اعتداء وجرحى في أحد مستشفيات لبنان.. وتحذير من إقفال أقسام الطوارئ

اعتداء وجرحى في أحد مستشفيات لبنان.. وتحذير من إقفال أقسام الطوارئ

31 يناير 2022
مطالبات بتحييد القطاع الصحي عن كل أعمال العنف (فاضل عيتاني/نورفوتو/Getty)
+ الخط -

تعرّض الجسم الطبي والتمريضي في قسم الطوارئ التابع لمستشفى الشيخ راغب حرب الجامعي في النبطية جنوب لبنان، مساء أمس الأحد، للاعتداء والضرب والتكسير أثناء تقديمهم العناية الطبية للمرضى.

وأشار مستشفى الشيخ راغب حرب الجامعي، في بيان، إلى "سقوط إصابات في الطاقم الطبي والتمريضي من جراء الاعتداء السافر"، دون أن يذكر الأسباب التي أدت إلى حصول الإشكال، مؤكداً أنه تمت إحالة المسألة إلى الجهات القضائية المختصة والمطالبة بأقصى العقوبات في حق المعتدين.

ويظهر في مقطع فيديو انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي لحظة حصول تلاسن بين عدد من الشبان والطاقم التمريضي والطبي، إذ شكا هؤلاء من سوء معاملة تعرض لها أحد المرضى، قبل أن يتطور إلى تشابك وتكسير للأجهزة والمعدات، ما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى.

ولفت نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة في لبنان، سليمان هارون، لـ"العربي الجديد"، إلى أن "تبرير الاعتداء بعدم الاهتمام بالمريض كلام غير صحيح، إذ عادة ما تكون أقسام الطوارئ ممتلئة، وتعطى الأولويات بحسب حالة كل مريض، وبالتالي لم يحصل أي تقصير من جانب الطاقم التمريضي أو الطبي".

ووصف هارون الاعتداءات المتكررة على أقسام الطوارئ في المستشفيات، كان آخرها قبل أقل من أسبوع على مستشفى المقاصد في بيروت، وأمس الشيخ راغب حرب، بـ"الأعمال الوحشية"، مؤكداً أن الاستنكار لم يعد ينفع أو يكفي، وعلى الدولة أن تقوم بمهمتها وإنزال أشد العقوبات بالمعتدين، بما في ذلك سجنهم، محذراً من أنه في حال تكرر هذه الاعتداءات "سنعمد إلى إقفال كل طوارئ المستشفيات على كافة الأراضي اللبنانية، ولتقم الدولة بواجباتها".

ودعت نقابة أصحاب المستشفيات إلى تخصيص المستشفيات بما يلزم من القوى الأمنية لمنع أي حوادث ولحماية المرضى والعاملين فيها، وشددت على ضرورة تحييد القطاع من كل أعمال العنف الجسدية والمعنوية، خصوصاً وأنه ليس مسؤولاً عن الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد، "بل إنه ضحيتها ويعمل وحيداً على مدى 24 ساعة بكل ما له من طاقات بشرية وتجهيزية ومادية".

وتعرض أطباء في قسم الطوارئ التابع لمستشفى المقاصد، الخميس الماضي، للضرب والتهديد، ما دفع المستشفى إلى إقفال قسم الطوارئ والتوقف عن استقبال المرضى فيه حتى يتم تأمين الحماية الأمنية للطاقم الطبي، لا سيما بعد تكرار الهجمات منذ فترة جسدياً ومعنوياً على فريقه الطبي، وفق ما ذكر المستشفى في بيان، قبل أن يعاد فتحه بعدما اتخذت إجراءات أمنية لحمايته.

وكان وزير الصحة، فراس أبيض، زار المستشفى السبت، وأعلن أنه حصل على وعد من وزير الداخلية لمتابعة موضوع أمن المستشفى، مشيراً إلى أن مجلس النواب اتخذ في الفترة الأخيرة قراراً بتشديد العقوبات على كل من يعتدي على المؤسسات الصحية، و"من المهم جداً تطبيق ذلك".

واستنكر تجمع الأطباء في لبنان الاعتداء على الجسم الطبي في مستشفيي المقاصد والشيخ راغب حرب، كما دانت نقابة الممرضات والممرضين في بيان هذه "التصرفات المتهورة واللامسؤولة من قبل ذوي المرضى من دون أي مبرر، رغم أنها تتفهم وجع الناس وخوفهم وقلقهم". 

وتتكرر في الفترة الأخيرة الإشكالات والحوادث الأمنية في مستشفيات لبنان لأسباب تتصل غالبيتها بالفاتورة الاستشفائية المرتفعة والباهظة، وأحياناً غير المبررة، والتي يعتبرها المواطنون مبالغاً فيها، ويراد منها تحقيق أرباح على حساب المرضى ومعاناة الناس.

وكذلك، تتصل برفض البعض استقبال المرضى بذرائع كثيرة، على رأسها أسباب مادية، وبحجة عدم وجود أسرّة شاغرة، واستنسابية في التعامل مع المرضى، وأحياناً عند وفاة مريض، بحيث يحمّل ذووه المستشفى المسؤولية، وتتطور الأمور لتصل إلى حد الاعتداء على الطاقم الطبي والتمريضي.

المساهمون