"النقابة تنتفض" تفوز بـ"مهندسي بيروت"

"النقابة تنتفض" تفوز بـ"مهندسي بيروت"

28 يونيو 2021
من أجواء الانتخابات (العربي الجديد)
+ الخط -

شهدت انتخابات نقابة المهندسين في بيروت التي أجريت، أول من أمس الأحد، فوزاً كاسحاً للمرشحين المستقلّين، بعد ورشة مكثفة أطلقتها مجموعاتٍ مدنية وُلدت من رحم "انتفاضة 17 أكتوبر/ تشرين الأول"، وخاضت المعركة من أجل التغيير بعد أكثر من عام ونصف العام من التحضيرات، مع مواجهتها عراقيل تأجيل الانتخابات بذرائع مختلفة.
وفازت لائحة "النقابة تنتفض" بـ221 من أصل 232 مقعداً ضمن هيئة المندوبين، وبـ15 من أصل 20 مقعداً في فروع المهندسين المدنيين الاستشاريين، والمهندسين المعماريين الاستشاريين، والمهندسين الزراعيين ذوي الاختصاصات المختلفة. 
في المقابل، فاز مرشحو تكتّل أحزاب السلطة بفرع المهندسين الموظفين والمتعاقدين في القطاع العام. وستكون المعركة الأكبر بالنسبة إلى مجموعات الثورة في 18 يوليو/ تموز المقبل لانتخاب النقيب، و10 من أعضاء مجلس النقابة.
تقول المهندسة المعمارية والناشطة في "النقابة تنتفض" يارا عبد الخالق، لـ "العربي الجديد" إنّ "نتيجة يوم الأحد كاسحة وتعيد الأمل لكلّ اللبنانيين بإمكان حصول تغيير ظهر فعلياً بطريقة احتفال جميع المواطنين وليس فقط المهندسين بالفوز، علماً أنّ دعم الناس لنا خلال فترة التحضيرات كان استثنائياً".

وتشير عبد الخالق إلى أنّ نحو 8 آلاف مهندس ومهندسة شاركوا في العملية الانتخابية "ما يمثل نسبة إقبال لا سابق لها في تاريخ انتخابات النقابة. وعلى صعيد نتائج المرحلة الأولى نجح ائتلاف النقابة تنتفض في حصدِ أكثر من ثلثي الأصوات، نتيجة الجهود التي بذلت وما زالت منذ أكثر من عام ونصف العام، والعمل وفق جمعية عامة تضم كل المجموعات الهندسية ولجان عمل وهيئة إدارية، وانطلاقاً من أطر تنظيمية تخضع لمعايير ترشيح موثوقة، وتحت مظلة وأرضية جامعة وموحّدة بمشروع إصلاحي".
وتلفت عبد الخالق إلى أنّ حظوظ "النقابة تنتفض" عالية في استحقاق 18 يوليو/ تموز الذي "سنخوضه بستة مرشحين، علماً أننا سننظم حلقات نقاش ومناظرة لاختيار مرشحنا لمنصب النقيب. وقد ضمنا ثلاثة مقاعد استناداً إلى نتائج أول من أمس الأحد، ونأمل في الحصول على غالبية أعضاء المجلس كي نحظى بأفضلية القرار، ونستطيع تحقيق مشروعنا وتنفيذ برنامجنا الإصلاحي لإعادة دور النقابة المغيّب، مع أهمية تحويل مجلس المندوبين إلى مجلس رقابي فعلي لمتابعة عمل الأعضاء ومساءلتهم". وتشدد على "ضرورة مضاعفة جهودنا للفوز، خاصة أن أحزاب السلطة ستتحدّ أكثر، وتشغّل ماكيناتها على مستوى أكبر بعد ضربة النتائج الموجعة التي هزّت رهاناتها".

