"يونيسف": أطفال لبنان الأكثر تضرّراً بعد عام على انفجار المرفأ

03 اغسطس 2021
رسوم أطفال لبنان في ذكرى انفجار مرفأ بيروت (حسين بيضون)
+ الخط -

بريشةٍ بريئةٍ وألوانٍ مشرقة وأخرى قاتمة، رسم أطفال لبنان المتضرّرون من انفجار مرفأ بيروت آمالهم وأحلامهم، وسردوا بلوحاتهم خلال معرضٍ أقامته منظمة "يونيسف" وجع شعبٍ لم تُطوَ فصوله بعد.

حضرت كلمة "خوف" في أكثر من لوحة، فضلاً عن الدماء المتناثرة، والدخان، والنيران المتصاعدة، كما ضم المعرض صوراً التقطها الأطفال، وتعكس حياة المدينة كما يرونها. معرضٌ غلبت عليه المأساة، لكنّه لم يخلُ من الأمل، وعبارة "من قلبي سلام لبيروت"، فما قبل 4 أغسطس/آب 2020، ليس كما بعده.

وكشفت "يونيسف" نتائج لافتة عبر مسحٍ أجرته حول أوضاع أطفال الأسر المتضرّرة شمل نحو 1200 أسرة، وقالت إنه "بعد مرور عامٍ على الانفجار المروّع، لا تزال احتياجات الأطفال وعائلاتهم شديدة، وأكثر من 98% من الأسر في حاجة ماسّة للدعم، وتضخّم حجم الكارثة بسبب الأزمات المتعدّدة في البلاد".

وأظهر المسح أنّ "7 من كل 10 أسر طلبت مساعدات أساسيّة بعد الانفجار، وتستمر جميع تلك الأسر تقريباً في حاجة ماسّة للدعم، خصوصاً النقدي والغذائي، كما أنّ ثلث الأسر التي لديها أطفال تقلّ أعمارهم عن 18 سنة قالت إنّ طفلاً واحداً على الأقلّ ما زالت علامات الضغط النفسي ظاهرة عليه، وترتفع هذه النسبة عند البالغين إلى النصف تقريباً".

وعرضت النتائج، اليوم الثلاثاء، خلال مؤتمر صحافي في حديقة الكرنتينا العامّة في بيروت، حيث دعت "يونيسف" إلى "جعل الأطفال أولوية، واحترام حقوقهم الأساسية، ونحثّ القادة على التخلي عن خلافاتهم، وتشكيل حكومة تخدم الشعب اللبناني وتضع البلاد على طريق الانتعاش، وبالتالي تحقيق العدالة ومحاسبة المسؤولين".

شهادات أليمة عرضتها "يونيسف" في المؤتمر، فتقول ميراي والدة الطفل إلياس الذي قضى في الانفجار: "إلياس من حقه ومن حق كلّ طفل قُتل أو جُرح في ذلك اليوم أن يكون آمناً في منزله".

أمّا سارة، والدة أصغر ضحايا الانفجار "إسحق" ابن العامين، فتقول: "استحقّ إسحق أكثر من هذا العالم. استحقّ فرصةً في الحياة، لكنّها سُلبت منه".

رسوم أطفال لبنان في ذكرى انفجار مرفأ بيروت (حسين بيضون)

كما جرى عرض فيديو بعنوان "عام مرّ. تمّ إنجاز الكثير، لكن يبقى المزيد"، بالإضافة إلى فيديو تضمّن شهادات أطفال متضرّرين أُنجز بدعم من المخرجة نادين لبكي والمنتج خالد مزنّر، وكشف حجم الخوف والرعب لديهم، واستحالة النسيان، واستمرار العديد منهم بالارتجاف والصراخ عند كلّ حادثة، ولجوء آخرين إلى النوم بجانب أهلهم، وتعرّض بعضهم للتنمّر بسبب تشوّهات وندوب وكسور أحدثها الانفجار.

وتكشف المنظمة أنّ "100 ألف طفل تأثروا بشكل مباشر من الانفجار، وهم يعانون من ندوبٍ لا تُمحى وآمالهم محطّمة"، مضيفةً أن "أطفال لبنان بحاجة للدعم لإعادة تصوّر مستقبلهم".

وقالت يوكي موكو، ممثلة "يونيسف" في لبنان: "أسفر الانفجار عن مقتل أكثر من 200 شخص، من بينهم 6 أطفال، وإصابة أكثر من 6500 شخص، من بينهم 1000 طفل، كما فقدَ عشرات آلاف العمال وظائفهم، وأظهر المسح أنّ أسرتين من كل ثلاث أسر (ما يعادل 68,6%) لم تحصل على الرعاية الصحيّة أو الأدوية منذ عامٍ كامل، وما فاقم الأزمة، أن أسرة واحدة من كل 4 أسر لديها شخص واحد على الأقلّ من أفرادها ثبتت إصابته بكوفيد-19".


وقال تيد شيبان، المدير الإقليمي لـ"يونيسف" في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: "منذ حدوث الانفجار، كان لبنان في حالة سقوط حرّ نحو الهاوية في ظلِّ أزمة اقتصادية وسياسية وصحيّة، وهذا ما يهدّد بجعل كلّ طفل في لبنان تقريباً في عداد الأطفال الضعفاء، وإذا لم يحدث التغيير والإصلاح والمساءلة الآن، فلن يحدث أبداً، ويكون قد فات الأوان، فيسقط البلد في الهاوية، إلى حيث لا عودة إلى الوراء".

مؤتمر "يونيسف" في بيروت في ذكرى انفجار المرفأ (حسين بيضون)
المساهمون