أزمة أوكسجين في الشمال السوري تهدد مصابي كورونا

أزمة أوكسجين في الشمال السوري تهدد مصابي كورونا

01 أكتوبر 2021
وصلت غرف العناية المركّزة ومراكز العزل إلى ذروتها الاستيعابية (عمر حج قدور/فرانس برس)
+ الخط -

تواجه المشافي والمراكز الصحية في المنطقة المحرّرة من محافظة إدلب، شمال غربي سورية نقصاً حاداً في عدد أسطوانات الأوكسجين المخصّصة لمصابي فيروس كورونا مع الارتفاع اليومي لأعداد المصابين. وتطالب الجهات الصحية المدنيين باتخاذ الإجراءات لمواجهة فيروس كورونا بهدف التقليل من أعداد الإصابات، وتخفيف أعداد المصابين في غرف العناية المركزة ومراكز العزل، كونها وصلت إلى ذروتها الاستيعابية.

ومع الحاجة الماسّة للأوكسجين في الوقت الحالي، أوضح مدير صحة إدلب، الطبيب سالم عبدان، لـ"العربي الجديد" أنّ "من أسباب الأزمة، ارتفاع عدد الإصابات بشكل كبير جداً وحاجة المرضى للأوكسجين بشكل كبير، فهناك حوالي 30 مولّدة أوكسجين في المشافي العامة تنتج حوالي 2000 أسطوانة في اليوم، ويوجد مولّدات خاصة تنتج حوالي 2500 أسطوانة في اليوم، وكل هذا الإنتاج لا يكفي المصابين في الوقت الحالي". 

وعدم كفاية عدد أسطوانات الأوكسجين يعود لكون المريض في غرفة العناية المركّزة يحتاج إلى ما بين 7 إلى 12 أسطوانة أوكسجين، كما أكّد عبدان، بينما المريض الذي يخضع للعلاج في الأجنحة الطبية ضمن المشافي يحتاج إلى حوالي 5 أسطوانات في اليوم، بينما يحتاج المريض الذي يعاني من إصابة خفيفة إلى نحو أسطوانة واحدة يومياً. أضاف الطبيب: "حالياً يتم تأمين الأوكسجين من المولّدات العامة والخاصة، وهناك سعي حثيث لإدخال أوكسجين من تركيا. وحتى الآن اتباع أساليب الوقاية ضعيف للغاية والوعي المجتمعي حول خطر المرض ضعيف، ولا يوجد التزام بالإجراءات التي تحدّ من انتشار الفيروس بشكل كبير في المناطق المحرّرة".

الطبيب أحمد سعدو، من مركز الحجر في بلدة كفرتخاريم التابع للرابطة السورية للمغتربين، أوصى الأهالي بتلقي اللقاح، خاصة كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، وأكّد خلال حديثه لـ"العربي الجديد" ضرورة ارتداء الكمامة والحفاظ على التباعد الإجتماعي وتجنّب الأماكن المزدحمة والمشافي إلاّ للضرورة القصوى، مشيراً إلى أنّ هناك نقصاً حاداً في الأوكسجين بمراكز العزل والمشافي. 

ولفت الطبيب خلال حديثه إلى أنّ السبيل لتخفيف الضغط عن المشافي ومراكز العزل المخصّصة لعلاج مصابي كورونا، هو التزام الأهالي بالتوصيات التي تقلّل بدورها أعداد الإصابات وتوفّر شواغر في مراكز العزل. 

 وقال الدفاع المدني في بيان صدر عنه مساء أمس، أنّه تمّ تسجيل 27 وفاة لمصابين بفيروس كورونا شمال وشمال غربي سورية، من بينهم 11 امرأة نقلتها فرقه المختصّة، من المستشفيات الخاصة بفيروس كورونا، ودفنتها وفق الإجراءات الاحترازية، كما نقلت 49 إصابة جديدة بالفيروس إلى مراكز ومستشفيات العزل، مع استمرار عمليات التطهير للمرافق العامة وتوعية المدنيين.

البيان أكّد أنّ الأوضاع كارثية في شمال غربي سورية، مع استمرار تسجيل أعداد كبيرة من الإصابات بفيروس كورونا في ظلّ عجز القطاع الصحي التام، بعد إشغال كافة الأسرّة في مشافي العناية المركّزة، والنقص الحاد في الأوكسجين.

وذكّر البيان المدنيين بضرورة أخذ اللقاح واتباع إرشادات الوقاية من الإصابة بفيروس كورونا. 
وتوصي العديد من الجهات الإنسانية سكّان مناطق الشمال السوري بضرورة التحلّي بالمسؤولية وأخذ مسألة تفشي فيروس كورونا على محمل الجدّ، في الوقت الذي تعاني فيه المشافي ومراكز العزل في المنطقة من نقص في الكوادر الطبية وضغوطات كبيرة وأزمة جديدة هي أزمة الأوكسجين. 

المساهمون