آلاف الفلسطينيين يشيعون فتية عقربا الثمانية الذين قضوا بحادث مروري

آلاف الفلسطينيين يشيعون فتية عقربا الثمانية الذين قضوا بحادث مروري

07 يناير 2022
الحداد وتنكيس الأعلام اليوم الجمعة حداداً على أرواح العمّال (العربي الجديد)
+ الخط -

في موكب جنائزي مهيب، ضاقت شوارع بلدة عقربا جنوبي مدينة نابلس، شمالي الضفة الغربية المحتلة، ظهر اليوم الجمعة، بآلاف المشاركين في تشييع جثامين ثمانية فتية قضوا، أمس الخميس، في حادث تصادم بين سيارتهم وشاحنة قرب مدينة أريحا شرقي الضفة الغربية، خلال عودتهم من عملهم في إحدى مزارع التمور هناك.

وانطلق موكب التشييع من مستشفى رفيديا الحكومي في مدينة نابلس، وصولاً إلى مسقط رأس الفتية في بلدة عقربا، حيث كان الآلاف في استقبالهم، وتفرّقت سيارات الإسعاف في أحياء البلدة، ليتمكّن أهالي الضحايا من إلقاء نظرة الوداع عليهم، ثم نُقلوا إلى الملعب البلدي، الذي غصّ بالآلاف.

تشييع فتية عقربا الثمانية- فلسطين (العربي الجديد)
(العربي الجديد)

وبعد أداء الصلاة عليهم بعد صلاة الجمعة، بدأت مراسيم التشييع العسكرية، حيث تقدم حرس الشرف لحمل النعوش، وأطلقت 21 طلقة في الهواء، قبل مواراتهم الثرى في قبور حُفرت بعضها إلى جانب بعض، كما شارك عدد من الوزراء في الحكومة الفلسطينية بالتشييع.

وألقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس كلمة عبر الهاتف، تقدّم فيها بالعزاء لذوي الضحايا، مؤكداً أنهم شهداء لقمة العيش، وقال عباس: "نعزّي أنفسنا وشعبنا بهذه الفاجعة التي أصابتنا بأعزّ وأغلى ما نملك، لكننا نصبر على قضاء الله ولا نقول إلاّ ما يرضيه سبحانه إنا لله وإنا إليه راجعون".

وأضاف عباس: "الألم ألمنا جميعاً والمصاب مصابنا جميعاً، وأتقدم لذوي الشهداء وإلى آبائهم وأمهاتهم بخالص المواساة وحسبنا وحسبهم أننا مرابطون في أرضنا المباركة، ثابتون صامدون في وجه الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين وإرهابهم وإجرامهم، حتى يأتينا أمر الله ونصره وهو آت لا محالة".

وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس أعلن، مساء أمس الخميس، الحداد وتنكيس الأعلام اليوم الجمعة حداداً على أرواح العمّال، شهداء لقمة العيش، الذين قضوا في حادث السير قرب قرية فصايل، شمال مدينة أريحا.

وأصدر الرئيس عباس تعليماته باعتماد العمّال في ملفات الدعم لدى وزارة التنمية الاجتماعية، وإقامة صلاة الغائب عليهم اليوم الجمعة، معرباً عن أحرّ تعازيه ومواساته لأسرهم وذويهم.

بدوره، قال أكرم سعادة، وهو قريب أحد الضحايا، لـ"العربي الجديد" على هامش التشييع: "إن بلدة عقربا تعيش ظرفاً قاسياً غير مسبوق، حيث أغلقت المحال التجارية أبوابها، وأعلن الحداد على أرواح الضحايا".

تشييع فتية عقربا الثمانية- فلسطين (العربي الجديد)
(العربي الجديد)

وتابع سعادة: "هذا مصاب جلل، أصاب فلسطين وليس فقط بلدتنا، وما مشاركة أكثر من خمسة آلاف شخص في وداعهم إلاّ خير دليل على ذلك".

وبالتزامن مع التشييع، أدّى الفلسطينيون صلاة الغائب على أرواح الضحايا في المسجد الأقصى المبارك ومساجد الضفة الغربية، وخُصّص جزء من خطبة الجمعة، للحديث عن خطورة حوادث السير وعن الضحايا.

وقال خطيب المسجد الأقصى إسماعيل نواهضة، خلال خطبة الجمعة في المسجد الأقصى: "نترحم على أرواح شهداء لقمة العيش"، داعياً السائقين إلى الحذر في قيادة مركباتهم وعدم السرعة حفاظاً على الأرواح والممتلكات.

وكان ثمانية فتية وشبان، تتراوح أعمارهم من 14 إلى 21 عاماً، قد توفوا، وأصيب ثلاثة آخرون، في حادث تصادم بين مركبتهم وشاحنة، على مفرق قرية "فصايل" شمال أريحا شرقي الضفة الغربية، أمس الخميس، خلال عودتهم من عملهم في إحدى مزارع التمور في الأغوار الفلسطينية.

المساهمون