم مرور أكثر من 3 سنوات على استعادة القوات العراقية السيطرة على المدينة، وسط توقعات بوجود جثث أخرى تحت المباني والمنازل التي ما زالت مهدمة بفعل القصف الجوي والصاروخي الذي شهدته الموصل.

وأعلن الدفاع المدني العراقي أخيراً، عن انتشال 93 جثة من تحت الأنقاض في أحياء وأزقة متفرقة داخل مدينة الموصل القديمة. ونقلت جريدة "الصباح" الرسمية في العراق، عن مدير الدفاع المدني في محافظة نينوى، العميد حسام خليل، قوله إن "فرق الإنقاذ التابعة  لمديرية الدفاع المدني وبالتعاون والتنسيق مع دائرة الطب العدلي وبلدية الموصل تمكنت من انتشال 93 جثة من ضحايا داعش تعود لمدنيين عزل قتلوا داخل أحياء الموصل القديمة، وسلمت جميعها للطب العدلي".

وأضاف خليل أن "انتشال الجثث جاء خلال عملية رفع الأنقاض على خلفية الشروع بإعمار المناطق والأحياء والمؤسسات الحكومية المدمرة التي كانت داعش تحتجز المواطنين داخلها"، مشيراً إلى أن "فرق الدفاع المدني تقوم بتسليم الجثث التي يتم العثور عليها بين الحين والآخر إلى دائرة الطب العدلي لإجراء فحوصات الحمض النووي لها بغية معرفة ما إذا كانت تعود لمدنيين أم لعناصر  من تنظيم داعش".

وبيَّن أن "أكثر المناطق التي تم انتشال الجثث منها خلال العام 2020 هي الشهوان والميدان والفاروق وباب لكش والقليعات، في الموصل القديمة، وأن جثثاً أخرى ما زالت تحت الأنقاض نتيجة الدمار الذي حل بهذه المناطق، وتكافح فرق الدفاع المدني لانتشالها".

من جهته، قال المسؤول المحلي في نينوى أضحوي الصعيب إن "فرق الدفاع المدني تواصل منذ سنوات أعمالها في المدن المنكوبة بالموصل، وتحديداً الأحياء التي تقع في الجانب الأيمن من نهر دجلة، وهي القديمة، وتكتشف هذه الفرق أحياناً عن طريق الصدفة، وأحياناً أخرى من خلال شهادات المواطنين مقابر جماعية وجثثاً تحت الأنقاض"، مبيناً في اتصالٍ مع "العربي الجديد"، أن "الموصل بحاجة إلى دعم دولي وتدخل عاجل من قبل المنظمات الإغاثية، لأن وعود الإعمار التي حصلت عليها المدينة لم يتحقق منها شيء".

أما الناشط المدني من الموصل يحيى الأعرجي، فقد أشار إلى أن "القصف العشوائي الذي مارسته طائرات التحالف الدولي، عام 2017، وبعض الفصائل المسلحة ضمن الحشد الشعبي والشرطة الاتحادية على مناطق الجانب الأيمن من الموصل، تسبب بكوارث إنسانية، كما أن بعض المليشيات العراقية استخدمت أسلحة محظورة، مثل الصواريخ الفوسفورية إيرانية الصنع، وكان الهدف منها التعجيل بطرد داعش من المدينة".

وأكمل في حديثٍ مع "العربي الجديد"، أن "حكومات حيدر العبادي وعادل عبد المهدي ومصطفى الكاظمي، كلها تتطلع إلى الدعم الدولي للمدينة، كونها تبرر عدم إعمار المدينة بعدم توفر السيولة المالية، وهذه المنظمات تخشى من الوجود في الموصل، لأن المدينة باتت معسكراً كبيراً لقوات الحشد الشعبي التي تمارس بعض الانتهاكات"، لافتاً إلى أن "هناك توقعات بوجود مئات الجثث في مناطق الموصل والتي لم ترفع منذ ثلاث سنوات".

من جهته، أكد مدير المرصد العراقي لحقوق الإنسان مصطفى سعدون، أن "بعض المناطق من أحياء الموصل القديمة لا تزال تحتوي على جثث لأهالي المدينة، وتحديداً أولئك الذين لجأوا إلى الأقبية خلال فترة الحرب على داعش وقصفت الأماكن التي هم فيها، ولكن لا توجد تقديرات واضحة عمّا تبقى من الأعداد"، موضحاً في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "كثيراً من الجهات الحكومية والمحلية والدولية مقصرة تجاه الموصل، وكان لا بد أن يتم تعميرها وإنقاذها بعدما احتلها أخطر التنظيمات الإرهابية، ولذلك من واجب الجميع رد الاعتبار لهذه المدينة".

وسيطر تنظيم "داعش" على مدينة الموصل في يونيو/ حزيران 2014 وحتى تحريرها بواسطة القوات العراقية والحشد الشعبي وبمساندة من التحالف الدولي في يوليو/ تموز 2017. تسببت المعارك بمقتل وإصابة ما لا يقل عن 40 ألف مدني، أغلبهم من النساء والأطفال، فضلا عن دمار هائل قدرت وزارة التخطيط العراقية بأنه طاول أكثر من 56 ألف منزل، ويعتقد أن نحو ألف منزل منها ما زالت جثث أصحابها تحت أنقاضها، إضافة إلى تسجيل أسماء 11 ألف مفقود.

 

 

المساهمون