الصورة
التغيير كان الهدف المنشود للمقترعين (العربي الجديد)
التغيير كان الهدف المنشود للمقترعين (العربي الجديد)

من جهته، يأمل جوزيف مشيلح، الفائز في فرع المهندسين المدنيين الاستشاريين، في حديثه لـ "العربي الجديد"، في أن تكون انتخابات نقابة المهندسين "بمثابة مؤشر لدخول لبنان مرحلة جديدة تعيد الأمل إلى مواطنيه بإمكان حصول تغيير، بعد كلّ الويلات التي عاشوها من جراء ممارسات السلطة والمسيطرين على البلد، ونهجهم القائم على المحاصصة".
ويؤكد مشيلح أنّ كسب "النقابة تنتفض" ثلاثة فروع ليس أمراً بسيطاً، معتبراً أن هذا الأمر "سينعكس إيجاباً في استحقاق 18 يوليو/ تموز، لاستكمال تأكيد التزام الجميع المبادئ ذاتها ونمطاً واحداً بعيداً من الأنانية والمكاسب الشخصية. والأكيد أنّ نتائج معركة انتخابية بحجم نقابة المهندسين ستنعكس على استحقاقات باقي النقابات، وهو ما ننشده قبل الانتخابات النيابية".

الصورة
لوائح المنتفضين غلبت لوائح السلطة (العربي الجديد)
لوائح المنتفضين غلبت لوائح السلطة (العربي الجديد)

ويشدد المهندس المدني شارل فاخوري، الفائز في فرع المتعهدين والشركات، والمرشح لعضوية مجلس النقابة، في حديثه لـ "العربي الجديد" على "ضرورة توحيد الصفوف والعمل بجهدٍ كبير للفوز في 18 يوليو/ تموز، وتأكيد انتصارنا في المعركة ضد السلطة".
ويصف نتائج المرحلة الأولى من الانتخابات بأنّها "عظيمة جداً سواء على صعيد الإقبال الكثيف أو النتائج التي فاقت كل التوقعات لمصلحة النقابة تنتفض. وحتى انتخابات الفرع الوحيد التي فاز بها مرشحو أحزاب السلطة شهدت نتيجة متقاربة". يتابع: "شعرنا منذ بداية تحضير المعركة الانتخابية بمدى رغبة اللبنانيين عامةً والمهندسين خصوصاً في التغيير الذي لا يمكن أن يحدث عملياً وميدانياً إلاّ من خلال الاستحقاقات الديمقراطية، سواء النقابية أو النيابية. وقد حان وقت قطف ثمار انتفاضة 17 أكتوبر/ تشرين الأول 2019 في وجه الطبقة السياسية الحاكمة وممارساتها التي لم تنتج، للأسف، حتى الآن إلاّ طوابير ذلّ على محطات الوقود والأفران والمتاجر، وانهياراً شاملاً طاول مختلف القطاعات". ويلفت فاخوري إلى "أنّنا تلقينا الكثير من رسائل الدعم والتأييد من خارج دائرة المهندسين وهناك تعويل كبير على هذا الاستحقاق النقابي. وقد طالبنا الناس بالفوز لإحداث فارق ومنحتنا الزخم المنشود نتيجة الإحباط الذي تعيشه بسبب الأزمة الاقتصادية والمالية الحادة. ونأمل أن يكون يوم 18 يوليو/ تموز نقطة التحوّل المنشودة وتثبت الانتصار الفعلي، لبدء مسار التغيير الذي نحلم به جميعاً، ونتمنّى أن يشمل مختلف الانتخابات".

وتفاعل اللبنانيون بشكل كبير مع نتائج المرحلة الأولى من انتخابات نقابة المهندسين في بيروت، وتمنّوا فوز المستقلّين لبدء مرحلة إسقاط السلطة في الانتخابات وعبر صناديق الاقتراع، بعد نبذها عبر تحركات الاحتجاج في الشارع والتي ترفض ممارسات المنظومة الحاكمة. ورغم الانهيار المعيشي ما زالت تسير بمشاريع الفساد ونهب حقوق الشعب، وتعطّل المؤسسات في صراعها.

المساهمون