أهالي السويداء محرومون من خدمة الاتصالات

أهالي السويداء محرومون من خدمة الاتصالات بسبب تزايد ظاهرة سرقة الكابلات

22 ديسمبر 2021
عجز مؤسسة الاتصال عن ربط كابلات جديدة والحفاظ عليها (Getty)
+ الخط -

تتفاقم معاناة أهالي محافظة السويداء في جنوب سورية نتيجة تزايد ظاهرة سرقة كابلات الهاتف والكهرباء والمحوّلات، التي انتشرت مؤخراً في مناطق سيطرة النظام السوري، إذ حُرم المئات من المواطنين من خدمة الاتصالات، في ظل عجز مؤسسة الاتصال عن ربط كابلات جديدة والحفاظ عليها، بالرغم من أنها تواصل جباية الرسوم من قبل المشتركين. 

وقال مصدر محلي من بلدة الحقف بريف السويداء الشمالي الشرقي، طلب عدم الكشف عن هويته لأسباب شخصية، لـ"العربي الجديد": "إنّنا في بلدة الحقف والسالمية من دون اتصالات وإنترنت منذ أكثر من خمسة أشهر، تقدّمنا عدة مرات بطلب إعادة الاتصال إلى المنطقة، لكن المؤسسة لا تستجيب بحجة أن ليس لديها إمكانية لمد خط جديد، بالرغم من أنها تحصل منّا الفواتير والرسوم بشكل دوري". 

وأضاف: "لقد أصبحت الإنترنت حاجة أساسية للناس، وخاصة أن كثيراً من أبناء البلدة هم مغتربون أو لاجئون أو يعملون خارج البلدة، وهم محرومون من التواصل مع عائلاتهم".  

بدورهم، يعاني أهالي بلدة الخالدية من الحرمان من خدمة الاتصالات منذ نحو 3 أشهر، جراء سرقة كابل الهاتف الرئيسي، ومنذ ذلك الحين وهم ينتظرون حلولا من الجهات المختصة.

تقنين ساعات الكهرباء

ويبدو أن سرقة الكابلات ليست السبب الوحيد في حرمان المواطنين من خدمة الاتصالات، فأهالي بلدات الصورة الكبيرة وذكير وخلخلة وحزم يشكون انقطاع الاتصالات لديهم، جراء ساعات تقنين الكهرباء الطويلة.

وقال المواطن السوري مأمون صعب (36 عاما)، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "الاتصال الهاتفية والأرضية والإنترنت تتأثر بشكل كبير مع انقطاع الكهرباء لساعات طويلة، حيث تغيب تغطية الخلوي، وحتى الاتصالات الأرضية غالبا ما تقطع بعد عدة ساعات من تقنين الكهرباء". 

وأضاف: "مدة وصل الكهرباء لا تسمح للبطاريات بالشحن، وحتى لو تم شحنها ستفرغ قبل أن تنتهي فترة التقنين". 

بدوره، قال مدير فرع مؤسسة اتصالات السويداء حازم الشوفي، في تصريح صحافي لصحيفة محلية، إن "مشكلة محطة الخالدية هو تعرض الكابلات للسرقة مرتين، ما أدى إلى عدم قدرة الفرع على استبدالها للمرة الثالثة، والمشكلة ذاتها لدى مقسم الحقف، حيث تمت سرقة الكابلات الهاتفية والمحولات الكهربائية مرتين، تم استبدالها في المرة الأولى، وهناك صعوبة في تركيب محولة جديدة حالياً نظرا لتكلفتها العالية، مع وجود سرقات عديدة على ساحة المحافظة التي شكلت إرباكاً لعمل الفرع، فضلاً عما ألحقته تلك السرقات من هدر للمال العام، ومن المفترض حماية هذه الممتلكات من الأهالي، وخاصة أن معظم الكابلات والمحولات ضمن المناطق السكنية والمأهولة". 

من جهته، قال الناشط أبو جمال معروف (اسم مستعار لأسباب أمنية)، من السويداء، لـ"العربي الجديد"، إن "عمليات سرقة الكابلات ومحولات الكهرباء ظاهرة نشطت في الأشهر الأخيرة بشكل منظم، وهي لا تقتصر على محافظة السويداء، بل تشمل كافة المحافظات الخاضعة لسيطرة النظام، ومن الواضح أنها ليست حوادث فردية". 

وأضاف: "من يسرق كابلا رئيسياً للكهرباء أو محوّلة أو كابل هاتف سيكون له زبون خاص، وغالبا هؤلاء اللصوص يعملون لدى زبون واحد، يكون شخصية أو جهة متنفذة بوسعها جمع هذه المسروقات ونقلها عبر الحواجز الأمنية". 

ولفت إلى أن "الدعوات التي يطلقها النظام عبر مؤسسة الهاتف أو بقية المؤسسات، تهدف إلى رفع المسؤولية عن النظام ومؤسساته الأمنية والعسكرية، والتي من المفترض أن تكون مهمتها حماية المواطن والممتلكات العامة والخاصة، وهي الأقدر، لأنها منظمة ولديها غطاء قانوني، في حين أن المجتمع ليس منظماً ولا غطاء قانوني له"، وفق قوله.

المساهمون