أكثر من 6000 طفل أجنبي من أبناء مقاتلي "داعش" عالقون في سورية

أكثر من 6000 طفل أجنبي من أبناء مقاتلي "داعش" عالقون في سورية

22 مارس 2024
من أطفال مقاتلي "داعش" العالقين في مخيّم روج شمال شرقي سورية (دليل سليمان/ فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- منظمة "أنقذوا الأطفال" تُعلن انخفاضاً بنسبة 50% في عدد الأطفال والنساء الأجانب المُعادين إلى أوطانهم من مخيمات في سورية مقارنة بالعام الماضي، معتبرةً ذلك خطوة إلى الوراء.
- أكثر من 70% من سكان مخيمي "الهول" و"روج" هم دون 12 عاماً، ويعيشون في ظروف مزرية، مع نقص في الغذاء والمياه وانتشار العنف، بينما قرغيزستان تستعيد 99 من مواطنيها فقط هذا العام.
- المديرة القطرية لمنظمة "أنقذوا الأطفال" في سورية تُشدد على الحاجة لمزيد من عمليات الإعادة الآمنة، مُنتقدةً تخلي الحكومات عن أطفالها وتركهم عالقين في ظروف قاسية، مؤكدةً أن الأطفال يستحقون الأمان والتعليم والرعاية.

أفادت منظمة "أنقذوا الأطفال" (سايف ذا تشيلدرن) غير الحكومية بأنّ عدد الأطفال والنساء الأجانب الذين أُعيدوا إلى أوطانهم حتى الآن، من مخيّمَين في سورية يؤويان عائلات مقاتلي تنظيم داعش ونازحين، انخفض هذا العام بنسبة 50% تقريباً مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وقد حذّرت المنظمة من أنّ هذا الأمر يمثّل "خطوة إلى الوراء".

وأوضحت "أنقذوا الأطفال"، في بيان اليوم الجمعة، أنّه بعد مرور خمسة أعوام على سقوط الباغوز، القرية السورية الأخيرة التي كان يسيطر عليها تنظيم داعش، ما زال 6,160 طفلاً على أقلّ تقدير، من جنسيات أجنبية مختلفة، محاصرين في مخيّمَي "الهول" و"روج" في الحسكة أقصى شمال شرقي سورية ويعيشون في ظروف مزرية.

أضافت منظمة "أنقذوا الأطفال" أنّ أكثر من 70% من إجمالي سكان هذَين المخيّمَين هم دون 12 عاماً، بحسب بيانات الأمم المتحدة. وثمّة آلاف من الأطفال السوريين والعراقيين في المخيّمَين ينتظرون فرصة المغادرة بأمان، إلى جانب مئات محاصرين في مراكز احتجاز منفصلة.

وبيّنت المنظمة أنّ قرغيزستان هي الدولة الوحيدة التي استعادت 99 من مواطنيها منذ بداية عام 2024، وهم 72 طفلاً و27 امرأة. ويمثّل هذا الرقم (99) نحو نصف العدد المسجّل في الفترة نفسها من عام 2023 أو ما نسبته 45%، عندما استعادت ثماني دول أكثر من 180 مواطناً. يُذكر أنّ إسبانيا وفرنسا وكندا من بين تلك الدول.

ورأت منظمة "أنقذوا الأطفال" أنّ هذا الاتّجاه المخيّب للآمال يُظهر خطوة في الاتجاه الخاطئ. أضافت أنّ السويد أعلنت، في الشهر الماضي، أنّها لن تستعيد أيّ أطفال آخرين من المخيّمَين في سورية، لافتةً إلى أنّ من شأن هذا القرار المروّع أن يحكم على الأطفال بظروف سيئة وعنف في المخيّمَين.

يُذكر أنّ عدد الأطفال الذين استعادتهم دولهم من مخيّمَي "الهول" و"روج" يُقدَّر بـ497 طفلاً في عام 2023، فيما كان العدد 388 طفلاً في عام 2022، أمّا في عام 2021 فكان 324 طفلاً.

وقد وصفت منظمة "أنقذوا الأطفال" الظروف الإنسانية في مخيّمَي "الهول" و"روج" بأنّها مزرية، مبيّنةً أنّ ثمّة نقصاً في الغذاء والمياه بالإضافة إلى عدد قليل فقط من الحمامات وسط اكتظاظ المخيّمَين وانتشار العنف فيهما مع انعدام الأمن.

في الإطار نفسه، قالت المديرة القطرية لمنظمة "أنقذوا الأطفال" في سورية رشا محرز: "نحن في حاجة إلى مزيد من عمليات الإعادة الآمنة إلى الوطن وليس أقلّ من ذلك". وأشارت محرز إلى أنّ "على مدى خمسة أعوام، ظلّ الأطفال محاصرين في هذَين المخيّمَين (الهول وروج) الفظيعَين، وقد تخلّت عنهم حكوماتهم". وشدّدت محرز على أنّ هؤلاء الأطفال "يستحقّون الأمان والتعليم والرعاية"، مضيفةً أنّ "انخفاض عدد عمليات الإعادة إلى الوطن يبيّن أنّ الحكومات تدير ظهرها لهؤلاء الأطفال، وأنّ الحكومات تتجاهل واجبها وتترك الأطفال عالقين في البؤس".

المساهمون