العراق: خطة لزيادة القوات الأميركيّة واستحداث قاعدتين

العراق: خطة لزيادة القوات الأميركيّة واستحداث قاعدتين

15 يناير 2015
مخطط لرفع عديد القوات الأميركية إلى 15 ألفاً(فرانس برس)
+ الخط -

تخطط الإدارة الأميركية، خلال الفترة المقبلة، وبالتنسيق مع الحكومة العراقية، لزيادة عديد قواتها في العراق، وفقاً لما تكشفه مصادر عراقيّة عسكريّة وسياسيّة، لـ"العربي الجديد"، ليبلغ عددها نحو 15 ألفاً، مع نهاية العام الحالي.
وفي سياق متصل، يؤكّد الباحث في الشؤون الاستراتيجيّة في الشرق الأوسط، أنتوني كوردسمان، في ندوة عقدت في واشنطن قبل يومين، "احتمال أن يصل عديد القوات الأميركية في العراق إلى ما يراوح بين تسعة آلاف وخمسة عشر ألفاً، بحلول نهاية العام الحالي"، لافتاً إلى أنّ مركزين عسكريين جديدين سيضافان إلى قائمة المعسكرات الأميركيّة في العراق خلال هذا العام.

ويؤكّد عضو لجنة الأمن والدفاع النيابيّة عن الائتلاف الوطني العراقي، النائب كاظم الشمري، لـ"العربي الجديد"، أنّ "حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي، ترحّب بزيادة الوجود الأميركي في العراق، من أجل تقديم الدعم والمشورة للقوات الأمنيّة العراقيّة في حربها ضد داعش"، موضحاً أنّ "العسكريين الأميركيين الموجودين حالياً في العراق، يعملون في قاعدتين هما معسكر التاجي وقاعدة عين الأسد الجويّة، وأنّ عدد أفراد القوات الأميركية في العراق سيزداد خلال الفترة المقبلة وبشكل تدريجي".

من جانبه، يتوقع مسؤول حكومي عراقي رفيع المستوى، ارتفاع عدد العسكريين الأميركيين في البلاد مع نهاية العام الحالي إلى 10 آلاف جندي ومستشار من مشاة البحريّة الأميركية، "المارينز". ويقول، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إنّه "تجري حالياً عملية إعادة تقييم النتائج التي قدمتها القوات الأميركية الموجودة في العراق اليوم، وهناك ترجيحات برفع العدد بشكل تدريجي حتى نهاية العام الحالي، لتبلغ نحو عشرة آلاف عسكري ينتشرون في مناطق مختلفة من البلاد".

ويوجد حالياً زهاء 3600 عسكري أميركي يقيمون بغالبيتهم في بغداد والأنبار وصلاح الدين، داخل قواعد محصّنة تخضع للحماية من سرب مروحيات الأباتشي القتالية، التي تحيط بمناطق وجودهم. وتقدم تلك القوات خدمات عسكرية وأمنية للقوات العراقية، ولم تسجل مشاركتها مباشرة في معارك مع "داعش" إلا في ثلاث مرات غربي الأنبار، قرب قاعدة عين الأسد.
ويؤكد المصدر "وجود تغيير في مواقع قوى شيعيّة راديكاليّة من مسألة التواجد الأميركي البري في العراق، بسبب ارتفاع عدد قتلى الميليشيات التابعة لها إلى مستويات قياسية، في الشهرين الماضيين خلال المواجهات مع تنظيم داعش، وهو ما دفعها الى إبداء مرونة في تقبّل الفكرة التي بدت لهم مناسبة خاصة، مع فشل عسكري متواصل في تحرير المدن العراقيّة الرئيسة التي يسيطر عليها منذ نحو سبعة أشهر".

وكانت قوى محافظة، كالتيار الصدري وحزب الدعوة، أعلنت رفضها لأيّ وجود عسكري بري أميركي في العراق، معتبرة ذلك "انتهاكاً" للسيادة العراقية، لكنّ أطرافاً أخرى اعتبرت الحديث عن السيادة "مضحكاً" و"غير منطقي"، باعتبار أنّ "السماء العراقيّة باتت متعدّدة الجنسيات".
وكان العبادي بحث مع منسّق التحالف الدولي، الجنرال جون آلن، بحضور ممثل الرئيس الأميركي، بريت ماكيرك، والسفير الاميركي في بغداد، سبل دعم التحالف الدولي للعراق في حربه ضدّ الارهاب، والتنسيق بين الجانبين. ويقول المتحدث باسم الحكومة، سعد الحديثي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "العبادي أكد ضرورة زيادة وتيرة الضربات الجوية المؤثرة ضد مواقع داعش، ومتابعة الخطوات الجارية لتدريب القوات الأمنيّة العراقيّة وتوسعته ليشمل أكبر عدد ممكن منها". ويوضح أنّ العبادي "شدد على أهميّة الدعم الدولي للعراق في حربه ضد داعش، الذي امتد خطره وتأثيره على المنطقة والعالم".

في المقابل، دعا رئيس مجلس النواب، سليم الجبوري، وزارتي الدفاع والداخلية إلى استثمار جميع الطاقات الشعبيّة والإمكانيات المتاحة لمساندة القوات الأمنية والعسكرية في المناطق التي تخضع لسيطرتها، موضحاً أنّ "أهل المناطق أدرى بتضاريسها وطريقة التعامل معها، والأسلوب الذي ينبغي أن يتخذ إزاء المسلحين". واعتبر أنّه "لا يمكن تحرير مناطق ومدن محافظة صلاح الدين، إلا بجهدٍ جمعي لا يستثني أي طرف عن عملية التحرير الذي يتطلع إليه الشعب العراقي".