لبنان: تكدس النفايات بفعل الإشكالات الأمنية

لبنان: تكدس النفايات بفعل الإشكالات الأمنية

21 يونيو 2021
تطلّ أزمة النفايات في لبنان برأسها كلّ فترة (حسين بيضون)
+ الخط -

عاد مشهد تكدّس النفايات على طرقات لبنان في جوانب الشوارع وقرب الحاويات إلى الواجهة من جديد، لكن هذه المرّة من بوابة الإشكالات والتجاوزات الأمنية التي تهدّد سلامة العمّال.

وفي التفاصيل، تجتاح منذ أيامٍ النفايات قضاءي المتن وكسروان التي غطّت الشوارع بعدما قرر المتعهّد داني خوري، الخميس الماضي، إقفال مطمر الجديدة (إلى الشمال من بيروت) نتيجة الإضراب الذي أعلنه موظفو الشركة المتعهدة ربطاً بالحوادث المتكرّرة مع نابشي النفايات، وفق ما يقول رئيس بلدية الجديدة – البوشرية أنطوان جبارة لـ"العربي الجديد".

ويلفت جبارة إلى أن جوهر الأزمة اليوم يتمثل في رمي النفايات بشكل عشوائي، واستغلال نابشي النفايات ذلك بحيث يبحثون داخل المكبات وفي موقع المطمر عن النحاس والحديد والمواد القابلة للتدوير بهدف بيعها، الأمر الذي أدى إلى حصول إشكالات بينهم وبين العمّال الذين تعرضوا في أحيانٍ كثيرة للرشق بالحجارة، فكان أن قرّروا التوقف عن العمل حرصاً على سلامتهم، إلى جانب مشكلة عدم وجود تراب لطمر النفايات والذي كان يتم جلبه عادة من ورش البناء.

الصورة
أزمة نفايات (حسين بيضون)
(حسين بيضون)

وكشف رئيس البلدية لـ"العربي الجديد"، أنّ الأزمة في طريقها إلى الحلّ صباح غد الثلاثاء حيث ستبدأ عمليات رفع النفايات من الشوارع في تمام الساعة السابعة، وذلك نتيجة اجتماعات مكثفة وترتيبات مع المعنيين والأجهزة الأمنية توصلت إلى استئناف العمل وتأمين الحماية اللازمة للعمّال عبر عناصر للحراسة.

وكانت شركة "رامكو" الملتزمة بكنس وجمع ونقل النفايات في قضاءَي المتن وكسروان أفادت، الخميس الماضي، أنه تم إقفال مطمر الجديدة من قبل الشركة المتعهدة الأمر الذي شكل مانعاً وعائقاً حال دون تفريغ النفايات في المطمر، ودفعها بالتالي إلى التوقف عن رفع النفايات إلى حين فتح المطمر من جديد.

الصورة
أزمة نفايات (حسين بيضون)
(حسين بيضون)

وأفادت الشركة، أنها حريصة على صحة المواطن وعلى النظافة العامة في الطرقات وأهابت بالمسؤولين إيجاد حلٍّ سريعٍ لإعادة فتح المطمر أو إيجاد مطمرٍ بديلٍ.

وأحدثت مشاهد النفايات المكدسة في الشوارع القريبة من المباني السكنية والتي تحوم حولها الحشرات بلبلة كبيرة لدى المواطنين والسكان الذين اشتكوا من الروائح الكريهة التي تنبعث في المكان والذباب الكثيف الذي يحيطها، ما يحتم عليهم إغلاق النوافذ والجلوس في الغرف المقفلة وتحمّل الحرّ الشديد في ظلّ انقطاع الكهرباء عدا عن المخاطر الصحية والبيئية، رافعين الصوت عالياً لمطالبة المسؤولين بالتدخل فوراً لحلّ المشكلة.

وينتقد السكان طريقة تعاطي المعنيين مع أزمة النفايات التي تعود إليهم كلّ مرّة بذريعة جديدة إما بوصول مطمر الجديدة إلى قدرته الاستيعابية ما يدفعهم إلى توسعته رغم اعتراض أهالي المتن على ذلك، أو بتوقف شركة رامكو عن رفع النفايات بسبب إضراب العمّال احتجاجاً على تدهور قيمة رواتبهم التي يتقاضونها بالعملة الوطنية بفعل ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق السوداء، وغيرها من الحجج آخرها اليوم الحوادث الأمنية.

الصورة
أزمة نفايات (حسين بيضون)
(حسين بيضون)

وتطلّ أزمة النفايات في لبنان برأسها كلّ فترة في ظلّ سوء الإدارة وعجز المسؤولين ووزراء البيئة المتعاقبين عن إيجاد حلول جدية وجذرية وطويلة المدى علماً أنها من الملفات التي يحيطها الهدر والفساد والتي دفعت اللبنانيين عام 2015 للخروج إلى الطرقات وتنظيم تحركات احتجاجية حاشدة تحت عنوان "طلعت ريحتكم" رفضاً لهذه الممارسات.
 

المساهمون