سورية: المخدرات تشغل أهالي السويداء

سورية: المخدرات تشغل أهالي السويداء

05 يناير 2017
تقارير تتحدث عن انتشار المخدرات (ماركو ديلارو/Getty)
+ الخط -
يواصل أهالي محافظة السويداء جنوب سورية، تجنب الصراع المسلح الدائر في البلاد، إذ امتنع أكثر من 30 ألف شاب من الالتحاق بالخدمة العسكرية الإلزامية والاحتياطية في صفوف القوات النظامية، في وقت استقبلوا أكثر من 18 ألف عائلة نازحة من مختلف المحافظات السورية.


غير أن هذا الأمر "لا يروق للنظام، الذي لا يكف عن الضغط عليهم بشكل غير مباشر عبر محاولة نشر الجريمة عن طريق "أزلامه"، وخاصة المخدرات وسط تقارير تتحدث عن  انتشارها بين الأطفال والشباب، الأمر الذي تحول إلى هم مجتمعي"، بحسب تصريحات متفرقة من نشطاء لـ "العربي الجديد"، 

وقال مروان. غ، ناشط من السويداء، في حديث مع "العربي الجديد"، إنّ "أهالي السويداء اليوم يهجسون بالوقوف في وجه انتشار المخدرات، خاصة أن هناك تقارير كثيرة تتحدث عن انتشار المخدرات بين الأطفال والشباب، عبر شبيحة النظام المجندين من قبل الأجهزة الأمنية، المشرفة على تسهيل أعمالهم غير المشروعة".

ولفت إلى أن "العديد من القوى الاجتماعية والسياسية المعارضة، تعمل على الحد من انتشار ظاهرة المخدرات وخاصة في المدارس، عبر القيام بنشاطات توعوية، والتواصل مع القوى الفاعلة والجهات المسؤولة لوضعها أمام مسؤولياتها".

وأفادت مصادر من داخل فرع مكافحة المخدرات، في حديث مع "العربي الجديد"، أنّ "الفرع شبه مشلول رغم أننا نتابع العديد من المشبوهين في التوزيع والتعاطي، لكن المصادر الرئيسية محمية من قبل أجهزة وجهات عدة"، مبينة أن "مصادر وصول المخدرات إلى المحافظة محصورة بمنفذين، الأول وهو الرئيسي عبر دمشق، ويتم نقلها من قبل عناصر أمنية وسيارات عسكرية، والثاني عبر مهربين من شرق المحافظة المفتوحة على البادية والأراضي العراقية، وهؤلاء أيضا مرتبطون بأجهزة النظام".



ولفت إلى أن "التوزيع الداخلي يتم عبر شبكات من الأطفال والشباب العاطل عن العمل، في بيئة تنتشر بها الأعمال غير الشرعية، من التهريب وتجارة المحروقات والعملة الصعبة، إضافة إلى الفورة الاقتصادية نتيجة أعداد النازحين الكبير، وحركة العقارات، إضافة إلى الأرباح الكبيرة، إذ تعتبر الأسعار مرتفعة جدا مقارنة بدمشق، في وقت يعتبر معظم الشباب محاصرين في المحافظة خوفا من الاعتقال بهدف تجنيدهم.

واتهم عدد من الناشطين، تواصل معهم "العربي الجديد"، الأجهزة الأمنية برعاية الجريمة في السويداء وعلى رأسها تجارة المخدرات وسرقة السيارات وتهريب المحروقات"، قائلين إنّ "العديد من الرسائل وصلت إلى القوى في السويداء من أجهزة النظام مفادها أن أهالي المحافظة لا يقفون إلى جانب النظام في حربه، وبالتالي هم غير معنيين من انتشار الجريمة في المحافظة، وعليهم تسليم أبنائهم للخدمة في القوات النظامية، وتفويض الأجهزة الأمنية وإطلاق يدها لتعيد الأمن، الأمر الذي ما زال الأهالي يرفضونه".

يشار إلى أن النظام يعمل على جس نبض الأهالي بين الحين والآخر لمعرفة رد فعلهم، إن كان باتجاه اقتياد الشباب إلى الخدمة العسكرية، أو اعتقال شخصيات من المحافظة، الأمر الذي يواجه بشكل عنيفة من قبل الأهالي وقد يهدد بانفجار المحافظة في وجه النظام، ما يجبر الجهات المنفذة على إطلاق سراحهم لإنهاء حالة الصدام.