ارتفاع غير مسبوق في وفيات كورونا شمالي سورية

ارتفاع غير مسبوق في وفيات كورونا شمالي سورية

18 سبتمبر 2021
العاملون في القطاع الصحي مرهقون والمنطقة على وشك الانهيار صحياً (فرانس برس)
+ الخط -

رصدت الأجهزة الطبية العاملة شمالي سورية خلال الـ24 ساعة الماضية وفاة 16 مصاباً بفيروس كورونا، وسط تخوف من تدهور الوضع الصحي أكثر، بسبب ارتفاع معدل الإصابات اليومي والتخوّف من استمرار الموجة الحالية لفترة أطول.

وسجّل مخبر الترصد الوبائي في مناطق شمالي وشمال غربي سورية وفاة تسعة أشخاص من مصابي فيروس كورونا خلال الـ24 ساعة الماضية، بينهم طفل يبلغ من العمر سنة واحدة، ولد مع تشوه قلب ولادي كمرض مرافق.

وبحسب المخبر التابع للمعارضة؛ فإن نسبة الإصابات الموجبة وصلت إلى حوالي 50% من الفحوص، كما سجّل 1216 إصابة بينها 17 لعاملين في القطاع الصحي منهم ثلاثة أطباء وتسعة ممرضين.

وفي مناطق "الإدارة الذاتية" (الكردية) في شمال شرقي سورية، سجّلت هيئة الصحة سبع وفيات، و283 إصابة جديدة، في ارتفاع ملحوظ لعدد الوفيات والإصابات.

وقال مسؤول ملف كورونا في مديرية صحة إدلب، الطبيب حسام قرة محمد، لـ"العربي الجديد" ، الجمعة، إنّ عدد الوفيات المسجّل يُعتبر الأكبر، وهو أكبر من عدد الوفيات التي سجّلت على مستوى يومي خلال الذروة الماضية، وترافقه حالة مرضية أشد مما قبل.

وأشار إلى أن الوضع في تزايد، مرجحاً أنّ الأيام العشرة المقبلة ستشهد المزيد من الإصابات والوفيات، لافتاً إلى أن نسبة الإشغال في مستشفيات ومراكز معالجة كورونا في الشمال السوري وصلت إلى 100%، وأن المديرية تنسق مع المنظمات الدولية والطبية للمساعدة في الخروج من هذه الكارثة، لكن الاستجابة كانت محدودة، على حد قوله.

عبد الله أبو أحمد المقيم في مخيم البركة للنازحين بريف إدلب الشمالي، تحدث لـ"العربي الجديد" عن بدء التحسن لديه بعد نحو أسبوعين من الإصابة بفيروس كورونا، رفقة مع زوجته، وقال: "قبل أسبوع بالكاد كنت أستطيع التنفس، وكذلك زوجتي، السيروم معلق بيدي طوال الوقت، ظننا أنها الأيام الأخيرة لنا".

وأضاف أنّ "كثيرين من سكان الشمال السوري كانوا يظنون أن كورونا مشابه لأي إنفلونزا، وأنا واحد منهم، إذ لم أكن مهتماً بالوقاية، لكن بعد الإصابة أدركت مدى خطورته ومدى صعوبة التغلب عليه، وأنه يجب على الإنسان ألا يتعلم من أخطائه للوصول إلى الحقيقة".

وفي حديث سابق قال محمد حلاج، المتحدث باسم فريق "منسقو استجابة سورية"، لـ"العربي الجديد"، إنّ "العاملين في القطاع الصحي مرهقون، والمنطقة على وشك الانهيار صحياً، ويجب أن نتحمّل جميعاً مسؤولية الوضع، ونوحّد جهودنا لمكافحة الفيروس، كما يجب أن نعي حجم الكارثة في ظل العدد الكبير للإصابات مقارنة بعدد السكان. المأساة التي نراها على أبواب المستشفيات والمراكز الطبية تتطلب إجراءات حاسمة لتخفيف التداعيات الكارثية لتفشي الوباء، وكل المؤشرات تؤكد أننا دخلنا مرحلة الخطر الشديد، أو على أبواب هذه المرحلة".

ودعا كل الفعاليات المدنية في المنطقة إلى "الاضطلاع بالدور المطلوب عبر حث المواطنين على التزام تعليمات السلطات الصحية للحدّ من انتشار كورونا، وتكثيف التوعية بارتداء الكمامات، والتباعد الاجتماعي، ومنع كل أشكال التجمع".

المساهمون