لصوص كابلات الاتصالات يفاقمون معاناة الأهالي في حمص السورية

لصوص كابلات الاتصالات يفاقمون معاناة الأهالي في حمص السورية

25 نوفمبر 2021
ازدادت ظاهرة سرقة كابلات الاتصالات في الآونة الأخيرة (Getty)
+ الخط -

بدأت ظاهرة سرقة كابلات الاتصالات في محافظة حمص بالازدياد في الآونة الأخيرة على غرار معظم المناطق التي تخضع لسيطرة النظام السوري، وهو ما يؤدي إلى انقطاع الهاتف والإنترنت عن مناطق كثيرة لساعات، حالها حال انقطاع الكهرباء أيضاً، في وقت تعجز فيه سلطات النظام عن إيقاف هؤلاء اللصوص، أو معرفة هوياتهم.

وقالت مصادر محلية من مدينة حمص لـ"العربي الجديد"، إنّ أجزاء كثيرة من المدينة تعيش منذ أيام من دون اتصالات الهاتف الأرضي والإنترنت بسبب سرقة الكابلات الضوئية من لصوص مجهولين، في حين تزعم شركة الاتصالات التابعة لحكومة النظام أنها تعمل على إعادة تأهيل الكابلات المقطوعة والتالفة نتيجة عمليات السرقة.

وبحسب المصادر، فإنّ مجموعات مجهولة يُرجّح أنها تابعة لمليشيات النظام تقوم بسرقة الكابلات ليلاً، وتشير المصادر إلى أنّ قوات النظام هي الوحيدة القادرة على الحركة ليلاً في الشوارع بحرية، دون أن يتعرّض لها أحد.

وبحسب المصادر، فإن أجزاء كبيرة من حيّ البياضة وحي دير بعلبة وحي الزهراء، ومنطقة طريق زيدل، إضافة إلى أحياء الإنشاءات والمحطة وباباعمرو في مدينة حمص، وقرى البويضة وخربة الحمام وحاويك ومناطق أخرى من ريف حمص، كلها افتقدت الاتصالات والإنترنت، بسبب عمليات السرقة خلال الأسبوع الماضي.

وقالت المصادر إنّ جميع المناطق التي تعرّضت فيها الكابلات للسرقة تحتاج إلى وقت طويل من أجل الإصلاح بسبب عدم توفّر كابلات بديلة لدى شركة الاتصالات، وذكر مصدر مقرّب من موظفين في الشركة أنّ عمليات الإصلاح تحتاج إلى موافقة من الإدارة العامة في محافظة دمشق.

وقال المصدر لـ"العربي الجديد" إنّ مديرية الشركة في حمص، أرسلت كتاباً للإدارة العامة في دمشق من أجل الحصول على كابلات جديدة إلاّ أنّ الأخيرة لم ترد بعد على هذا الكتاب، وبحسب كلام المصدر فإنّ معظم هذه المناطق ستدخل عام 2022 دون اتصالات وإنترنت، حالها حال الكهرباء أيضاً.

وقال مواطن من حي المحطة لـ"العربي الجديد" إنّ الكابلات سُرقت في الحي رغم وجود فرع الأمن العسكري هناك، كما ذكر مواطن آخر أنّه يقع إلى جانب الحيّ أيضاً فرع الأمن السياسي إضافة إلى المليشيات المتمركزة في محيط الفرعين، ومع ذلك يشهد الحي سرقة كابلات الهاتف مضيفاً: "إنّ سارقها هو الحامي، حاميها حراميها".
ويقول "أبو وائل"، مستخدماً اسماً مستعاراً، إنّه جرى إصلاح هذه الكابلات منذ وقت قصير، وسرقتها تتم بهدف استخراج النحاس منها وبيعه في سوق الخردة، ومن يقوم بهذه التجارة هم المليشيات التي تصدّر الحديد الخردة عن طريق لبنان ولا يوجد غيرها في حمص.

وشهدت أحياء حمص وريفها خلال العام الماضي والعام الجاري، ظاهرة سرقة أسلاك الكهرباء من الشوارع والمحطات الرئيسية وهي سرقات بمئات الأطنان. وبحسب أهالي المدينة لم يجري إلى اليوم الإعلان عن ضبط لصّ واحد من هؤلاء اللصوص الأشباح، وتكتفي سلطات النظام بتسجيل الضبط عند الشرطة.

وشهدت محافظة السويداء، جنوبي البلاد، الأسبوع الماضي، ارتفاع ظاهرة سرقة كابلات الاتصالات، وهذه الظاهرة باتت تغزو كافة المناطق الخاضعة للنظام السوري.