ارتفاع حالات الانتحار بنسبة 120% شمال غربيّ سورية

ارتفاع حالات الانتحار بنسبة 120% شمال غربيّ سورية

10 فبراير 2024
الفقر من بين أسباب التفكير في الانتحار (سيرغي بوبيليف/ Getty)
+ الخط -

شهد مخيم الفاروق، الواقع ضمن تجمّع مخيمات الدرية في ريف محافظة اللاذقية الشمالي الشرقي، ضمن مناطق سيطرة المعارضة السورية، شمال غربيّ سورية، مساء أمس الجمعة، انتحار امرأة وسط تحذير من زيادة حالات الانتحار في المنطقة.

ولا تزال أسباب انتحار المرأة أمس بعد جرح نفسها بشفرة حلاقة مجهولة حتى اللحظة، بحسب ما أفاد محمد الحلاج مدير "منسقو استجابة سورية" لـ "العربي الجديد". وسجّلت مناطق سيطرة المعارضة السورية، شمال غربيّ سورية، 3 حالات انتحار لنساء وأطفال خلال أقل من 48 ساعة، في حين كشف فريق "منسقو استجابة سورية" أن معدل حالات الانتحار زاد بنسبة قدرها 120% على عدد الحالات المسجلة خلال الفترة نفسها من العام الماضي. وقال الفريق، في إحصائية صادرة عنه اليوم السبت، إن عدد حالات الانتحار المسجلة في مناطق سيطرة المعارضة السورية، شمال غربيّ سورية، ارتفعت منذ بداية العام الحالي إلى 12 حالة (8 حالات انتحار، و4 محاولات فاشلة) دون أي تحرك فعلي من الجهات المحلية لإيقاف الظاهرة التي أصبحت هاجساً جديداً يضاف إلى المصاعب الكبيرة التي يتعرض لها المجتمع المحلي في المنطقة.

وأشار الفريق نفسه إلى أن حوالى 75% من حالات الانتحار تحدث في البلدان المنخفضة ومتوسطة الدخل، حيث معدلات الفقر مرتفعة، وتشير الأدلة إلى وجود علاقة بين المتغيرات الاقتصادية والسلوك الانتحاري، مبيناً أن كل هذا يمكن تفهمه بسبب حجم المشاكل التي يعاني منها الفقراء والآلام الناجمة عنها. وشدد "منسقو الاستجابة" على أن أغلب الأسباب التي دعت إلى تزايد هذه الأرقام هي اقتصادية ونفسية واجتماعية، ومنها البطالة والفقر وازدياد حالات العنف والاستخدام السيئ للتكنولوجيا، وانتشار المخدرات والتفكك الأسري. وأكد أن اللجوء إلى الانتحار ليس الحل النهائي للقضاء على المشاكل التي يتعرض لها الشخص، موضحاً أن "الأثر السلبي لها أكبر بكثير، لما له من تبعات اجتماعية ودينية". ونبه إلى أن هذه الأوضاع تستدعي معالجة هذه الظاهرة في جوانبها كافة، وإنشاء مراكز للتأهيل النفسي، وتشكيل فرق خاصة لمكافحة الانتحار، وإطلاق حملات إعلامية لتسليط الضوء على مخاطر هذه الظاهرة وكيفية الحد منها.

وسجّلت المنطقة خلال عام 2022 أكثر من 88 حالة انتحار، من بينها 55 حالة انتحار أدت إلى الوفاة، بينها (16 طفلاً و17 امرأة)، بالإضافة إلى 33 محاولة انتحار فاشلة، من بينها (17 امرأة، وطفلان اثنان)، بحسب بيانات فريق "منسقو استجابة سورية".

وأحصت مناطق سيطرة النظام السوري، بحسب "الهيئة العامة للطب الشرعي"، 146 حالة انتحار ضمن مناطق سيطرة النظام منذ بداية العام الماضي 2023، وحتى 30 من نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بينهم 99 من الذكور، و47 من الإناث، فيما وثقت مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) العام الماضي 24 حالة انتحار، بحسب وكالة أنباء "نورث برس" السورية.

المساهمون