إضراب في منبج احتجاجاً على المعيشة والتجنيد الإجباري في ظلّ "قسد"

إضراب في منبج السورية احتجاجاً على الواقع المعيشي والتجنيد الإجباري في ظلّ "قسد"

19 يوليو 2023
التجنيد الإجباري الذي تفرضه "قسد" من هواجس أهالي منبج السورية (دليل سليمان/ فرانس برس)
+ الخط -

تشهد مدينة منبج في ريف محافظة حلب شماليّ سورية، اليوم الأربعاء، إضراباً عاماً، يحتجّ من خلاله أهالي المدينة على ممارسات "الإدارة الذاتيّة" في حقّهم من تجاوزات وانتهاكات، في مقدّمتها التجنيد الإجباري والتضييق المعيشي من خلال حرمانهم مخصّصات الوقود والغاز المنزلي.

والمدينة التي تخضع لسيطرة "الإدارة الذاتية" التابعة لـ"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) منذ منتصف عام 2016، بعد خروج تنظيم داعش منها عقب مواجهات عسكرية بينه وبين "قسد" والتحالف الدولي، كانت قد شهدت إضراباً نظمه سكانها في وقت سابق للأسباب نفسها، غير أنّهم لم يلقوا استجابة حقيقة. وهذا ما دفع السكان إلى تنفيذ إضراب جديد.

قال حامد العلي، ناشط من أبناء مدينة منبج، لـ"العربي الجديد" إنّ "الإضراب الحالي هو الأوسع من نوعه مقارنة بالإضرابات السابقة"، شارحاً أنّه "ضدّ التجنيد الإجباري واحتكار المواد وعدم توفير الغاز المنزلي والمازوت في محطات الوقود". وشرح أنّ "الإضراب شمل المدينة بمعظمها، فالأهالي يضغطون على قسد في محاولة منهم لتحقيق مكاسب، لعلّ أبرزها تخفيف الضرائب على الأدوية والمواد الغذائية".

من جهته، أكد محمد البكار من أهالي المدينة لـ"العربي الجديد" أنّ "الإدارة الذاتية لا تراعي ظروف السكان المعيشية، في حين أنّ انتهاكات كثيرة تُمارَس في حقّ الشبّان والقصّر، من بينها التجنيد الإجباري وعمليات الخطف". أضاف البكار أنّ "التجنيد الإجباري الذي يطاول أبناء مدينتنا هو في الوقت الحالي من بين الممارسات التي تُعَد أولوية بالنسبة إلينا، لجهة وضع حدّ لها". وأوضح أن "لا مكان في المدينة للشبّان عند بلوغهم سنّ التجنيد، فهمّهم الوحيد سلوك طرقات التهريب إلى أوروبا خوفاً من الملاحقة والتجنيد".

وتحدّث البكار كذلك عن "الضرائب التي تُفرَض علينا وتنهكنا"، شاكياً من أنّ "الإدارة الذاتية تتحكّم بكلّ شيء وتحتكر السكّر والغاز المنزلي، في حين أنّ مخصّصاتنا من الوقود لا تصل إلينا في فصل الشتاء، وإن وصلت يكون الوقود غير صالح للتدفئة". وشدّد البكار على أنّ "الأوضاع مأساوية اليوم في المدينة، ونريد أن تتوقّف هذه الممارسات بحقّنا".

بدوره، أكّد علي أبو أحمد من أهالي المدينة لـ"العربي الجديد" أنّه "من خلال هذا الإضراب نؤكد رفضنا للتجنيد الإجباري والانتهاكات بحقّنا. فالتعامل مع الناس من قبل عناصر (قسد) سيّئ جداً، كذلك الأمر بالنسبة إلى الخدمات، مع عدم الاستجابة لنا ولمطالب كثيرة سابقة".

وفي هذا السياق، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، في تقرير أصدره اليوم، بأنّ الأهالي يعانون من أوضاع معيشية وخدمية سيئة، ولا سيّما "رداءة جودة الخبر والانقطاع المستمرّ للمياه والتيار الكهربائي، بالإضافة إلى قيام أصحاب المحطات بتضييق الخناق على المدنيين"، فيصعب تأمين المحروقات على الرغم من توافرها. وأشار المرصد إلى "تعمّد أصحاب الأفران والمطاحن استغلال الواقع وتكديس المواد وبيعها في السوق الحرّة بأسعار مرتفعة"، مؤكداً أنّ "كلّ هذه الأمور زادت من معاناة الأهالي، وتستدعي محاسبة قانونية من قبل الجهات المختصة".

المساهمون