أهالي شمال غزة يحصلون على مساعدات لأول مرة منذ 4 أشهر

أهالي شمال غزة يحصلون على مساعدات لأول مرة منذ 4 أشهر

17 مارس 2024
فرحة طفل بالحصول على طحين في غزة (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- بعد أربعة أشهر من الحصار والقصف، استقبل سكان شمال قطاع غزة مساعدات إنسانية تضمنت الدقيق لأول مرة، موزعة عبر "أونروا" ولجان شعبية، في ظل استمرار النيران الإسرائيلية.
- شهادات السكان تعكس الأوضاع الإنسانية الصعبة، مع اعتماد بعضهم على طعام الحيوانات قبل الحصول على الدقيق، بينما فاتت الفرصة لآخرين بسبب نفاد الكميات.
- الجهود المبذولة لإيصال المساعدات تشمل تعاونًا بين اللجان الشعبية و"أونروا"، مع تأكيد على أهمية استمرار وتكثيف الجهود الإنسانية لمواجهة الوضع المتأزم الذي أدى إلى وفاة 27 فلسطينيًا بسبب سوء التغذية والجفاف.

لأول مرة منذ نحو 4 أشهر، وتحت وطأة النيران الإسرائيلية، بدأ الفلسطينيون في شمال قطاع غزة الحصول على الدقيق ضمن المساعدات الإنسانية التي دخلت المناطق الشمالية للقطاع، أمس السبت.

وفي مركز توزيع للمساعدات تابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا"، تمكن فلسطينيون من الحصول على 5 كيلوغرامات من الدقيق لكل أسرة، بالتعاون مع لجان شعبية. وفي السابق، كان الفلسطينيون من مدينة غزة يحصلون على المساعدات التي كانت تدخل بشكل متفاوت وبكميات محدودة عند مفترق الكويت (شرق) ومفترق النابلسي (غرب)، من دون أن تصل إلى محافظة شمال القطاع، التي تضم بلدة بيت لاهيا وبلدة بيت حانون وبلدة ومخيم جباليا.

وخلال استلامهم المساعدات، كان جيش الاحتلال الإسرائيلي يستهدفهم بإطلاق النار والقذائف، ما يوقع بينهم قتلى وجرحى بأعداد كبيرة. وهذه المرة الأولى التي تُقدَّم فيها المساعدات بانتظام إلى السكان، بالتعاون مع أجهزة أمنية تابعة لحكومة غزة والعشائر الفلسطينية.

وأعرب الفلسطيني يحيى أبو ريالة (37 عاماً) عن شعوره بالارتياح لتمكنه من الحصول على 5 كيلوغرامات من الدقيق. وبعد مرور 40 يوماً من عدم تناوله الدقيق، والاعتماد على طعام الحيوانات المكون من الذرة والشعير، والذي كان غير متوافر بشكل دائم، تمكن أبو ريالة من الحصول على الدقيق الذي كان يحتاجه لإطعام عائلته المكونة من 4 أفراد.

وقال أبو ريالة: "اليوم، حصلت على 5 كيلوغرامات من الدقيق، وسأستخدمها لإطعام أطفالي الأربعة الذين لم يتناولوا الخبز الأبيض منذ 40 يوماً". وأضاف: "أنا سعيد لأن أطفالي سيتناولون الدقيق الأبيض بعد الاعتماد على طعام الحيوانات". ويعيش أبو ريالة أوضاعاً إنسانية صعبة جراء نزوحه من المناطق الشرقية لبلدة بيت لاهيا إلى مخيم جباليا بعد قصف منزله.

بدوره، أعرب الفلسطيني مازن الجاروشة (55 عاماً) عن سعادته لحصوله على 5 كيلوغرامات من الدقيق الأبيض بعد 30 يوماً من نفاده في منزله. وقال: "مرّ عليّ 30 يوماً من دون تناول الدقيق الأبيض. كنا نتناول طعام الحيوانات". وأشار إلى أنه فور سماعه في ساعات الصباح عن وصول المساعدات، توجه على الفور للحصول عليها، وبالفعل نجح في ذلك على الرغم من وجود آلاف الفلسطينيين الآخرين الذين توجهوا للاستلام.

في انتظار الحصول على المساعدات (فرانس برس)
في انتظار الحصول على المساعدات (فرانس برس)

في المقابل، لم يحالف الحظ الفلسطينية أم محمد مفتاح (40 عاماً) في الحصول على الدقيق بسبب انتهاء الكميات من المخازن بعد توزيعه على السكان. وقالت: "سمعنا خبر وصول المساعدات وتوجهنا للحصول على شيء، ولكن لم نتمكن من الحصول على أيّ شيء". وتتمنى مفتاح الحصول على الدقيق لإطعام عائلتها، بعدما نفد مخزونه منذ أكثر من شهرين.

في السياق ذاته، أعلنت الجبهة الداخلية التابعة لحكومة قطاع غزة وصول قافلة من المساعدات الإنسانية تضم 12 شاحنة إلى شمال غزة ومدينة غزة. وقالت: "وصلت المساعدات بجهود اللجان الشعبية وتعاون الأهالي من أبناء شعبنا العظيم إلى محافظتي غزة والشمال، 6 شاحنات منها وصلت إلى منطقة جباليا (والباقي لمدينة غزة)".

ودعت اللجنة إلى "التعاون مع اللجان الشعبية لاستمرار وصول المساعدات إلى الصامدين في محافظة الشمال". كذلك أشارت إلى أن "استمرار التعاون المجتمعي سيفضي إلى كسر الحصار الظالم المفروض على شعبنا، ويضمن العدالة الاجتماعية بوصول المساعدات إلى كل أبناء شعبنا".

في هذا الوقت، قالت مديرة الإعلام والتواصل لدى "أونروا" جولييت توما، إن وصول المساعدات الإنسانية براً إلى قطاع غزة هو "الخيار الأكثر أماناً والأسهل والأسرع والأقل كلفة". وأضافت في مقابلة مع شبكة "سي بي سي نيوز" الكندية، أن "الوكالة الأممية الوحيدة التي تتولى المسؤولية عن الغالبية العظمى من العمل الإنساني بغزة هي الأونروا"، مشيرة إلى أن "جميع سكان غزة يعتمدون حالياً على العمليات الإنسانية".

وأكدت أن "وصول المساعدات الإنسانية براً إلى قطاع غزة هو الخيار الأكثر أماناً والأسهل والأسرع والأقل كلفة"، مشددة على أنه "ليس لدينا مجال لتضييع الوقت".

ومنذ نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، لم تصل إلى بلدات شمال قطاع غزة أية مساعدات إنسانية، ما أدى إلى حدوث مجاعة في المناطق الشمالية، أودت بحياة أطفال ومسنين. ووفقاً لآخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة في قطاع غزة، فإن عدد الوفيات جراء سوء التغذية والجفاف وصل إلى 27 فلسطينياً، بمن فيهم رُضَّع.

(الأناضول)

المساهمون